يجب ان تكون قضية قبل ان تكون محطة فضائية

سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3211 - 2010 / 12 / 10 - 19:09
المحور: ملف مفتوح – أهمية و إمكانيات إطلاق فضائية يسارية علمانية
    

العالم العربي شبع من الشعارات العقائدية البالية، والوطنجية الفارغة، والقومية القاتلة، والعنصرية البغيضة، والاسلامية المذهبية الجاهلة محملة على هودج الفضائيات والدماء سائلة. تلك التي اوصلتنا الى تدمير دول كانت عامرة: كالصومال والسودان ولبنان والعراق واليمن وفلسطين والحبل على الجرار وما اكثر التجار الذين حولوا القضية الفلسطينية الى يافطة ملوثة بدماء الشهداء الابرار. وكأن تحرير القدس لا يمر الا على جثة الطيب المسالم الشهيد الكبير رفيق الحريري حامل لواء العلم والتقدم والديمقراطية والحداثة.
العالم العربي والشعوب الاسلامية شبعوا من الأحلام والتخيلات والتحليلات والمبالغات والاكاذيب والهرطقات والتفاهات والنفاق والثرثرات التي تطلقها الفضائيات ويريدون لقمة العيش والعيش بأمن وسلام واستقرار وازدهار.
اسرائيل تقوى وتتقدم ونحن نذوي ونتقهقر! من يتحمل المسؤولية؟ الاعلام صاحب ثقافة الممانعة الفاشلة معطوفة على غرور الكلام : علقت اسرائيل بالفخ يا عرب! وخبث ملالي ايران ينصب الفخ للعرب.
العالم العربي بحاجة ماسة الى فضائية ثقافية فكرية ناقدة اعلامية حوارية صادقة حضارية تعبر عن الفكر الحر المستقيم المعتدل اليساري العقلاني المنفتح ومن خلال منطق ديمقراطي تحرري مقاوم للدجل والنفاق ويحترم الاخر المعارض. هو فكر مجدد ناقد وخارج من افات التقليد والتكرار واجترار الماضي الوئيد الى تحقيق المستقبل السعيد.
أسباب عدم وجود هكذا فضائية إلى الان يعود الى فشل القوى العربية والمشرقية التقدمية التحررية في شبك الايادي والهمم لإيجاد هكذا فضائية تعبر عن طموحات الناس تاركين المجال للمثرثرين والدجالين ودعاة التخلف والجهل من اخذ الصدارة وتجهيل الناس بافكارهم السامة واحلامهم الكلامية.
هذه الفضائية يجب ان تكون ناقدة لكل الأنظمة العربية والاسلامية الشمولية الحاكمة وجالدة لكل الحركات الاسلامية السياسية التي تتجار بالدين ودماء الابرياء وفاضحة بشراسة موثقة لكل المتطرفين والفاسدين من قوى التعصب الديني والمذهبي والقومي والطائفي والسياسي.
التمويل هو اهم عنصر وهو عماد قيام فضائية فكرية ثقافية ديمقراطية مستقلة حرة ناجحة .
اقترح التالي انشاء شركة تجارية قانونية مساهمة في احدى الدول الاوروبية يشارك فيها الكتَّاب والقراء والداعمين ومن جميع انحاء العالم في شراء اسهمها. مثلا سعر السهم مئة دولار. وهناك من يشتري اكثر من سهم حسب المقدرة. ولا ننسى سوق الاعلانات التي سيكون لها دور مهم في دعم الفضائية المادي. في نهاية السنة يتم تجريد الحساب واظهار الميزانية واذا كانت هناك ارباح توزع على المساهمين واذا كانت هناك خسائر يتحملها المساهمون. اهم من كل ذلك هو اقتناع الجميع بان الهدف هو بناء صرح فكري يساري تقدمي اعلامي وليس تجاري. الهدف هو نشر الفكر وليس الربح. انها قضية قبل ان تكون محطة فضائية. انها قضية تهمنا جميعا وسيكون مردودها الفكري لمصلحة شعوبنا المنكوبة بثرثرة الفضائيات الحالية.
اعتقد ان الحوار المتمدن اذا انطلق بهذه الفكرة مع الكوكبة الرائعة من كاتباته وكتابه والقارئات والقراء فالنجاح سيكون حليفه في تحقيق هذا العمل الجبار والرائد.

#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات