أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرحمن دارا سليمان - العراق الجديد : الإسلام السياسي والإسلام الصهيوني














المزيد.....

العراق الجديد : الإسلام السياسي والإسلام الصهيوني


عبد الرحمن دارا سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 3211 - 2010 / 12 / 10 - 00:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد نحتاج يوما الى فضيحة إعلامية بحجم "ويكيليكس"، لكي تؤكد لنا بالوثائق والأرقام، مدى إرتباط الفتاوى الدينية والاعمال الأرهابية وسياسات الكثير من أحزاب الإسلام السياسي التي نمت في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979 في منطقة الشرق الأوسط ، وأزدهرت بشكل ملفت للنظر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ، بالخدمات الجليّة المباشرة وغير المباشرة التي تقدّمها هذه الحركات، لدولة إسرائيل .

فالشكوك لدى المراقبين، لا تلبث أن تتزايد يوما بعد يوم، في طبيعة الأدوار الموكلة بهذه الحركات أو تلك التي تؤديها نيابة بالمجان، والسياسات المدمّرة التي تنتهجها والعمل بدأب على تفكيك مجتمعاتها وإدامة وتمديد النزاعات الأهلية فيها تحت ستار الدين ووفق قراءات دينية لا تظهر الإسلام الإّ كما يريد أن يراه أعداء الإسلام، أي كرديف للعنف والتخلف والهمجية والعداء للتقدّم ومسايرة العصر، وهو جوهر ما تسعى اليه وجهة النظر الغربية التي نجحت الى حدّ كبير في إقناع الرأي العام العالمي بتبنيها، وباتت بمثابة الغطاء الأخلاقي لسياساتها الموجّهة نحو المنطقة .

وحين نعلم أن هذه القوى الأصولية والمتشددة قد ورثت الفراغ السياسي الراهن نتيجة إنهيار المشاريع الوطنية الطموحة والتي إستثمرت فيها القوى الديمقراطية وراهنت عليها طوال ما يزيد عن نصف قرن ودفعت أثمانها الباهضة من قتل وتنكيل وسجون ومطاردة وتهجير ومنافي، لا تعدو عمليات محو الذاكرة الوطنية وتدمير مؤسسات الدولة والتفتيت الإجتماعي المنظّم ، سوى تمهيدا مبرمجا ومساعدا على صعود هذه التيارات وإحتلالها لمواقع السلطة والقرار، وبالتالي تحويل البلدان والمجتمعات الى ساحات مشرّعة وميادين مفتوحة للتدخل الخارجي تحت أكثر من سبب وذريعة تجدها الآن أو مستقبلا .

وليس هنالك اليوم، مايهدد كيان الدولة والمجتمع، أكثر من القتل على الهوية الدينية كما كان يجري وجرى مؤخرا للمواطنين المسيحيين ،وإستمرار شحن الأحقاد والضغائن على منابر الجوامع التي تحوّلت في عصر الظلمات الى متاريس وترسانات للأسلحة والمفخخات، والسعّي من خلال الحواشي والواجهات الدينية للقضاء على آخر ما تبقى من مظاهر مدنية في المجتمع ، ومن ثم العودة بالإنسان والأوطان الى البربرية الشاملة وهو ما ينبغي على كل ضمير حيّ أن يتجنبه ويتفاداه ويتصدى له بكلّ ما أوتي من قوّة .

فالمعارك والنزاعات الداخلية التي تدور في العراق، وإن كان جوهرها الأساسي والطاغي على المشهد العام، هو السيطرة والحيازة على أكبر مايمكن من السلطة والموارد والنفوذ، إلاّ أنها نزاعات متعددة الأوجه والمصادر والأجندات ولا يمكن التنبأ بسهولة بالوجهة التي ستقود اليها ما دامت ستبقى رهينة لموازين القوى والتدخلات الخارجية، فهي علاوة على كونها نزاعات علمانية ـ دينية تدور حول الحرّيات العامّة كما يجري حاليا ، فهي أيضا نزاعات دينية ـ دينية وأخرى دينية ـ قومية وثالثة قومية ـ قومية وجميعها تستثمر قواها كي تنهك الآخرين وإقصائهم ، وفي النهاية لن ينتصر فيها أحد بسبب أنّ الأدوار المرسومة لكل منها هو مجرّد إضعاف الآخر والنيل منه مؤقتا طالما أنّ هذه المناورات السياسية لايمكنها أن تخرج من دائرة التكريس للفوضى القائمة وتقديم التبريرات والذرائع لإستمرار الإشراف الدولي وتمرير السياسات الغربية وفي مقدمتها حفظ وضمان أمن وإستقرار وسيطرة دولة إسرائيل في المنطقة . وفي إنتظار أسرار الفضيحة الإعلامية القادمة ، سيكون عند جهينة الخبر اليقين .



#عبد_الرحمن_دارا_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أبعاد التضييق على الحريات في العراق
- العراق الجديد : القوى الديمقراطية وإتجاهات التغيير
- حيرة الدكتور كاظم حبيب وأشجانه العراقية
- العراق الجديد: المخاض السياسي العقيم
- مواطنون أم رعايا أم رهائن ؟
- المحنة العراقية المستمرّة
- العراق الجديد : الدولة الحديثة والمجتمع القديم
- العراق الجديد : مصير التحوّلات الديمقراطية
- العراق الجديد : الصراع بين القديم والأقدم
- حول الإنتخابات العراقية المقبلة وهمومها الكثيرة
- العراق الجديد والطريق الطويل الى الديمقراطية
- العراق الجديد : مرحلة جديدة على الأبواب
- الديمقراطية والمدنية في العراق الجديد
- الأزمات المستعصية القديمة في العراق الجديد
- ساسة وأحزاب في عراق العجائب
- ديمقراطية مقابل الدماء
- العراق الجديد يجرب كل الحلول الخاطئة قبل الحل الصحيح
- العلمانية والديمقراطية ومأزق العراق الجديد
- في الدين والدولة والعلمانية
- في اشكالية الدين والعلمانية


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرحمن دارا سليمان - العراق الجديد : الإسلام السياسي والإسلام الصهيوني