|
ان لم نفهم فكرة المحبة فهل نفهم فكرة التعصب المقيت
داليا محمد
الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 12:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
العجب واشد العجب فيمن يدعي العلم والمعرفة وينصب نفسه ناقد وعالم ببواطن الأمور ومن يشغل جل وقته يناقش ويحاور ثم تجد أن كل ما يدور في فلكه وعقله هو فكرة واحدة لا يستطيع الفكاك منها ... يربطها بكل ما يقول ويجعلها سبب لكل ما يدار ويحشرها حشر في كل قول أو نقاش أو موضوع مطروح
أليس التعصب هو سيطرة فكرة ما علي عقل ووجدان الشخص بحيث تجعله عاجز عن رؤية اي شيء خارج اطارها.. فالتعصب ليس بقاصر علي الدين ولكن التعصب هو التمسك بفكرة مها كانت هذه الفكرة والدفاع عنها باستماته حني ولو علي خطأ
الا نري ان اي نوع من التعصب لم يولد غير إرهاب وكراهية وعنف و أليس كل ما يلي تعصب:
التعصب في الكرة والذي وصل للتقاتل التعصب وراء مرشح في الانتخابات والذي يصل للقتل التعصب وراء إي فكرة حتي ولو كانت فكرة الدين الا يصل للقتل التعصب العرقي الا يصل للقتل التعصب لوطن الا يصل للقتل التعصب التعصب التعصب هو العنف بعينه ولكن لمن له عقل يعي وعين تري وفهم قابل لان يدرك الحقائق
فلا ينج منه اي شخص اتخذه فكر وحجاب علي عقله وقلبه يقيه من اي شيء يختلف عما دسه وزرعه فيه
التعصب هو إقصاء للأخر فكر وروح وقول وفعل كل شيء
التعصب هو الداء الذي يحول اقوي العقول واقوي الأفكار لأشياء مهزوزة فاقدة المصداقية التعصب هو ما يفقد اقوي الأفكار والعقول والمفكرين بريقهم وينزل بهم لمصاف الدهماء والجهلاء التعصب هو ما يعري الإنسان من كل أردية الحكمة والتحضر والكرامة والذوق ويجرده من كل غطاء من الحكمة والأناقة والجمال ويساويه بكل عرايا الفكر وسطحي المعرفة التعصب هو ما يخلع عن العالم والمثقف رداءه ويلق عليه عباءة الجاهل بعد أن يفقد بوصلة المعرفة ويضيع منه طريق النزاهة والحيادية التعصب هو ما يفقد الكاتب نزاهة حرية الكلمة ويجعله عبد لشئ يكبله بثقل ونفحات نيران هذا الشيء دونما القدرة علي الرؤية بحرية لباقي الأشياء وما يدور حوله فلا يدور في جنبات عقل وقلب أسير التعصب غير ناتج تعصبه وعصارة فكره معزول عن فكرة قبول الآخرين ومناقشتها
التعصب هو ما يجعل صاحبه عندما يعجز عن الدفاع عن فكرته لرفع حنجرته وسيفه ونزع كل حواجز أخلاقه لإثبات ما يعجز عن إثباته بالكلمة الطيبة والتفهم للأخر والرؤية خارج عقله الخاص
التعصب واه من التعصب
التعصب هو ما يجعل البعض لا يري
العنف العالمي متمثل في كل قوي الشر التي تحكمه والتي لم تتغير علي مر الزمان إلا وهي الرغبة في المال والسلطة فهي ما تحرك حروب مثل حرب العراق وأفغانستان وقبلهم حروب الشرق الأوسط وفيتنام وكوريا والبوسنة والهرسك واكبر حربين قضيا علي البشرية إلا وهما الحربين العالميتين وهي ما حركت الحروب الصليبية عصابات تمثل كل العنف من المافيا الايطالية والصينية والروسية وكل أنواع العصابات كبيرها وصغيرها هي ما حركت كل أنواع الاحتلال من كل القوي العظمي علي مر التاريخ هي من جعلت من إفريقيا واسيا مرتع لكل من يري في نفسه القوي ليستحلب ثرواتها ويذل أهلها هي ما تحرك رؤساء وملوك وتنشر الفساد والقتل في البلاد يمين وشمال هي ما يجعل إسرائيل ترتع في فلسطين التعصب هو ما يجعل حني الكتاب والمعلقين هنا عندما يختلف أو يخرج اي منهم عن دائرة التعصب حني وان كان اكبر كتابهم أو مفكريهم ومن يؤمنوا به عن نيران تعصبهم وأقوالهم يقول كلمة حق تعكس استقلالية عقله عن روح التعصب تجعل هؤلاء لا يتورعوا عن إقصاءه والهجوم عليه حيث يحجب التعصب عقولهم عن حني قبول اختلاف اي منهم وخروجه عن القطيع وكم عاينا تلك التناحرات والاقصئات والانشقاقات التي سببها التعصب
ولكن التعصب والتعصب وحدة هو ما لا يري كل هذا ثم يقول العنف والإرهاب هو الإسلام ويغفل كل شيء حني اي دعوة للمحبة والسلام والبعد عن التفرقة ونشر كلمات وأفعال وأقوال الإرهاب الفكري والبدني التعصب هو ما يضع المفكر الليبرالي أو مدعي الليبرالية في نفس حفرة المشايخ والمطارنة المتشحين بالدين لسوق العقول مثلما يساق القطيع وبالتالي يتساوى الليبرالي معهم في سياق قطيع يدعي الليبرالية والحرية بينما هو محجوب العقل بحجاب التعصب البغيض قلة وأقول قله من ينجوا من تلك العصبيات والحقيقة كما تنموا العصبيات وتلغ العقول في تلك الجماعات الدينية إسلامية أو مسيحية تلغ العقول التي من المفروض أنها ليبرالية أو الحادية أو علمانية في غرف الشات والتكتلات الجديدة للنت والتي تجمعهم مثل تجمعات الجماعات وتلحس عقولهم وتتمكن منها وتحصرهم في أفكار محددة وتخلق قيم التعصب بينهم لتمنعهم من رؤية الأخر وكما لن يعيش إرهاب الدين لن يعيش إرهاب تاركي الدين لان بالنهاية لايعيش الإرهاب اي أن كان لأنه مرفوض من اي صاحب عقل واعي لا يقبل السقوط في براثن التعصب اللعين
فعلا التعصب اعمي وسيظل اعمي
#داليا_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل حقا نريد القضاء علي الإرهاب أم نريد خلق وانتشار الإرهاب
-
هل الخداع جائز وشرعا في عرف العلمانية
-
شفتوا المسلمين ... مش طلعوا متفوقين
-
صرخات دارونية
-
حد يساعدني يا خلق ويلاقي لي الاجابة
-
معاني جميلة
-
مقارنات ساذجة متعمقة
-
رؤية غربية للاسلام
-
عقلي العاصي مازال يتلاعب بي
-
قصة حب مينا ودميانة
المزيد.....
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21
...
-
” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل
...
-
زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ
...
-
21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا
...
-
24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل
...
-
قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با
...
-
قائد الثورة الاسلامية:غزة الصغيرة ستتغلب على قوة عسكرية عظمى
...
-
المشاركون في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يلتقون قائد الثو
...
-
استهداف ممتلكات ليهود في أستراليا برسوم غرافيتي
-
مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|