الحاجة الماسة الى فضائية يسارية للوصول الى توازن اخلاقي مجتمعي

مارا الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 10:32
المحور: ملف مفتوح – أهمية و إمكانيات إطلاق فضائية يسارية علمانية
    

في ظل التطرف الديني الواضح الذي نعيشه والذي حول مدننا العربية تدريجيا الى قندهار جديدة بفضل شيوخ الفضائيات الاخرى الذين تمادوا في مط الدين كما يحلو لهم وبدأ الحلال والحرام يأخذ حيزا اكبر من ما ذكر في النصوص الدينية ، لذا نحن بحاجة ماسة الى اعادة التوازن للاخلاق الاجتماعية التي اعلل غيابها بسبب غياب المد اليساري التقدمي وتراجع المطالبة بحقوق الانسان وحقوق المرأة والطفل ونحن نعلم جيدا اسباب غياب المد اليساري التقدمي.
وموقع الحوار المتمدن لم يقصر منذ بداية انطلاقته ولحد الان في اثراء الافكار التقدمية العلمانية بمختلف الطرق وبمساعدة مجموعة رائعة من الكتاب والمثقفين والمتنورين ، ولكن وجود فضائية علمانية يسارية ارى انه اصبح شيئا لا بد منه ونتطلع فعليا الى وجود هكذا فضائيات من اجل بيئة سليمة لنا وللاجيال القادمة.
اقتراحاتي المتواضعة لنشوء قناة فضائية علمانية :
- ارى من الافضل ان تلتزم القناة الفضائية المقترحة بنفس المنهج الذي سار عليه الحوار المتمدن طوال هذه السنوات وليس من الضروري ان يكون هناك خط سياسي واحد . فالديمقراطية العلمانية هي التي تجمعنا تحت هذا الموقع الرائع.
- بما انها فضائية يسارية علمانية ... فلا اعتقد انها ستكون مقبولة في اي من الدول العربية الاسلامية بسبب الفهم الخاطئ للعلمانية في هذه الدول والذي يجعل من هذه الفضائية محاولة للدعوة الى الكفر والالحاد والاستهتار وما الى غيرها من المسميات الخاطئة . كما ان سياسة الانظمة القمعية العربية لن تسمح بأي حال من الاحوال انشاء هكذا فضائية .... لانها ستسقط الاقنعة وتحرر العقول وتهدم صورة القائد العربي وتدعو الى المطالبة بحقوق الانسان وتحريك صوت الشعب .ولذلك ستكون اي دولة من دول الاتحاد الاوربي مناسبة للبث اكثر من غيرها .
- لا ادعي معرفتي بالاستثمار والاقتصاد ولكن يمكن ان تبدأ الفضائية كمشروع بسيط جدا وبعمل دراسة جدوى وبأقل ما يمكن من تكاليف .... علما ان الكوادر العلمية والثقافية والادبية متوفرة في هذا الموقع ولا اعتقد ان هناك من لا يرغب في المشاركة ان طلب منه تحديدا القيام بمهمة من اجل هذه الفضائية ، ثم بعد حين يمكن التعاقد على بعض الاعلانات الدعائية التجارية بشرط ان لا تشوه ولا تخالف المبادئ التي تسير عليها الفضائية المرجوة والتي سار عليها الموقع من قبلها.
- اما عن الدعم ومن يدعمها فاعتقد ان الكثيرين هنا سيقدمون اكثر من استطاعتهم سواء كان بالعمل التطوعي او بالتبرعات المادية - وحسب مقدرة الفرد - او بأية طريقة تقترحها ادارة الموقع او ادارة الفضائية فيما بعد . وعن نفسي سأكون داعمة بالتأكيد لهكذا خطوة ان طُلب مني ذلك ....... كلنا نرغب في تنظيف عقول اطفالنا من ترسبات التخلف التي بدأت تأكل العلم والتعلم داخل ادمغتهم البريئة.
- بالنسبة للبث من خلال الانترنت سيكون جيدا ولا بأس به ان لم تكن هناك اي فرصة اخرى للبث الفضائي ، ولكن التلفزيون له شعبية واسعة جدا وتاثيره على الناس لا يمكن تجاهله وقدرته على التأثير ستكون سريعة وقوية ، كما ان الغالبية العظمى تمتلك تلفزيون او اكثر في المنازل إلا ان نسبة لا يستهان بها من الناس لا تمتلك خط انترنت او لا تعرف استخدام شبكة الانترنت ...... وهذا يؤدي الى عدم وصول الافكار التي تبثها القناة الى شريحة واسعة من الشعب .

في النهاية نحن ننتظر النور القادم ليتسلل كشعاع الشمس صباحا ويطرد الظلام الذي يلف العقول العربية
دمتم ونحن معكم

#مارا_الصفار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات