أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - شخصية السيكوباتي وصراعها مع المجتمع














المزيد.....

شخصية السيكوباتي وصراعها مع المجتمع


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3209 - 2010 / 12 / 8 - 19:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعاني السيكوباتي صراعاً مع الذات على نحو مستمر يظهر سلوكاً غير سوي يتعارض مع السلوك العام للمجتمع وقيمه فكلما زاد السلوك اضطراباً زادت حالة العداء للمجتمع ليتحول مع الزمن إلى حالة عداء معلنة يرفض خلالها قيم المجتمع وأعرافه. ويعدّ الشخص السيكوباتي أن شأنه يفوق شأن جميع أفراد المجتمع فيتصرف على نحو متعالٍ ويحتقر محيطه الاجتماعي ويوجه اللوم على نحو دائم إلى الآخرين، وينتقد سلوكهم وتصرفاتهم ليمارس إسقاطاً ذاتياً على الآخرين ويدعم آراؤه بحجج يعتقد مع نفسه أنها مقبولة ومقنعة وغير قابلة للطعن والنقض.
ويستخدم أساليب العنف والقسوة ضد من يكشف زيف ادعاؤه وتسفيه آراؤه من دون أي شعور بالذنب جراء اساءته للآخرين لما يعانيه ضعفاً بالضمير والآنانية المفرطة فيلقي بالمسؤولية على نحو دائم على الآخرين ويعدّهم مقصرين وغير قادرين استيعاب آراؤه وناكرين عليه مكانته وقيمته الثقافية التي تفوق قدرتهم ما يوجب عليهم إبداء الطاعة والقبول من دون نقاش بآرائه السديدة.
يصف (( نيتذل )) سلوك السكوباتي وصراعه مع المجتمع قائلاً : " إنه يخوض صراعاً مستمراً مع المجتمع بسبب سوء نشئته الاجتماعية، وضعف ضميره وعدم شعوره بالذنب وتأنيب الضمير، وينقصه الولاء والانتماء إلى الأفراد والجماعات والقيم العامة للمجتمع، وأناني على نحو كبير ويتسم بالعنف والقسوة، ولا يتحمل المسؤولية ويميل إلى لوم الآخرين ويقدم تبريرات يعدّها مقبولة لتبرير سلوكه وممارسته غير السوية، ومتكبر ومتعجرف على نحو أقرب إلى الغطرسة ".
يعيش الشخص السيكوباتي حالة صراع دائم مع ذاته بسبب حجم رواسبه الشريرة الكامنة التي تظهر سلوكيات وممارسات غير سوية ومتعارضة مع السلوك العام للمجتمع وأدبه، ويمارس فعلاً غير سوي ومتعارض مع القيم العامة للمجتمع على نحو قصدي ومع سبق الإصرار لإلحاق الأذى بالمحيط الاجتماعي فكلما زادت خصوماته واساءته إلى الآخرين يعدّها نصراً عليهم ليقلل وتيرة الصراع الناخر لذاته على نحو دائم. على خلافه فإن ردعه على نحو قاسٍ يصيبه بالاحباط الشديد ويدفعه لممارسة أفعال مخلفة بالشرف والأخلاق العامة ويلجأ إلى أتباع أساليب النصب والاحتيال لاعادة التوازن لذاته المضطربة للهروب من حالة الاحباط التي تفقده التوزان على نحو كبير.
يصف (( محمد ربيع وآخرون )) حالة الشخص السيكوباتي قائلاً : " إنه غير متطبع اجتماعياً ودائم الصراع مع الآخرين ويرفض مجاراة القواعد السلوكية للمجتمع وأعرافه، وعديم الولاء للأصدقاء، ولا يستطيع تحمل الاحباط أو مواجهة مشكلات الحياة اليومية ومتزمت برأيه ويسعى إلى فرضه على نحو قسري على الآخرين، ويعيش حياة لا أخلاقية خلالها يمارس الاحتيال والنصب ومستعد لارتكاب كل أنواع الآثام والجرائم لتحقيق مصالحه الخاصة ".
يكشف الشخص السيكوباتي عن ذاته على نحو صريح خلال سلوكه وتصرفه اليومي غير السوي في المجتمع، وغالباً ما تكون حياته العائلية والشخصية مضطربة لما يسببه من اساءات إلى أقرب الناس في محيطه الاجتماعي، ويزداد احباطاً عند اهماله وعدم الرد عليه لأنه يبحث عن محيط اجتماعي يخوض صراعاً معه.
على الرغم من أن الشخص السيكوباتي يعاني مرضاً وراثياً لشذوذ في سلسلته الجينية فإن للبيئة الاجتماعية والتنشئة دوراً في تفعيل الرواسب الشريرة الكامنة أو تخمديها، وقد حذر الكثير من الفلاسفة وعلماء النفس من تأثيرات البيئة والتنشئة غير السوية على سلوك الفرد وتصرفه في المجتمع. وحذر ماركس على وجه الخصوص من حثالات البروليتاريا بعدّهم عديمي الولاء ويمكن شراء ذممهم بسهولة، فالتحذير كل التحذير من حثالات الرعاع ليس بعدّهم عديم الولاء والضمير وغير ملتزمين بالقيم العامة للمجتمع وحسب، بل لسهولة شراؤهم بالمال لتغيير ولاؤهم كونهم متقافزين مثل السعادين من كيان حزبي إلى آخر سعياً لتحقيق مكاسب شخصية ومستعدين عرض الوطن بالمزاد الدولي لقاء تحقيق مصالحهم الذاتية.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية السيكوباتية
- الشخصية المضطربة وسلوكها الشاذ
- الشخصيات المتباينة في الذات
- المواصفات السلوكية للشخصية المضادة للمجتمع
- الشخصية المضادة للمجتمع
- طباع الشخصية وأنماطها
- المواصفات العامة للشخصية
- الشخصية الحقيقية والافتراضية
- تأثير عوامل المحيط والذات على الشخصية
- الشخصية وتحولاتها الزمنية
- ماهية الشخصية
- الحياة والموت
- الحقائق وزيفها في الحياة
- ماهية الحقيقة في الحياة
- الشجاعة والخوف في الحياة
- الصدق والكذب في الحياة
- حالة الخطأ والصواب في الحياة
- عوالم الحياة المختلفة
- حالة الحزن في الحياة
- دور العوامل الخارجية والداخلية في حياة البشر


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - شخصية السيكوباتي وصراعها مع المجتمع