أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - الليبراليون السوريون في الميزان














المزيد.....

الليبراليون السوريون في الميزان


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 963 - 2004 / 9 / 21 - 09:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تجمع الليبراليين السوريين بماذا يختلف عن غيره
الحاجة إلى الإنجاز, الحاجة إلى الانتماء, الحاجة إلى الحب...حاجات إنسانية أساسية و عامة كالحاجة إلى الهواء والماء والطعام. بعد توفرها يتحقق الإبداع والفرح والحضارة. وفي نقصانها يسود السخط والتعصب والعنف,ليست متلازمات غالبا وهنا تبرز الحاجة للعمل والتفكير من أجل تهيئة المناخ الملائم لميلاد الفرد المبدع والسياق الطبيعي لنشوء ثقافة الحياة. التيارات الفكرية والأحزاب العقائدية المختلفة التي سادت في سوريا طيلة النصف الثاني للقرن العشرين فصلت بين الإنجاز الفردي والانتماء,ووضعتهما في حالة تضاد,هذا هو التحدي الأكبر للتوجه الليبرالي الجديد كما أراه. فرد حر ومنتمي بنفس الوقت وجماعة تضم أفرادا متساوين بالحقوق والواجبات. هل ذلك ممكن التحقيق؟ دون ذلك عقبات كبيرة وكثيرة ستتكشف أثناء الحوار وفي تفصيلات العمل المشترك, بعضها ذاتي المنشأ بسبب الشخصية السورية الموروثة من ثقافة الاستبداد والأحادية في المستويات الأخلاقية والثقافية والسياسية,وبعضها موضوعي وفي المقدمة منها موقف الحكومة.

*
الفقرة السابقة تنظير وبلاغة فقيرة في المعنى والمعرفة,وهي نصيبي من الميراث الأيديولوجي الذي فصل بين اللغة والحياة والفكر كما فصل بين القول والفعل,واستبدل الحاضر المعاش الحي والمعقد بتصورات ذهنية وعبارات لفظية,منفصلة عن أغلبية السوريين,المتروكين للفقر والجهل والتسلط,لقد تخلى عنهم الحكام والمعارضة والنخب الثقافية,والعلاقة القائمة اليوم إهمال متبادل بأكثر الصيغ تهذيبا. نصف سوريا نساء,ونصف النصف الآخر أطفال,ونصف الربع المتبقي رجال مبعدون عن الثقافة والسياسة وكل ما له علاقة بالشؤون العامة. كيف يمكن الوصول إليهم!؟
بدون مساعدة الحكومة أو حيادها على الأقل,تبقى الخشية قائمة من تحول هؤلاء الأفراد الحالمون والطيبون"تجمع الليبراليين السوريين" إلى ضحايا جدد وعبرة لمن يحاولون التفكير والكلام خارج جوقة الإجماع الوطني والمصلحة العليا ولا صوت يعلو...إلى آخر الأسطوانة الفارغة.

*
حتى اليوم أحلم وأرغب بالهجرة إلى خارج سوريا,إلى غير بلاد العرب والمسلمين, لا لأجمع ثروة ولا لأبني أسرة ولا لأستمتع بالسفر,تجاوزت منتصف العمر وتواضعت أحلامي كثيرا, رغبتي بالهجرة تقتصر على قضاء بقية العمر بهدوء وأمان,وشرط صغير آخر أن أفكر وأتكلم وأكتب بحريتي. وإن توافر هذا الشرط الصغير في سوريا القرن الجديد والعالم الجديد سأبقى برغبتي,إلى جانب من يسمّون اليوم بالليبراليين الجدد أو الديمقراطيين,ولن يكون نقدي لهم ونقدي لممارستنا ونصوصنا وأفكارنا أخفّ وألطف من نقدي لغيرنا, وهذا ما يميز هذا التجمع الذي أعلن مشاركتي الكاملة في توجهاته,ما دام متصّفا بالشفافية والعلانية وقبول النقد والرأي الآخر, وتلازم القول والفكر والسلوك وما دام الحق والواجب متكافئان للذات والآخر وللمرأة والرجل بدون ولكن.

*
هل المشكلة السورية في الأخلاق أم في السلطة أم في الثقافة؟هل المشكلة في الفرد أم في البنى الاجتماعية المختلفة؟كيف ستتحدد المشكلة وبالتالي يصار إلى البدء في المعالجات والحلول!؟
المنطق الأحادي دائم التحكم بالفكر والقرار الفردي والاجتماعي وينعكس عبر التفسيرات الأحادية والميل الجارف لإطلاق الأحكام,وهو مولّد للفكر الثنائي بشكل مباشر ومستمر,وربما يفسر ذلك غياب التيار الليبرالي وحتى التوجهات الليبرالية المختلفة,يمينا ويسارا,طيلة عقود عن الثقافة السورية,والسيادة الكاملة للفكر الثوري بفروعه الثلاثية الدينية والقومية والشيوعية, وتعميمه في أوساط السلطة والمعارضات على حد سواء. لعل أبرز ما ميّز الحياة السورية في النصف الثاني للقرن العشرين غياب المشترك الداخلي أو الوطني,ليحل محلّه العدو المطلق كمحدد أولي للهوية, وسرعان ما يتحول أبسط اختلاف في القول والفكر إلى خطر وعدو ينبغي استئصاله ويحتل واجهة الأولويات.الميراث الثوري العنيف والمتطرف ذو الصبغة الواحدية عميق ومتجذر في الحياة السورية,على العكس من الحوار والفكر الديمقراطي ما زالا في طور النشوء,وللوصول إلى التعددية والتسامح وقبول المختلف والآخر,لا تكفي المواعظ والشعارات الحماسية,لأنها أحد وجوه فكرة التكفير والتخوين السائدة,وتغذيتها العكسية. ماذا يسع الليبراليون السوريون أن يضيفوا؟

*
هل بالإمكان المساهمة في الانتقال من ثقافة الموت والفكر الثوري إلى ثقافة الحياة والفكر النقدي؟
هل لدى السوريين مشترك فعليّ غير عداوة إسرائيل وأمريكا وأعداء الوطن أو الأمة أو الشعب, يمكن المساهمة في إبرازه وبلورته!؟وإلى أي مدى يختلف تجمع أو موقع أو منتدى الليبراليين السوريين عن التجمعات والمنتديات الأخرى,وهل سيساهم في تكريس السائد الفكري والسلوكي بيقينيته وجموده أم يمكن أن يتحول إلى فسحة لتعلم وممارسة الحوار والتسامح,ويعزز المعرفة بدلا عن الأيديولوجيا والوعي الزائف,والأهم تعزيز الثقة بالنفس والتحرر من رهاب الآخر ؟
في الظلام تحاك الدسائس والمؤامرات ويعم الخوف والأحقاد, وفي الضوء تخاض التجارب وتكتسب المعرفة والحب,وتتحول الأخطاء إلى خبرات ومناعة في جسد الثقافة الفردي والجمعي,
تلك الخطوة الأولى التي قرأتها في موقع الليبراليين السوريين وجذبتني إليه.
ويبقى التساؤل والسؤال الصعب ماذا عن أغلبية السوريين دون سن ال18 ما العمل لأجلهم؟
وماذا عن المرأة مستقبل العالم,والسوريات ليست استثناء,كل الأيديولوجيات ذكورية.
"مكان لا يؤنث لا يعوّل عليه" وتجمع لا يؤنث لا يعول عليه.

اللاذقية- حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن لا نتبادل الكلام
- الارهاب واليأس
- لا تتركوا الارهاب يخطف الاسلام
- المشي على القدمين
- المهرجان والانسان الصغير
- يتامى جبلة
- حارس النجوم
- المهرجان السوري
- تفكك الشخصية
- الرجل الصغير يحكم قبضته على المستقبل
- تعدد المعايير
- معايير مزدوجة
- وردة المتوسط
- موقع الرأي
- رأي هامشي سوري حول موقع الرأي الشيوعي السوري
- خيبة الثقافة العربية
- الشخصية اللصوصية
- جفاف عاطفي 2
- جفاف عاطفي أو الرماد السوري
- لا بد من الشعور بالمرارة


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - الليبراليون السوريون في الميزان