|
تدخل اسبوعي منظم وفاضح لوكلاء السيستاني
عدنان فارس
الحوار المتمدن-العدد: 3208 - 2010 / 12 / 7 - 12:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في العصر الحديث يمكن للمؤسسة الدينية ورجالاتها ان تلعب دوراً فعالاً ومؤثراً في دعم نضالات الشعب من اجل الحرية والانعتاق وذلك بالتحريض والتحشيد الجماهيري ضد انظمة الحكم الشمولية الديكتاتورية وهذا ماحدث فعلاً في بولونيا عندما كان الشعب البولوني يرزح تحت نير وجور نظام الحكم الشمولي الموالي للاتحاد السوفييتي. حيث نزلت الكنيسة البولونية برجالها ونساءها وامكانياتها الى الشارع الشعبي تساند الجماهير وتشد من أزرها وتحرضها على التضحية في اسقاط الطغاة والطارئين وفي سبيل الحرية والانعتاق. وبعد توفر الظروف الموضوعية والذاتية وتم للشعب البولوني مااراد حيث اندحر حكامه الطغاة وانبثقت على انقاض الديكتاتورية الحزبية والعسكرية المؤسسات الدستورية الشرعية نرى ان رجال وطواقم الكنيسة البولونية انسحبوا مشكورين الى اماكنهم الطبيعية في الكنائس لاستئناف مهامهم الدينية دون ان ينبسوا ببنت شفة بأن لهم حصة في غنيمة اسقاط الديكتاتورية!... بالضبط على عكس ماحدث ويحدث في العراق الجديد حيث انطلقت جموع المعممين من آيات وسماحات وشيوخ من اوكارهم الى الشارع والى مؤسسات الدولة المنهارة ليبنو على انقاض ديكتاتورية صدام وبعثة ديكتاتورية جديدة قوامها التغبية الدينية والتضليل السياسي والتكسب باسم الدين والطائفية ومنذ ذلك الحين ساد الفساد وتمترست جيوش وفيالق الارهاب وانعدمت الخدمات وشاعت الفرقة الطائفية وتناثرت الجثث والرؤوس المقطوعة في جميع انحاء العراق، خارج اقليم كوردستان، وتفاقمت عمليات التهجير القسري وتوافدت جموع الشر والرذيلة والقتل من داخل وخارج العراق، متكالبة ومنظمة، تبطش بالعراقيين دفاعاً عن "اهل البيت" و "السنة"..... حارث الضاري ووكلاؤه اعلنوها صراحة انهم من القاعدة والقاعدة منهم ولكن ماذا فعل علي السيستاني وهو متخفياً تحت عباءات وكلاءه الدينيين منهم والسياسيين؟.. بعد ان استفحلت ردات الفعل الطائفية، بإدارة منظمة من قبل أمراء الشيعة والسنة، إثر سقوط صدام وبعثه وسادت مظاهر الطائفية شوارع ومؤسسات العراق دعا السيد على السيستاني وبإلحاح وضمن هذا الجو المشحون بالكراهية الطائفية دعا وحرض على اجراء انتخابات يناير 2005 أدت بفعل سيادة الدعايات والدعوات الطائفية الى الاستئثار الطائفي بالسطة ومُذاك بدأ العراق الجديد رحلته الطائفية المليئة بالعداء والحقد والتخريب المنظم.. وجاءت انتخابات يناير 2006 بنتائح أسوأ من سابقتها حيث تم اعتماد الطائفية كنهج اساسي في إدارة الدولة والمحتمع وعلى أنها قدر العراق الجديد. اذا كان السيستاني حريصاً على اجراء انتخابات سياسية تتيح للشعب العراقي اختيار حكامه بحرية ونزاهة وديمقراطية فكيف يدعو بإلحاح واستعجال الى إجراء انتخابات دون وجود قانون للاحزاب ينظم الحياة الحزبية في البلد ودون اجراء تعداد سكاني!؟ ليس من المؤكد ان السيستاني قد دَرَءَ الحرب الطائفية، لأنها وقعت فعلاً، ولكن من المؤكد ان السيستاني قد دفعَ بقوة نحو الانتخابات الطائفية والتخندق السياسي الطائفي وأخيراً من خلال تحريضه على تأسيس مايُسمّى (التحالف الوطني) الشيعي للالتفاف الطائفي على نتائج الانتخابات الاخيرة. لقد لعب وكلاء السيستاني الدينيون والسياسيون ولم يزالوا يلعبون دوراً يزداد خطورة لصالح تشييع إدارة ومؤسسات إدارة الدولة العراقية وفرض هيمنة ووصاية حوزة النجف الشيعية. لقد جاء اعلان التحالف الشيعي "الجديد القديم" بين أمراء الطائفية في العراق بتحريض ورعاية السيد علي السيستاني حيث تم الاعلان المفاجيء عن هذا التحالف على لسان السيد عمار الحكيم بعد ساعة واحدة على انتهاء اجتماعه مع السيد على السيستاني.. ان إعلان هذا التحالف الشيعي هو بسمار جديد في نعش الديمقراطية العراقية الهشة أصلاً.. وخوصوصاً بعد ان افرزت الانتخابات الاخير 2010 ورغم التهريج الطائفي نتائجَ قد تقوّض هيمنة النفوذ الطائفي.. مكتب السيستاني يؤكد، في موقعه، ان السيد لايدعم قائمة بعينها في حين أن وكلاءه يدعون، من على المنابر، الى انتخاب القوائم الحسينية! هل تنص المادة 76 او اي فقرة في الدستور العراقي على ان رئيس الوزراء يجب ان يكون شيعياً ومرتبط بالحوزة الشيعية في النجف؟ ثم متى ولماذا ومن أسس (التحالف الوطني الشيعي) وبرعاية من!!؟؟.. من اين جاءت شعبية المالكي كي يحصل على أكثر من مليوني صوت في الانتخابات و 89 من مقاعد مجلس النواب؟.. ماهي انجازات المالكي وماهي مآثره على مستوى الأمن والخدمات ومحاربة الفساد؟.. نوري المالكي أسس (حزب دولة القانون) من خلال تأسيس عشائر ومجالس إسناد له وتوزيع هبات وتعيينات ومسدسات بأموال الدولة العراقية واستحواذه على وسائل اعلام الدولة.. أليس هذا سرقة واستغلال نفوذ؟ ألا يكفي هذا كمستمسكات لمحاسبة المالكي ومحاكمته بدلاً من تكليفه مجدداً بتشكيل الحكومة الجديدة؟ لنعود الى نشاطات وكلاء السيستاني: لقد لعب وكلاء السيستاني الدينيون منهم والسياسيون ولم يزالوا يلعبون دوراً يزداد خطورة لصالح تشييع إدارة ومؤسسات إدارة الدولة العراقية وفرض هيمنة ووصاية حوزة النجف الشيعية. وكلاء السيد السيستاني يصولون ويجولون من على منابر صلاة الجمعة في كربلاء والنجف والكاظمية وفي جامع براثا. هؤلاء الخطباء في القسم الديني من خطبهم يبشرون بأن "الشيعة خير أمةٍ أخرجت للناس" وان "حب الحسين هو سفينة النجاة" وان "بني أمية وحوش وأنجاسٌ مناكيدُ" كما ورد على لسان الوكيل "... الحسني" في خطبة الجمعة 3 ــ 12ــ 2010.. اما في القسم السياسي من خطبهم العصماء وكأن الدولة لا برلمان فيها ولا دستور ولا قضاء ولا اي مؤسسات من هذا النوع فقد اقترح الحسني ان يُصار الى وضع برنامج تربوي يكفل تربية الشباب العراقي على حب الحسين ويقيهم من التهور والفسوق... وعلى اثر ذلك مباشرة صدرت فرمانات المالكي على لسان محافظ بغداد بغلق النوادي الليلية والترفيهية ومنع حتى الزغاريد في الاعراس لأنها من عادات بني أمية. سؤال الى السيد السيستاني والى كل اعضاء الحوزة الشيعية: نقول مدينة النجف الأشرف تكريماً لوجود مرقد الامام علي فيها.. وأطلقتم مؤخراً لقب المقدسة على مدينة كربلاء لوجود مرقدي الامام الحسين وسيدنا العباس فيها.. وأطلقتم على جزء من مدينة بغداد وهو الكاظمية المقدسة لوجود مرقد الامام موسى الكاظم فيها.. لابأس في كل ذلك.. ولكن في مدينة سامراء يوجد مرقدين لإمامين من أئمة الشيعة فلماذا سامراء ليست مقدسة!؟ هل لأن غالبية سكانها من السُنة أم ماذا؟
عدنان فارس [email protected] 7 ــ 12 ــ 2010
#عدنان_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أعياد ليست سعيدة ولا مباركة
-
انها ليست المرة الأولى.. ياسَدَنة الطائفية
-
ماهكذا يامجلس الأمن الدولي!
-
في ذكرى الغزو العراقي لدولة الكويت؟
-
مسؤولية العصيان لايتحملها المالكي وحده
-
أوقفوا مهزلة مسلسل -محاكمة العصر-
-
مكتب رئيس الوزراء كان الحكومة الفعلية
-
الحملة الانتخابية.. مَشاهد وملاحظات
-
مفوضية الانتخابات العراقية.. هل هي عليا ومستقلة؟
-
الانتخابات الثالثة والمُفرقعات الطائفية
-
حصاد سبع سنوات: المشروع الأميركي والمشروع العراقي
-
في رحاب البالتولك.. العالم من قرية الى بيت
-
نشاطات المالكي في أسبوع
-
الانتخابات النيابية المقبلة والاحتمالات الثلاثة
-
يفتعلون المشكلات ويرفضون الحلول... كركوك نموذجاً
-
الانتخابات العراقية.. ضرورة سياسية ام تظاهرة طائفية مناطقية؟
-
التلويح بإعادة كتابة الدستور العراقي... وعدٌ ام وعيد؟
-
فيدرالية كوردستان العراق إستحقاق سياسي ودستوري
-
حجة مجاهدي خلق والولاء لايران
-
الإنتخابات المحلية القادمة.. تكريس للتقسيم الطائفي
المزيد.....
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|