الكلام السليم في العقل المريض

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3208 - 2010 / 12 / 7 - 12:11
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

بما ان الانسان بطبيعته يحاول احيانا اما ان يضلل او يستر اويتكلم بلغة مشفرة سرية لا تفهمه الا البعض او احيانا و بحكم الاداب و الاخلاق يراعي مشاعر الاخرين فانه دائما يحاول ان يعوض عبارات مباشرة باخرى غير مباشرة و نحن نلاحظ كيف ان العامية او اللغة المحكية تفضل الطريق المباشر الصريح غيرالمغلف و احيانا الجارح لمشاعر الاخرين و الكفر بالمقارنة مع اللغة الرسمية التي تبذل جهود جبارة للتجميل و الخداع و تغيير الهوية.

فمثلا عندما تستعمل اللغة الرسمية عبارة (المعوقون) للاشارة الى عاهات بدنية او نفسية تتجه العامية العراقية الى كلمة (سكط ) من (سقط) التي تضم في طياتها نوع من الاحتقار و الضحك على الاخرين. ان استعمال كلمة (معوق) بدلا عن (سقط) او (البصير) التي هي استعارة على الطريقة الارامية للاشارة الى (الاعمى) كما تذكر في التلمود يسمى بالانجليزية euphemism ليتجنب المتكلم المشاكل التي لربما تخلق له عند استعمال عبارات جارحة.
واحيانا تسمى هذه الظاهرة في الانجليزية political correctness لتتحول الى مسالة سياسية و تؤدي الى خلق عبارات جديدة فمثلا بدل استعمال كلمة (زنجي او عبد اسود) في امريكا صيغت كلمة (افريقي امريكي) .

كلمة euphemism هي يونانية الاصل مشتقة من eu بمعنى (الجيد و السليم) و pheme بمعنى (الكلام) اي الكلام السليم او بعبارة اخرى استعمال كلمات ايجابية. كانت كلمة eupheme تقابل كلمة blaspheme الكفر.

هناك كلمات كثيرة استعملت من قبل المسلمين على هذا المنوال و الا كيف يتحول الاعمى الى البصير. فمثلا هرب محمد من مكة مرتين: المرة الاولى الى الحبشة سميت بالهجرة الصغيرة و المرة الثانية الى المدينة سميت بالهجرة الكبيرة و نحن مع ذلك لا نجد اية اشارة الى هروبه من اهل مكة.

هذا ينطبق ايضا على غزوات محمد و خلفاء محمد التي اطلقت عليها الفتوحات الاسلامية رغم ان الغزوات و الهجوم على القوافل كانت في شبه الجزيرة العربية و رغم تحول مكة الى مركز تجاري طريقة مشروعة للحصول على لقمة اضافية للعيش في المحيط الصحرواي كما تؤكد دراسات المستشرقين.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات