تحصيل اعتراف من البرازيل بالدولة الفلسطينية انجاز سياسي سليم:

خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3207 - 2010 / 12 / 6 - 23:37
المحور: القضية الفلسطينية
    

لم نحمل بندقية ونهاجم البرازيل, حتى تعترف بالدولة الفلسطينية, بل طلبنا منها ذلك فاستجابت, ورغم ان البعض لا يرى في اعتراف البرازيل بالدولة الفلسطينية, انجازا هاما, ورغم ان اعتراف البرازيل بالدولة الفلسطينية ياتي في سياق مقولة حل الدولتين, غير ان الاهم في الموضوع, الى جانب اهمية الاعتراف نفسه, هوان الخطوة عكست _ مبادرة هجومية _ فلسطينية, كانت النفسية الفلسطينية المحبطة في اشد الحاجة لها, بعد هذا المدى الطويل من وضع الانكماش الدفاعي امام الهجوم الصهيوني, واحاسيس الياس التي ولدها ذلك في الروح الشعبي الفلسطيني. ومدى الضرر التي الحقها بالثقة الشعبية بالقيادة الفلسطينية.
لا يهمني هنا, في اي سياق سياسي جاء الانجاز, فانا اعلم انه جاء في سياق حل الدولتين الذي لي منه موقف رفض نظري سياسي, ولكن ذلك لا يعني ان لي تعارضا مع ورفضا لروح المبادرة الهجومية الفلسطينية, والخروج من حالة الدفاع السلبي, فهذا هو بالضبط ما ترفضه الجماهير الفلسطينية في النهج القيادي, ان على صعيد خيار التفاوض من حالة الاستسلام او خيار المقاومة المسلحة البيتوتية, فقد شبعنا ومللنا ان نكون في حالة رد الفعل دائما. علما اننا نحن اللذين بادرنا الى تفجير منطق المبادرة الهجومية في الواقع الاقليمي عام 1965م, وبعد هزيمة حزيران عام 1967م, حين كانت الانظمة منطوية على ما نحن عليه الان, ان المبادرة الهجومية الفلسطينية هي اثمن ما في هذا الانجاز في اعتراف البرازيل بالدولة الفلسطينية والذي يشكرها كامل الشعب الفلسطيني عليه.
لكن قيمة الانجاز لا تقف عند هذا الحد, فالحقيقة ان الاعتراف البرازيلي بالدولة الفلسطينية يحدث في النطاق الجيوسياسي لامريكا اللاتينية, وذلك يعني ان هذه الخطوة البرازيلية سيكون لها انعكاسها الايجابي في ذلك النطاق, كما انه سيكون من العوامل التي تاخذها السياسة الخارجية البرازيلية بعين الاعتبار في علاقاته الدولية, وهو الى جانب ذلك يشكل وزنا يضاف الى الضغوط التي يواجهها الكيان الصهيوني في علاقاته الدولية.
ان الوجه الاخر للانجاز الذي نحققه على الصعيد الدولي هو انه ضربة تضعف عدونا الصهيوني, وذلك يبرز اهمية الكفاح السياسي الدبلوماسي كاسلوب ومجال من اساليب ومجالات النضال الفلسطيني, وحتى لو لم الانجاز فيه بداية على قدر طموحاتنا وامالنا, إلا انه يبقى لبنة في تراكم بناء الانجازات المطلوب تحقيقه فلسطينيا, وهو يبقى انجاز في الاتجاه الصحيح سيخدم اليوم مقولة حل الدولتين ومستقبلا سيخدم هدف تحرير كامل فلسطين,
لذلك يجب عدم التقليل من شان ذات الانجاز بل يجب اتخاذه مؤشرا على نهج المبادرة الهجومي الذي على كفاحنا الفلسطيني اتباعه دائما في كامل مسار نضالنا و تحررنا الوطني, هذا المسار الذي يحتاج الى المبادرة الهجومية الفلسطينية في كافة المجالات. فنحن مثلا لا نستطيع عدم اعتبار ان واسقاط الاعلان عن الاستقلال الفلسطيني اساسا من اسس مدى وسعة الاعتراف الدولي الراهن بمنظمة التحرير وبالدولة الفلسطينية,
ان اعلان المطلب الفلسطيني وتعريف العالم به ومطالبتهم الاستجابة له هو نهج هجومي صحيح وهو نهج يوسع مجالات النضال الفلسطيني ويوسع التعبئة الفلسطينية للعمل على الاستجابة الى مهماته, بدلا من استمرار القفز خلف براغيث مقولات وحدانية التفاوض او وحدانية المقاومة المسلحة,

#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات