أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كفاح محمود كريم - كاتدرائية النجاة والاسئلة الموجعة؟














المزيد.....

كاتدرائية النجاة والاسئلة الموجعة؟


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3207 - 2010 / 12 / 6 - 18:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يبدو ان كل كارثة تمر في بلادنا تفور بالأسئلة كما يفور تنور الإرهاب عند اطراف اي انقلاب او تنافس او تحايل او تجاذب او تسابق للوصول الى السلطة او الاستحواذ عليها، واذا كانت كثير من الاسئلة الممنوعة مشروعة كما كتبنا سابقا فان الآلام المتكلسة فينا والمتجددة عبر عصور وأنظمة وعهود حكمت بلادنا شئنا فيها أم أبيناها، ما زالت تنتج مئات من الأسئلة الموجعة حتى التورم او الارتجاف!؟

لم تك مذبحة كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في وسط بغداد مساء الواحد والثلاثين من أكتوبر تشرين أول الماضي، الأولى من نوعها في تاريخ بلادنا الملوث حتى العظم بجرائم يندى لها جبين الآدمية، فاذا كان اتباع معاوية ويزيد قد انجزوا ذبح عبدالله الرضيع فوق سبعين جثة من آل بيت رسول الله قبل اكثر من الف عام، فقد استطاع هولاكو أن يلون سطح دجلة بألوان الحبر والدم بعد ذلك بمئات الأعوام، وشهدنا نحن ومن سبقنا منذ تأسيس هذه الدولة في مطلع عشرينات القرن الماضي ممارسة القتل فيها جمعا لا قصرا، والموت المصنوع فيها بالجملة يفوق ما تبيعه كل مصانع الموت بالمفرد في كل أسواق الدكتاتوريات والعنصريات والهمجيات.

فلم تمض سنوات طوال بعد قيام دولتنا العتيدة حتى فار التنور بدماء الكُرد في أيلول 1930م بمدينة السليمانية لتتبعها بعد سنوات مذبحة الاثوريين في سيميل كي تبدأ سلسلة من أبشع ما عرفته الآدمية من جرائم القتل الجماعي في كردستان ووسط وجنوب الأرض التي احتضنت فوق ثراها اعرق وأقدم حضارات الإنسان التي أنتجت الحرف والعجلة والورق والقلم الذي تحول بعد ذلك الى آلة لجز الرؤوس ونسف الصدور، إنهن شقيقات كاتدرائية سيدة النجاة وشهدائها في قلعة دزه وحلبجة والمقابر الجماعية في الجنوب والوسط وآلاف القرى بمساجدها وكنائسها ومعابدها وبساتينها وينابيعها التي أحرقت في أنفال صدام حسين ثمانينات القرن الماضي.

انه تاريخ من الدماء والآلام المتكلسة التي تتعاقب كالليل والنهار، وتدفع حولها حلقات لا متناهية من الاسئلة المخزونة بالوجع تزحف دوما وراء لماذا؟

لماذا خرج المئات من اهالي عينكاوه* للتظاهر في اليوم الثاني للمجزرة، ولم يخرج عشرة اشخاص من العراقيين الآخرين في طول البلاد وعرضها؟

من الذي منعهم من أن يتظاهروا أو يحتجوا او يعتصموا؟
لماذا لم يخرج المسلمون في اليوم الثاني؟
لماذا لم يخرج أئمة الجوامع وعلماء الدين الإسلامي في اليوم الثاني للتظاهر والاحتجاج والبراءة من دماء سيدة النجاة؟

لماذا لم يأتِ فخامة الرئيس ودولة الرئيس وسعادة الرئيس ومعالي الوزراء الى مكان الحادث، او الى بيوت الثكالى في اليوم الثاني او حتى الثالث؟
ولربما من يقول ان العمليات كثر والضحايا اكثر!
لكننا لم نعد نملك كعراق من هذه الأقلية الكنز الا اقل من نصف مليون مرهب مرعوب مقهور؟
لماذا هذا الصمت المقابري؟
لماذا هذا الطوفان من السلبية واللاابالية المقيتة؟

الف علامة استفهام تزحف الآن وراء هذا الـ ( لماذا ) في عقول وصدور الاطفال والصبيان والصبايا وهم ينظرون الى الأفق في بلاد تجز رؤوسهم وتنسف بيوتهم وتقتل ابائهم وامهاتهم؟
ونحن نعزف مقطوعاتنا البالية عن التسامح والإخاء والوطن الواحد الذي رفض سكانه الآخرين ان يثبتوا لهؤلاء صدق هذه المفردات في اعمالهم وردود افعالهم حينما كانت الجروح ما تزال تنزف والشهداء لم تبرد اجسادهم بعدُ!؟

ان ما حصل في كاتدرائية النجاة وشقيقاتها في الموصل ومئات الضحايا وآلاف المهجرين ربما يبرر بأنه عمل ارهابي او سلوك اجرامي عنصري من قبل مجاميع فاشية، لكن الاخطر بتقديري هو ردة الفعل التي تحدثنا عنها وصمت القبور الذي خيم على الجميع طيلة ايام عديدة قبل ان تنطلق بضع ردود افعال متميعة لا ترتقي الى مستوى ما يحدث، وتؤشر حالة من الخوف والسلبية او الاستكانة او التشفي او الموافقة الضمنية او الإهمال وخلط الأوراق، وفي كل الأحوال صدق من قال ان الساكت عن الحق شيطان اخرس!؟


* عينكاوه: من نواحي اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق، ذات اغلبية مسيحية.



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (2)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحواسم وبازار المناصب؟
- مبادرة البارزاني والعهد الجديد
- بين كلاله واربيل يجتمع العراق
- ما أحوجنا لحجارة المتنبي؟
- برلمان أم مجلس لتنابلة السلطان!؟
- حكومة عراقية.. أم ممثلية لدول الجوار؟
- إرجعوا من نصف الطريق!؟
- اسئلة مشروعة؟
- الطارئون
- لماذا سبع عجاف يا عراق؟
- الثرثرة وحبل المشنقة؟
- اقليم كُردستان وتشكيل الحكومة العراقية
- كل شيئ من أجل المناصب؟
- البعث والسنوات العجاف
- بقالة ودكاكين منظمات المجتمع المدني؟
- الاعلام الاسود
- اقليم كُردستان والمحيط العربي
- إنهم يتسلقون الجدران؟
- من يحمي كُردستان العراق؟
- اقليم كُردستان والصحافة العربية؟


المزيد.....




- المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني يشيد ب ...
- اجتماع سعودي- مصري في الرياض يجدد رفض تهجير الفلسطينيين من غ ...
- ماذا يحدث عند وفاة البابا؟
- دراسة: الغبار الدقيق بات قنبلة موقوته تدمر أجسامنا!
- الشرطة التونسية تعتقل معارضا شرسا للرئيس قيس سعيد
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: استعادة العلاقات بين روسيا والو ...
- البرلمان العربي: الصمت الدولي تجاه الجرائم في غزة لا يقل بشا ...
- بوتين: ضغوطات دفعت سلطات كييف لقبول هدنة عيد الفصح الروسية ...
- الكرملين: لا نستبعد تطرق بوتين وسلطان عُمان لموضوع الملف الن ...
- عثر على معداته فقط.. سمكة قرش تهاجم غواصا إسرائيليا في أحد ش ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كفاح محمود كريم - كاتدرائية النجاة والاسئلة الموجعة؟