أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - بطل ويكيليكس














المزيد.....

بطل ويكيليكس


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3207 - 2010 / 12 / 6 - 00:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العديد من التداعيات العربية على انفجار (ويكيليكس) الملعوماتي تأخذه إلى عوالمها الخاصة، عوالم الدول المتخلفة وثقافتها، حيث كل شيء مؤامرة، وأمر موجه لزعزعة عوالمها، فالثقافة البيروقراطية العربية تتشكك في أي شيء يصدر عن غير عوالم الدواوين المُعتمدة، وأن يكون عن مصدر عالي المقام، وإلا كان مؤامراة إسرائيلية أو أمريكية.
لكن لابد أن نضعَ بطلَ(ويكيليكس) في تاريخهِ الغربي الخاص، تاريخِ المغامراتِ والبحث في المجهول وكشف الخفاء والظلام، منذ أن بدأ ماجلان الدوران حول كوكب الأرض، واكتشف كولمبس أمريكا، وأطاح غاليلو التراتبية الكونية ومركزية الأرض، والعالم الحديث يتكون من أبطال العلوم والثقافة والاقتصاد يصنعون القفزات في التاريخ.
بطبيعة حال الثقافة المتخلفة يغدو (البطل) شاذاً، عديم الأخلاق، ناكراً للجميل، مسبباً للإزعاج والفوضى، والعالم المتخلف وعالم الغرب اليميني التآمري يحبّ الاستقرارَ والبقاءَ كما هو وأن تبقى الكواكب في أمكنتِها المعتمدة في اللوحِ المحفوظ، وأن يبقى الساسةُ يتآمرون ما شاء لهم التآمر، وأن تبقى الشعوبُ خارجَ مطبخ السياسة بقشورِ موزهِ الصفراء وآثار الأحذية المريبة الصانعةِ للطبخاتِ المسمومة.
لكن منذ أن تدفق عالمُ الحداثة وأخذتْ الشعوبُ مصائرَها وتوسعتْ عيونُها داخل الأروقة وجاءتْ الصحافةُ والأجهزةُ الإعلامية الكونية وثورة المعلومات حتى بقي الشأن السياسي الشللي مستحيلاً، وتبدلت غرفُ التنصت على الثوريين وصارت من نصيب الحكام والنخب التي تتكلم همساً في اليخوت وطائرات الشبح.
الرجل الاسترالي عملَ لكسر جدران النخب الارستقراطية وجعل أعمالها بين يدي الجمهور باتساع الأرض، والرؤساء ووزراء الخارجية والدفاع الذين يظهرون كأنهم بأيديهم مقادير الحياة والموت، وعمل على الدخول إلى الوثائق التي يصدرونها عبر همساتهم وتقاريرهم، فلم يعد ثمة فرق في التوقيت بين التآمر وإذاعته، وما يكاد حبرُ الطبخة المسمومة أو الشهية يجفّ حتى يكون متداولاً في ورش الأحزاب والدول.
ولهذا لابد لرجلٍ ناضلَ في ميدانٍ غيرِ مسبوق أن يتعرضَ لمحاكماتٍ عديدة على اختراقاتهِ للأجهزة، فهل سوف يحضرُ هذه الوثائق من دون أن يُسفك دمهُ عند الأسلاك الشائكة التي يزحف بينها؟ أم أنه يظل كالشخصية العربية البيروقراطية ينتظرُ الهواتفَ الغيبية والبرق اليماني؟ وهل ستتركهُ هذه الأجهزةُ العالمية المقتدرة يعمي عيون النواطير الواقفين على قلاع معلوماتها التي تصرفُ عليها الكثير من قوتِ الناس ودمهم، ثم ينشرُ اجتماعاتها وقراراتها وفضائحها على الملأ من دون عقاب؟
هنا هي الخبرة النضالية المعلوماتية والديمقراطية الثقافية، ومسار التضحيات التي قام بها كولمبس وغاليلو في إشاعة المعرفة وتكسير الجدران بين القارات، وأنسنة الكرة الأرضية، في حين ان البيروقراطي العربي المثقف والصحفي ورجل الفضاء المحنط ينتظرون أوامرَ رؤسائهم والقرارات موقعاً عليها من قبل تدرجاتهم الوظيفية الطويلة حتى يفتح كل منهم فمه ويبدأ البرنامج ويطرح الأسئلة المعلبة.
لهذا فإن مثل هذه الانفجارات المعرفية التي يقوم بها شخصٌ مثل جوليان اسانج تُقابل في العالم الثالث بالدهشة الممزوجة بالشكوك المتعالية، فهو لا شك أن يكون متآمراً، موجهاً من قبل قوة ما متنفذة، لأن الفرد ذا الشخصية الفاعلة لا وجود له.
أما إنه إنسانٌ عادي له إرادةٌ وعملَ في سبيل هدفه، وله (أخطاؤه) الجنسية والبشرية حسب الادعاءات المبثوثة ضده، واستطاعَ أن يحققَ شيئاً فريداً في عالم اليوم فهو الأمرُ الذي لا يُستوعب، بينما هو الأمرُ (البسيط) الذي تقومُ عليه حضارةُ الغرب التي يسبحُ في أجهزتِها واكتشافاتها البيروقراطي العربي ويذمها.
ولم تتكون هذه الحضارة إلا من خلال هذه المغامرات والاختراقات للكتب الصفراء والغرفِ المغلقةِ وعالم الاسرار السلطاني، وكسر احتكار الثقافة النخبوية وسياسة الأسرار المبثوثة في الكهوف المعتمة والمؤامرات وسياسات الشلل ذوات المصالح الضيقة، وتغييب الأخلاقَ والوضوح والصراحة.
فلابد أن يحدث صراخٌ من هذه الضربة، والعالم يمشي في هذا الطريق، ويعري كلَّ شيء، ولا مجال أكثر وأكثر للتآمر وسياسات الأقنعة والوجوه الألف.
إن موقع عربة الأسرار المتجولة بين ذوي النفوذ والعظمة يوزعُ مجردَ أوراق، فلماذا الخوف؟



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيادة الرأسمالية الحكومية
- الدعمُ وأبعادهُ السياسية
- مستقلون عن ماذا؟
- العروبة والعقلانية
- المقاومة الناقصة
- رؤيتان للدين
- الحداثة القومية والديمقراطية
- مجلس النواب الجديد
- رأسماليات كهلات ورأسماليات شبابية
- انفصال السودان
- زيارة نجاد للبنان
- وضع المنطقة العام
- جذور الديمقراطية الضعيفة
- البرلمان وخطر الانتهازية
- المواجهة الأمريكية - الإيرانية
- الفوضوية والانتهازية
- الديمقراطية والتقليدية
- خندقان
- الإقطاعُ الفلسطيني تابع التابعين(4-4)
- الإقطاع الفلسطيني: تابع التابعين (3)


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - بطل ويكيليكس