|
الد يمقراطية اللامركزية..اين ستفضي بنا ؟؟؟
عباس متعب الناصر
الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 18:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في المعنى الصحيح فان العراقيين اليوم يعيشون ازمة مستديمة ومعقده وليس نسبية كما يصفها البعض بل هي بالغة التعقيد00ولا ادري اين سترسي سفينتنا التي تجوب البحار بلا هوادة دون ان يكون لها مرسى او شاطئ تسكن الية ولا ادري ان كنا سنتفق على ربان واحد يتحمل مسوؤليتها بمن فيها وهي تبحر عبر البحار والمحيطات ام هكذا دفة في مقدمتها ودفة في مؤخرتها فهذا يدفع بها الى الامام والاخر يجرها نحو الخلف0 ان العملية السياسية في العراق الديمقراطي الحديث لم تنضج بعد وهذه العملية السياسية او اللعبة السياسية كما يحلو للبعض ان يسميها ليست كمثيلاتها في العالم المتحظر او ادنى من ذلك وهي عملية يمكن ان تتم في احد المطابخ خلف الكواليس وتظهر للوجود بعد ان تكتمل كل عناصرها وتصبح مقبولة لدى الجميع00لكن ما يجري في العراق اليوم ليست سياسة بالمعنى الصحيح وان من يديرها ليس سياسيون مدربين لهم خبرة في ادارة سوؤن الدولة على كل المستويات واغلبهم قد تبوء مراكز السلطة بعد ان افرزتهم الفوضى من صناديق الاقتراع جراء انتخابات لم تكن مبنية على اطر واسس علمية وكذلك لم تتح الفرصة للناخب ان يختار او يقرر من سيمثلة في مجلس الشعب اي البرلمان رغم ان النتائج الانتخابية اسقطت الكثير من الشخصيات التي هيمنت على مقدرات الشعب والتي لم تستطيع خلال فترة تبوئها للسلطة ان تثبت كفائتها بل توغلت في الفساد حتى ازكمت الانوف 00غير ان من اخلفهم في هذه الدوره البرلمانية لم يكونو باي حال افظل من سلفهم لانهم لم يكونوا خيارا للشعب بل جاءت بهم الكتل والاحزاب السياسية الكبيرة والتي هيمنت على اغلب الاصوات والكل يعلم بان هذة الاصوات التي اكتسبها زيد او عمر من السياسين لم تكن هي الاخرى خيارا للشعب بل جاءت نتيجة للياس ولاحباط الذي منية بة الشعب تحت ركام السجالات السياسية بين الفرقاء وضغط العنف الذي كان يضرب المجتمع بكل اطيافة0 ان بلدا مثل العراق يحتوي على كثير من الطوائف والقوميات وله نسيج غير متالف وغير متجانس اجتماعيا اضافة الى وجود قوى سياسية اخرى مدعومة من اغلب دول الجوار وخصوصا العربية منها تعتبر انها الاحق في السلطة وان ما جرى لم يكن سوى سرقة قامت بها القوى الكبرى وان التغير الذي حصل لم يكن بارادة شعبية ولهذا فان من تسلم السلطة الان ويهيمن على مقدراتها لايمتلك الشرعية القانونية وعلى هذا الاساس فان هذة القوى لازالت تصر على احقيتها بالسلطة وقد شكلت هذة القوى قيادات لها في المنفى تستطيع من خلالها بث الدعاية واثارة القلاقل داخل الوطن ومن خلال تحالفها مع بعض المنظمات التي تتخذ من العنف وسيلة لاثبات وجودها وتنفيذ اجندتها0 لهذا فان بلد مثل العراق يطبق النظام الديمقراطي اللامركزي وهو يفتقر الى الوسائل الداعمة لة من اجل انجاحة حتما سيتعثر ويكبو لاكثر من مرة لان مثل هذا النظام الديمقراطي الفوضوي اللامركزي يتيح للمتصيدين باجهاض العملية السياسية والتحرك بحرية دون خوف من عقاب هذا اضافة الى التعددية في مراكز صنع القرار والتي ينشا عنها ارباك للاجهزة التنفيذية والتي ستقف حائرة امام تنفيذها وهذا ما يجعلها ضعيفة وغير فعالة امام التحديات التي تواجهها كل يوم وعلى مدار الساعة00ان ما يحز بانفسنا ويحزننا اليوم هو التوجة الخاطئ الذي تنتهجة الحكومة وهو بالتاكيد ليس خيارا بل هو احد افرازات الديمقراطية اللامركزية وذلك من خلال زيادة عدد الوزارات وانشاء مراكز قرار جديدة وتوسيع الصلاحيات والسلطات على مقاس هذا وذاك ومن اجل ارضاء الشركاء وليس لحاجة البنية التحتية للبلد ناهيك عن الهدر الهائل لمقدرات البلد على شكل نفقات مثل الرواتب والمخصصات ومبالغ المنافع الاجتماعية واجور سكن ونفقات سفر واقامة ورواتب حماية واليات ومباني حكومية الى اخره والقائمة طويلة كل هذا بالتاكيد سيشكل عباءا ثقيلا على موارد الدولة وكيانها السياسي0 اذا اردنا ان نتجاوز هذا كله من اجل ان تسير العملية السياسية قدما وجدنا انفسنا وللاسف امام مشاكل لاحصر لها رغم ان تصريحات بعض السياسين وهم يحاولون عبثا اضهار انطباع ايجابي لما يجري بين اروقة ودهاليز الدوائر السياسية واعطاء نظرة ايجابية وتفائل لما يجري لكن ما يحدث خلف الكواليس يثبت العكس تماما فالامور مازالت معقدة ويحيط بها الغموض ووشائج الالفة والمحبة بين الفرقاء السياسين مقطوعة وتزايد فقدان الثقة بينهم وانعدام التعاون مع سقف من المطاليب التعجيزية يوكد باننا بعيدين عن الحل كما يدعون0 لقد ثبت للعيان وبشكل قاطع ان الهدف من زيادة عدد الوزارات وغيرها ليس من اجل تسهيل وادارة مصالح الشعب والدولة بل من اجل ارضاء الخصوم ولو كان ذلك على حساب ثروات الشعب المغلوب على امره0 وفق هذه المعطيات فان الكثير من المتتبعين للوضع الراهن لايعتقدون باقامة اركان دولة قوية تتوفر فيها كل خصائص العيش الرغيد لشعبها وان كنا نتمنى عكس ذلك وان سفينة لها دفتين لايمكن ان تسير الى الامام ومن يمسك بدفة الوسط لايمضي بها نحو بر الامان ولاسيما ان البحر هائج والامواج تتلاطم 0
#عباس_متعب_الناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاسلام وسيف الاسلام القذافي
-
برلمان دولة او برلمان شعب
-
سيناريو فيصل والعرش
-
تحيتنا السلام ولن نرد الاساءه بالاساءه
-
كلام في مهب الريح
المزيد.....
-
لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور
...
-
-لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا
...
-
-بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا
...
-
متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
-
العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
-
مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
-
وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما
...
-
لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
-
ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|