|
العراق : مجتمع محافظ متدين أم خربان منحطّ ..؟
واصف شنون
الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 15:54
المحور:
المجتمع المدني
الجواب على سؤال شمولي عمومي مثل أعلاه يستحق دراسات علمية عميقة ،والدراسات تلك تتطلب أساتذة إجتماعيين مختصين بأساليب الحياة ونزعاتها ، أساتذة لايقدمون العاطفة أمام المنطق ،ولا ينتمون الى العشائرية والقبلية والطائفية،بل يفردون جلّ أوقاتهم وأعمالهم في التركيز على المجتمع المتكون من أفراد وفئات مختلفين في التصورات والإنتماءات والأهواء وانقساماتها المتعددة ،المجتمع الريفي والمديني(الحضري )، المجمعات المدينية العشائرية و إنحدار الزراعة ،المجتمعات المدينية التي تمارس تقاليد البداوة السلطوية الحزبية والقهر الإجتماعي ،المجتمعات العشائرية الإتكالية المنتفعة من السلطات المركزية ، علاقات التآصر العشائري والتحالف العائلي - الديني، التحالفات السياسية والحروب القومية ثم الدينية وتأثيراتها ، حجم الضحايا والخسائر المادية والمعنوية ،ثم مشاعر المواطن الأبله أوالذكي . *** وبدلا ًعن بذل الجهد والوقت المهدور في الإتيان بأجوبة مقنعة أو حتى نصف مقنعة ومرضية عن أسباب كل هذا التخلف والضياع وعدم المسؤولية ورخص الإنسان ، يتم المباشرة في دعم دراسات جامعية غبية في – المحتوى والمعنى والأساس والسند العلمي وغير مصادق علميا ًعليها من الإساس من خلال إطروحات جامعية مدفوعة الثمن هي : الأئمة والأدوية النبوية او مصّ الثدي والتقوى الآلهية او السيدة زينب وحكمة القرار واقتصاد السيد الصدر :نموذج عالمي لحل الأزمة العالمية و الهزات الأرضية والإمام المهدي المنتظرواخيرا وليس اخيرا، البروفيسور زغلول النجار وزعامة العلم القرآني !!!. ومن هذا الخريط المنحط على الطلبة والتلاميذ العراقيين الجدد أن يتخرجوا لكي يبنوا ويعمروا بلدهم المهدم! ؟. *** حين يظهر رئيس دولة مثل العراق ويقول علنا ً – اننا سوف نقضي على نصف اسرائيل – وهو في نفس اللحظة مشتبكاً في حرب طاحنة اخرى ،فأن التفكير المنطقي البسيط سوف يكون ليس بجانب ذلك الرئيس العملاق- الحالم ، لأن مصلحة الشعب تُحتم على القائد أن يفكر برعاياه وشعبه،لكنه يفعل العكس ، لأنه قد تربى في مجتمع يفعل العكس ويخفي المعكوس ويمارس السريّة الفاضحة ويسميها محافظة وأخلاق ،وما حدث في الحرب العراقية – الإيرانية إبان ثمانينات القرن الماضي وكيف تصرف المجتمع مع الحكومة ثم القائد ما يؤكد على أن هناك مايثير القلق حول مصير المجتمع – الشعب العراقي برمته ، فحين يظهر رئيس الدولة وهو يكرم رجل مقعد على كرسي متنقل فان الأمر يستحق الإنتباه ،خاصة ،وأن الرجل المقعد قد قتل إبنه البكر لأنه رفض الذهاب الى العسكرية ، أي الإلتحاق في وحدته المقاتلة ، التي كانت تقاتل ايران ، ايران الخميني المجوسية ،التي أرهبت عرب الخليج ، فتبرع رئيس الدولة بشعبه واتباعه لنجدتهم !!!..،ثم بعد حين زار ضريح جدّه الإمام علي وصلى فيه وطلب نصرته وسط الاف الدعوات من الشعب المتدين المؤمن ، وقد نصره واذلّ اعدائه ....!!. *** كنت في الحادية عشر من العمر ،حينما شهدت أول جريمة – شرف- ، فقد كانت الشابة ( كاظمية الخبّازة ) ممدة على سطح شاحنة خضراء للشرطة ، بينما كانت الدماء تسيل من رقبتها وعينيها في استغاثة،وقد كانت الضحية في الثامنة عشر من العمر ، والمجتمع مشغول بنقل الحكايات التي تبرر فعل الجريمة ،ولم اسمع من والدي المعلم المتنور كلاماً مختلفاً عن فعل القتل الذي جرى وشرعيته والذي – انا الطفل شهدت ضحيته- ، المجتمع العراقي يتهاون مع الجلادين ولا يتسامح أبدا مع الضحايا ،وهذه مشكلة حقيقية،فكيف ُنعرف عراقيا ً مصطلح – ضحيّة – وكيف ُنعرف المفردة الأخرى التي هي –جلاّد - ؟، كيف لنا كمجتمع عراقي متعدد ومتنوع توصيف – مشهد قتل عراقي - ، طبعا ً غير ممكن ، لأننا وبكل أنواعنا شاهدنا (البيض وهو يُفرخ ُ في مقلاة على نار)!!؟؟. *** المجتمع العراقي المحافظ الديني العشائري الإسلامي القومي هو: مجتمع قائم على العنف والجدّل الفارغ والسطوة وكبتْ الحريات والنفاق والتملق ،لا مكان فيه للضعيف المسالم الذي ينظر الى السماء ويستغفر او ينتظر، ولم يتم بذل أي جهد ٍ في سبيل صلاحه ، وأن جميع ما جرى خلال الأربعين عاما الماضية هي نتيجة للفوضى العارمة التي تتحكم في ثروة العراق الهائلة ،كما أن ما يجري الأن هو أشد الفترات الزمنية في هدر الثروات وسرقتها ،وانحطاط الإقتصاد والتجارة الوطنية ، فلأول مرة في تاريخ هذا البلد الزراعي منذ آلاف السنين يتم استيراد باذنجان ورقي وطماطم ومياه عذبة. *** لقد تعلمت جميع الأمم والشعوب من تواريخ مآسيها ، إلا العراق ؟ اقصد مجتمع – شعب العراق او الشعوب والعشائر والأحزاب التي تعيش في العراق ،فالعراق لايمكن تقسيمه جغرافياً ،ولايمكن عزله عن التاريخ ، هذا هو المصير ،مثل بغداد التي يستطيع المرء ان يقول عنها مايشاء القول والّصفات سوى أنها مدينة سنيّة أو شيعيّة او عثمانيّة أو أمريكية أو فارسية ،هي بغداد باقية ، لقد إحتاروا فيما مضى في تغيير اسمها وعوالمها ،لكنها بغداد الى الأبد .
#واصف_شنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معمّمون لكن متمردون
-
الخوف من ( السعلوّة ) ...*
-
تشيلي تهزم الموت 33 مقابل صفر *
-
الشعور بالخجل العام !!
-
مَنْ يُدخل البعير في خرم إبرة؟؟
-
إنسانية غير معقولة
-
ثقافة سياحية
-
كريستيانا كينالي : الفشل المحتوم
-
أكو -لو- ماكو *-ستيفن هواكينغ ونفيه لخالق الكون-
-
الدين والدم والدموع
-
شجاعة العراقي جمال ايليشع
-
تلك البلاد...
-
الوعي الإنتخابي في استراليا
-
الفقدان مرة أخرى: عبور ليلى محمد
-
غير معقول..!
-
من هو اكثر تقدما ً العراق أم الصومال !!؟؟
-
بلد الشهداء : شهداء الكهرباء ...أخيرا
-
الحكومة (.....) والمعارضة (طاهرة)...
-
حقا ًبلا خجل....
-
عائد ٌ من الديمقراطية الإسلامية
المزيد.....
-
البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني
...
-
الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات
...
-
الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن
...
-
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ
...
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟
...
-
أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه
...
-
كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج
...
-
تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي
...
-
وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
-
مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.. فما هي الخطوات المقبلة؟
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|