أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - حلٌّ من طريق -تجميد- خيار المفاوضات!















المزيد.....


حلٌّ من طريق -تجميد- خيار المفاوضات!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3205 - 2010 / 12 / 4 - 15:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


المشكلة في الظاهر هي مشكلة الاستيطان، التي هي تعريفاً الآن مشكلة رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الجلوس إلى طاولة المفاوضات (المباشرة) مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع استمرار (وتنامي) النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في أجزاء واسعة من الضفة الغربية، وفي القدس الشرقية على وجه الخصوص؛ أمَّا في الباطن فهي مشكلة الحدود (بين الدولتين) والتي حَلَّها (أو حَلَّ الجزء الأهم منها) نتنياهو من طرف واحد إذ أوضح للفلسطينيين، وأكَّد، بالأفعال لا بالأقوال، أنَّ إسرائيل مستمرة، وسوف تستمر، في نشاطها الاستيطاني في كل جزء من الأراضي الفلسطينية التي لن يشملها أبداً إقليم الدولة الفلسطينية؛ لأنَّها "أصبحت" جزءاً لا يتجزأ من إقليم دولة إسرائيل التي لم تقرِّر، أو لم تُعْلِن، بعد حجم ونوعية الأراضي (الإسرائيلية) التي يمكن أن تتنازل للفلسطينيين عنها (مستقبلاً) تعويضاً لهم عمَّا أخذته منهم من أراضٍ، فالحدود الجغرافية للنشاط الاستيطاني هي أساس الحدود بين الدولتين!

والمشكلة في بُعْدِها الفلسطيني تكمن في كون المفاوض الفلسطيني لا يستطيع قبول كل هذا الاقتطاع الإسرائيلي (الاستيطاني في المقام الأوَّل) من أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية؛ كما تكمن في كونه لا يَجِد في "التعويض الإقليمي الإسرائيلي" ما يمكن أن يغريه بتحويل رفضه إلى قبول ولو من حيث المبدأ.

ولو قَبِل، على استعصاء ذلك، لَمَا حصل إلاَّ على دولة تملك من السيادة ما يفيض عن "الحاجات الأمنية الإسرائيلية"، التي إنْ لُبِّيت على خير وجه لن تملك الدولة الفلسطينية المقبلة من السيادة إلاَّ ما يجعلها الدولة الأولى في العالم لجهة اجتماع وجودها مع هذا الافتقار شبه التام للسيادة القومية للدول.

كل ما نراه حتى الآن، في المشهد الظاهري للجهود والمساعي التي تبذلها إدارة الرئيس أوباما لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات (المباشرة) ولإنقاذ خيار "الحل عبر التفاوض" من الانهيار التام، من ثمَّ، لا يَصْلُح إلاَّ دليلاً على أنَّ هذه الجهود والمساعي يمكن أن تتمخَّض، أخيراً، عن "تجميد" العمل بخيار "الحل عبر التفاوض"، وليس عن "تجميد" النشاط الاستيطاني؛ وإنِّي لأفهم هذا الإصرار لنتنياهو على المضي قُدُماً في النشاط الاستيطاني، وهذا التشدُّد لعباس في رفضه الذهاب إلى المفاوضات المباشرة قبل وقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، وفي القدس الشرقية على وجه الخصوص، وهذا العجز الذي يبديه أوباما في مساعيه (الظاهرة والمُعْلَنة) لحل مشكلة الاستيطان (مؤقتاً) بما يسمح للطرفين باستئناف المفاوضات المباشرة، والذي (أي هذا العجز) يتسربل بمبدأ أنَّ الولايات المتحدة لا يمكنها، ولا يحق لها، أن تفرض الحل على الطرفين، على أنَّها ظواهر ثلاث لاتِّفاق ثلاثي غير مُعْلَن على أنْ يأتي "الحل" من خلال "تجميد" العمل بخيار "الحل عبر التفاوض"، وليس من خلال "تفعيل" هذا الخيار؛ وكأنَّ الاستنتاج المنطقي والواقعي الذي قادت إليه تجربة هذا الخيار (خيار الحل عبر المفاوضات) هو أنَّ إطلاق يد "الأمر الواقع" في رسم معالم "الحل النهائي" هو الطريق الأقصر إلى هذا "الحل".

عباس، في المشهد الظاهري، ما زال ينتظر تسلُّم ردٍّ رسميٍّ نهائيٍّ من إدارة الرئيس أوباما على مطلبه أن يتوقَّف النشاط الاستيطاني (وفي القدس الشرقية على وجه الخصوص) قبل، ومن أجل، أنْ يعود إلى طاولة المفاوضات؛ ولقد هدَّد، هذه المرَّة، بحلِّ السلطة الفلسطينية إذا ما تأكَّد لديه أنَّ إسرائيل قد حسمت أمرها، مفضِّلة المضي قُدُماً في الاستيطان على المفاوضات والسلام.

ما أدهشني أوَّلاً هو التهديد نفسه؛ أمَّا ما أدهشني أكثر فهو تزامن تهديد عباس مع إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، في المنامة، أنَّ "السلطة الفلسطينية تحاول (الآن) إعداد نفسها للتحوُّل إلى حكومة، فهم (أي الفلسطينيون) يبنون المؤسسات الضرورية لقيام دولة فلسطينية تتمتَّع بمقوِّمات البقاء، ويمكنها أن توفِّر الأمن والقانون والنظام والخدمات الضرورية للشعب الفلسطيني".

وعليه، حثَّت كلينتون الدول العربية على زيادة وتعزيز "دعمها المالي" للسلطة الفلسطينية، فالدعم المالي العربي ما زال يقل كثيراً عن غيره، وعن ذاك الذي تتلقاه السلطة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص.

أمَّا المتحدِّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي فكشف، في الوقت نفسه، أنَّ الولايات المتحدة مستمرة "في محادثات هادئة مع الطرفين، مدارها المضمون (وليس الشكل) من عملية السلام".

لقد اقترن وتزامن كلام عباس عن "الحلِّ (للسلطة الفلسطينية)" مع كلام كلينتون عن "التحوُّل (لهذه السلطة إلى حكومة)"؛ وغنيٌّ عن البيان أنَّ "التحوُّل" يتضمَّن، حتماً، "الحل".

والاقتران والتزامن نراهما، أيضاً، في الأفعال، ففي مناخ تعثُّر وتعسُّر استئناف المفاوضات المباشرة نرى رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو يمضي قدُما في "البناء الاستيطاني"، ونرى رئيس الحكومة الفلسطينية فياض يمضي هو الآخر قُدُماً في "بناء مؤسسات الدولة"، فإذا اكتمل بناؤها (في كنف الاحتلال، أو رغماً عنه) أصبح ممكناً حل السلطة الفلسطينية (من خلال تحوُّلها إلى حكومة) وإعلان الفلسطينيين من طرف واحد قيام دولتهم؛ وعندئذٍ، قد يبدأ العمل بـ "الخيار الثاني" من "الخيارات السبعة" التي حدَّدتها السلطة الفلسطينية، ألا وهو اعتراف الولايات المتحدة بهذه الدولة، وقبول عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.

من الوجهة العملية والواقعية، لن تكون هذه الدولة إلاَّ "النسخة الفلسطينية" من الدولة ذات الحدود المؤقتة، وذات العاصمة المؤقتة، والتي بإعلان قيامها، واعتراف الولايات المتحدة (والمجتمع الدولي) بها، تكون قد حلَّت التناقض بين استمرار النشاط الاستيطاني وبين استئناف المفاوضات المباشرة من خلال التخلِّي عن خيار "الحل عبر التفاوض"، ومواجهة "الأحادية الإسرائيلية" بـ "أحادية فلسطينية".

من قبل، عندما كان خيار "الحل عبر التفاوض" قيد التجربة والاختبار، نُظِرَ إلى "الدولة الفلسطينية" على أنَّها النتيجة النهائية لمفاوضات الحل النهائي؛ أمَّا الآن، أو من الآن وصاعداً، فيبدو أنَّ "الدولة" ستكون نقطة الانطلاق في اتِّجاه "الحل النهائي"، الذي سيسيرون إليه، هذه المرَّة، بأقل قدر من الاستعجال، فـ "الأمر الواقع الجديد" يمكن ويجب أن تكون له اليد الطولى في رسم معالمه وخطوطه الأساسية.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم على شفير -حرب عملات-!
- مصر تضيف -العلمانية- إلى -الديمقراطية- في انتخاباتها البرلما ...
- أُمَّة تَنْتَحِر بسلاح التعصُّب!
- شرط نتنياهو ولا -صفقة أوباما-!
- مجلس نيابي يمثِّل 470 ألف مواطن!
- كيف نفهم -سرعة الضوء-؟
- لم أرَ انتخابات تشبه التعيين أكثر منها!
- ما بين وزير الداخلية الأردني والفيلسوف هيجل!
- بلفور إذ تعدَّد!
- أخلاق انتخابية وانتخابات أخلاقية!
- كيف تُشْرِك الشعب في الانتخابات وتقصيه عن -البرلمان-؟!
- الانتخابات الأردنية..التحريض على المقاطعة!
- بلفور الفلسطيني!
- صراع رُبْع الساعة الأخير.. إسرائيلياً وفلسطينياً!
- -القرار الفلسطيني-.. معنىً ومبْنىً!
- فتوى جيِّدة لزمن رديء!
- 26 أيلول.. ما قبله وما بعده!
- هل تتلاشى فلسطينية -القضية الفلسطينية- بعد تلاشي قوميتها؟!
- -شقَّة- ليبرمان و-حَماة- عباس!
- الحكومة الأردنية تبحث عن -خلخال حزبي- للبرلمان المقبل!


المزيد.....




- رئيس وزراء اليابان يخطط لزيارة الولايات المتحدة ولقاء ترامب ...
- ترامب يعلق على تحطم الطائرة في فيلادلفيا: المزيد من الأرواح ...
- الدفاعات الروسية تسقط 9 مسيرات أوكرانية غربي البلاد وتدمّر ز ...
- -فوكس نيوز-: إيران تخفي تطويرها النووي تحت ستار برنامج فضائي ...
- استخباراتي أمريكي سابق يتحدث عن حرب مع المكسيك -قد تتحول إلى ...
- OnePlus تكشف عن هاتفها الجديد ومواصفاته المميزة
- اكتشاف ارتباط بين النظام الغذائي وسرعة الشيخوخة البيولوجية
- أول هجوم على قوات الاحتلال منذ بدء توغلها في سوريا
- مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع في دارفور
- جامعة أميركية تعلق عمل مجموعة مؤيدة لفلسطين عامين


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - حلٌّ من طريق -تجميد- خيار المفاوضات!