|
جواب على رسالة
حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن-العدد: 962 - 2004 / 9 / 20 - 09:15
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
جواب على رسالة صباح يوم ١٦ ايلول بدأت في كتابة موضوع جديد لارساله الى الحوار المتمدن حين تلقيت الرسالة الالكترونية التالية نقلتها كما هي حتى مع اغلاطها الاملائية. ونظرا لاحتواء الرسالة على اسئلة هامة توقفت عن الكتابة وقررت ان اجيب على هذه الرسالة عن طريق الحوار المتمدن بعد حذف اسم المرسل. ألاستاذ والرفيق وألانسان وأبن العراق ألبار - حسيقيل قوجمان المحترم عندما أقرأ مقالاتك ، أقول لنفسي من هو ألذي يستحق ألاحترام وألتبجيل ، من ؟ أنا أم أنت أم ماركس أم فهد ...أم الفكر ألشيوعي ؟ وبعد بحث وتمحيص وحيرة ...قررت أن أسألك أنت ...فانت جزء من تاريخنا ...أنت الذي عاصرت فهد وعشت في العراق سنوات الجمر ...وكنت شاهدا على كل تلك الهرج والمرج من قبل القومانيين وألاسلامويين ووألصهيانة ألمتطرفين ...ألذي حاولو أن يثبتوا بعقم أفكارنا وبجدب نظريتنا ودعواتنا لللاخوة بين الناس بغض النظر عن لونهم وقوميتهم ودين آبائهم ...ولكن ألا تعتقد يا أستاذ حسقيل ...أيها العراقي الرائع والشيوعي ألفذ...ألا تعتقد بان شيوعي العراق يختلفون عن بقية شيوعي الارض ؟ ...عشت في الوطن ربع قرن الاول من حياتي وهاهو ربعه الثاني يمضي في الغربة ولكن لم أجد مثل شيوعيي فهد أممية وثباتاً على ألمبدأ وأنت واحد من هؤلاء ...تحياتي لك ولكل شيوعي يهودي. قارئي العزيز اشكرك على رسالتك العاطفية رغم ما تحتويه من المبالغة في المديح والاطراء. ليس من عادتي ان اجيب على رسائل استحسان لكتاباتي ولكني ارتأيت ان اجيب على هذه الرسالة لاحتوائها على سؤالين هامين اجيب عليهما. السؤال الاول "من هو الذي يستحق الاحترام والتبجيل؟" ان من يستحق الاحترام والتبجيل هو الطبقة العاملة العالمية (البروليتاريا العالمية). فقد كلف التاريخ هذه الطبقة بمهمة القضاء على الاستغلال الراسمالي والاستغلال الاقطاعي الذي سبقه وكافة انواع الاستغلال المرافق لهما مثل الاستغلال الديني والطائفي والقومي والعنصري واللوني والجنسي واستغلال المرأة والاطفال. والبروليتاريا العالمية طبقة واحدة لها نفس الظروف ونفس الهدف الاساسي الذي وضعه التاريخ على عاتقها. ولكنها نظرا للتطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في العالم وجدت نفسها مقسمة الى دول سياسية متناحرة ومتحاربة تتحدث لغات مختلفة ولها انظمة سياسية مختلفة. وجميع هذه الدول والانظمة هي دول وانظمة معادية للطبقة العاملة نشأت من اجل تحقيق وادامة استغلالها. لذا كان القول المأثور "ان الطبقة العاملة لا وطن لها" اذ ان البلد الذي تعيش فيه كل فئة من فئات الطبقة العاملة ليس وطنها بل وطن الطبقة الحاكمة التي تستغلها. ولذلك ايضا كان الاتحاد السوفييتي حين كان اشتراكيا حقا، اي قبل استيلاء الخروشوفيين على قيادة الحزب والدولة، يسمى وطن البروليتاريا الاول وكان كل فرد واع من الطبقة العاملة يعتبره وطنه الذي يجب ان يدافع عنه. وقد ادى نشوء البروليتاريا وتبلورها كطبقة الى حتمية ظهور نظرية لها توجهها في هذا الصراع العظيم الذي يتطلبه تحقيق هذه المهمة التاريخية فانجبت كارل ماركس وانجلز ليكتشفا ويضعا نظرية الطبقة العاملة، الماركسية. لم يكن ماركس او انجلز ولا بعدهما لينين وستالين معلمو البروليتاريا العظام من الطبقة العاملة ولكن وجودهم لم يكن ممكنا لولا وجود الطبقة العاملة وضرورة وجود نظريتها الهادية. فاحترام وتبجيل هؤلاء المعلمين هو كونهم معلمو الطبقة العاملة. كان من نتائج اعتبار الطبقة العاملة العالمية طبقة واحدة متحدة في مصالحها واهدافها ان اتخذت الاممية الثانية سنة ١٩١٢ قرارا بالحرب ضد الحرب. فقد كان واضحا ان الراسمالية تعد الحرب العالمية الاولى تزج بها الراسمالية طبقاتها العاملة والكادحين للحرب ضد بعضهم البعض من اجل تحقيق اعادة اقتسام العالم. وكان قرار الماركسيين انذاك في قيادة الاممية الاشتراكية ان الطبقة العاملة يجب ان تمتنع عن محاربة بعضها البعض وان تحول الحرب الى حرب بين البروليتاريا والراسمالية. ولكن القادة الانتهازيين للاممية الثانية تجاهلوا قرارهم السابق وانضمت كل فئة منهم الى برجوازيتها في الحرب ضد الفئات الاخرى ولذلك اعتبرت الاممية الثانية قد خانت الطبقة العاملة وانحازت الى الراسمالية ودعا لينين الى تأسيس اممية ثالثة لان الاممية الثانية قد افلست. ولكن احترام وتبجيل الطبقة العاملة ليس سوى البداية. فمهما اطنبنا في تبجيلها لا نتقدم خطوة في سبيل تحقيق مهمتها التاريخية. ان تحقيق المهمة التاريخية للطبقة العاملة يتطلب النضال في سبيل ذلك. والطبقة العاملة بحكم الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي نشأت فيها طبقة جاهلة امية ليست لها الفرصة لتطوير نفسها ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا نظرا لظروف عملها المرهق. والراسماليون يعملون جهدهم على منع هذه الطبقة عن التطور ثقافيا واجتماعيا الا بالدرجة التي تتطلبها ظروف عملها لتحقيق ارباحها. لذلك فان الطبقة العاملة تحتاج الى التثقيف والتوعية وقيادتها في طريق تحقيق مهمتها التاريخية. وفي هذا المجال لا ينفع الاحترام والتبجيل. ان سير الطبقة العاملة في طريق تحقيق هذه المهمة يتطلب العمل الشاق في توعية وتثقيف البروليتاريا واطلاعها على نظريتها الهادية. لذا كان من الضروري انشاء منظمات تساعد البروليتاريا على السير في طريق تحقيق اهدافها فنشأت الامميات الثلاث والاحزاب التي تضم طليعة البروليتاريا لتقودها في هذا الطريق. نرى من هذا ان الطبقة العاملة هي الكل وان المعلمين الذين اكتشفوا نظريتها والمنظمات التي تألفت لقيادتها كلها من انجابها. فالبروليتاريا هي الاساس والمنظمات نشأت لخدمتها ولا قيمة لها الا اذا واصلت خدمة الطبقة العاملة وقيادتها قيادة صحيحة نحو تحقيق هدفها. هل ترى في هذا جوابا على سؤالك قارئي العزيز؟ السؤال الثاني " ألا تعتقد بان شيوعيي العراق يختلفون عن بقية شيوعيي الارض ؟ كلا لا اعتقد ذلك. كان شيوعيو العراق في عهد فهد جزءا من شيوعيي العالم. وقد كانت لشيوعيي العالم منظمة واحدة هي الاممية الشيوعية. فلم يختلف شيوعيو العراق عن اخوانهم شيوعيي العالم اجمع. وطبيعي ان كلمة شيوعي لا تعني ان جميع الشيوعيين متساوون في الوعي والثقافة والاخلاص والتفاني والاستعداد للتضحية لذلك رأينا شيوعيين في العراق وفي العالم من اصناف مختلفة وكفاءات مختلفة. فلماذا شعرت انت بان شيوعيي العراق في عهد فهد يختلفون عن سائر شيوعيي العالم؟ من رسالتك يظهر انك في حوالى الخمسين من عمرك. واذا فرضنا انك اطلعت على الحركة الشيوعية العراقية والعالمية لدى بلوغك سن الشباب نستنتج انك عرفت الشيوعيين منذ فترة لا تتجاوز ثلاثين عاما. ومن المعروف ان الحركة الشيوعية العالمية تفككت وتحولت الى حركة تحريفية بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي سنة ١٩٥٦. نستنتج من هذا انك اطلعت على الشيوعيين في العراق وفي الغربة حين كانت الحركة الشيوعية قد تحولت في اغلب بلدان العالم الى حركة تحريفية لا علاقة لها بالشيوعية الحقيقية التي كانت عليها في عهد فهد. وهذا يفسر واقع انك لم تجد في العراق وفي العالم شيوعيين امميين مثل الشيوعيين في عهد فهد. ولكنك لو تتبعت الحركة الشيوعية قبل تحولها الى حركة تحريفية لوجدت ان الشيوعيين في العالم كله كانوا من طراز شيوعيي عهد فهد في العراق وان جميع شيوعيي العالم انذاك كانوا مثل شيوعيي العراق في امميتهم ولكن بدرجات متفاوتة بين شيوعي واخر. ارجو ان اكون قد اجبتك على تساؤلك. ولكن على اية حال هذا هو رأيي ولك ان تكون رأيك بنفسك. المخلص حسقيل قوجمان
#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الماركسية والدين
-
رجوع عجلة التاريخ الى الوراء
-
دروس من ثورة تموز
-
وأد ثورة تموز
-
من وحي كتاب فهد (حلقة اخيرة) شخصية فهد
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة السادسة عشرة) سياسة فهد الاقتصادية
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة الخامسة عشرة) الاممية الشيوعية
-
استشهاد وحيد منصور
-
وجاء الفرج
-
كيف يصبح الانسان ماركسيا
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة الرابعة عشرة) مزورو التاريخ
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة الثالثة عشرة) التطور العقلاني في الص
...
-
النقابات العمالية، مصادر قوتها واسباب ضعفها
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة الثانية عشرة) سياسة لينين الاقتصادية
...
-
ِتحية اجلال واكرام للفيلق السادس
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة الحادية عشرة) اخيانة عظمى ام تصفيات
...
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة العاشرة) الانتقاد، اغراضه وفوائده
-
الاحتفال الاول بعيدنا الوطني الجديد
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة التاسعة) فهد الستاليني
-
مرحلة الثورة الاشتراكية وموعد اعلانها
المزيد.....
-
بوتين يصف ترامب بـ-الذكي-.. ويرد بـ-مزحة- سوفييتية حول إمكان
...
-
العفو الدولية تتهم شرطة نيجيريا بإطلاق النار المميت على المت
...
-
بيان فرع النهج الديمقراطي العمالي بخربكة
-
على طريق الشعب: في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
...
-
لماذا انهار الائتلاف الحاكم في ألمانيا؟
-
م.م.ن.ص// هل كان ممكناً ألا تسمع اصواتهم؟ ...انتفاضة العاملا
...
-
عمر محمد علي يقضي عيد ميلاده العاشر خلف القضبان
-
الهدنة تعيد الجنوبيين إلى قراهم اللبنانية
-
مكافحة الإرهاب في لندن: ستة أشخاص رهن الاعتقال بسبب صلاتهم ب
...
-
مسلمو بريطانيا قلقون من اليمين المتطرف
المزيد.....
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|