أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إيمان أحمد ونوس - هل سيشهد المجتمع المدني مكانة لائقة بعد الهبّات الحكومية















المزيد.....

هل سيشهد المجتمع المدني مكانة لائقة بعد الهبّات الحكومية


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 3204 - 2010 / 12 / 3 - 00:30
المحور: المجتمع المدني
    


يُعد المجتمع المدني في معظم المجتمعات المتحضّرة، شريكاً هاماً وأساسياً في قيادة وصياغة وصناعة عملية التنمية، لما تتمتع تنظيمات هذا المجتمع، من تأثير هام وفعّال في حياة الناس والحكومة على السواء فالتشاركية القائمة على تطوير وبناء قدرات المجتمع المدني، واحترام استقلاليته تميز هذه المجتمعات،وتمنح عملية التنمية بعدها المجتمعي.
الوضع لدينا مختلف من حيث مبدأ هذه التشاركية بناءً على ما هو قائم اليوم، وما هو معمول به في ظل قانون تنظيم الجمعيات(الخيرية في معظمها) والنافذ منذ عام 1958.
لقد شهدت السنوات الماضية حراكاً ملموساً وجهوداً حثيثةً لأجل النهوض من قبل المجتمع نفسه أولاً، ومن هبات حكومية في بعض الأحيان، لكنها مازالت دون الطموح على جميع الأصعدة، بسبب ما يوضع أمامها من عراقيل تمثّلت في أحيان كثيرة بالإغلاق أو حظر التعامل (رابطة النساء السوريات) أو عدم الترخيص في غالب الأحيان.
ولكن، تماشياً مع هذه (الهبات) الحكومية وانفتاحها باتجاه المجتمع الأهلي (التسمية المفضّلة لدى الحكومة)، فقد قامت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مؤخراً بتشكيل لجنة من الوزارة وأعضاء من المجتمع المدني وخبراء بالقانون والإدارة والمالية، مهمتها الإعداد لمشروع قانون جديد ينظم عمل هذه المؤسسات، ويحقق الاستفادة المرجوة في ظل الخطط التنموية للقطر والحاجات المتزايدة.
وكانت الخطة الخمسية العاشرة قد أفردت فصلاً كاملاً للحديث عن المجتمع (الأهلي) ودوره في حياة البلاد، ولكن دون السعي الحقيقي والجاد في هذا الاتجاه.
يُذكر أن الأمانة السورية للتنمية(منظمة غير حكومية) قد نظمّت المؤتمر الدولي الأول للتنمية في سورية تحت عنوان (الدور الناشئ للمجتمع الأهلي في التنمية) الذي انعقد في دمشق أواخر كانون الثاني2010 والذي هدف إلى تطوير قدرات هذا المجتمع من خلال تبادل الخبرات حول التجارب التنموية في مختلف مناطق العالم، والتعريف بأحدث الأنظمة الإدارية المطبّقة في المنظمات غير الحكومية.
وقد رأى النائب الاقتصادي عبد اللـه الدردري في هذا المؤتمر أن الدولة وحدها لا تستطيع القيام بعملية التنمية، إذ قال (الدولة وحدها أثبتت فشلها وعدم قدرتها على تحقيق التنمية وهذا ثبت تاريخياً)، وأضاف (نحن نريد الدولة والسوق وبينهما نريد المجتمع الأهلي لأنه الوحيد القادر على تولي الإدارة الفعّالة لما يسمى الثروات المشتركة في المجتمع.)
ثم تأتي الأسابيع القليلة التي تفصلنا عن نهاية هذه الخطة وبداية الخطة الحادية عشرة، فنشهد يقظة فجائية نشطة من قبل الحكومة باتجاه المجتمع الأهلي، يقظة لم نعهدها من قبل وعلى أكثر من صعيد، لكن الشيء اللافت فيها ورشة العمل التي أقامتها الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أواخر الشهر الماضي حول (تعزيز دور المجتمع الأهلي في الإعداد للخطة الخمسية الحادية عشرة)، والتي حاولت من خلالها إدماج المجتمع الأهلي لبناء قدرات هذه المنظمات من أجل ضمان مشاركة فاعلة للمجتمع الأهلي في عملية إعداد الخطة لتكون خطة تشاركيه يتبناها المجتمع السوري.
وقد تلا هذه الورشة الملتقى الوطني الأول للجمعيات الأهلية المعنية بالصحة، الذي نظمته وزارة الصحة بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة العاملة في سورية وجمعية البستان الخيرية تحت شعار (شراكة أفضل لصحة أفضل)، وذلك يوم الأربعاء 3/11/2010
ولم تكن وزارة البيئة بمنأى عن هذا النهج، فقد أكدت وزيرة البيئة الدور الكبير للمجتمع المحلي في الحفاظ على نظافة البيئة، والتنوّع الحيوي، ونشر الوعي والثقافة البيئية بين مختلف شرائح المجتمع، مبيّنة أن الاهتمام بالبيئة لم يعد شأناً حكومياً بل أصبح مسؤولية الجميع.
بعد هذا الاستعراض السريع لنشاطات الحكومة الحثيثة باتجاه المجتمع المدني- الأهلي ومحاولة إشراكه في وضع استراتيجية الخطة الخمسية الحادية عشرة، يمكننا القول إن هذا التحرّك يمكن أن يتخذ منحيين أساسيين
1- منحى قائماً على حسن النيّة تجاه الحكومة، بمعنى أن الحكومة أدركت مؤخراً عجزها الحقيقي عن القيام بمهام التنمية دون مساهمة المجتمع المدني، ولذا فهي تحاول استدراك ما فاتها من استغلال لقدراته ، وذلك عبر مشاركته لها، وخاصة في وضع الخطة الخمسية المقبلة، ليكون شريكاً حقيقياً في سياساتها، وبالتالي ليأخذ مكانته الصحيحة التي يفترضها التطور العام الحاصل في المجتمعات الإنسانية المتحضّرة، وهذا إن كان وارداً في حسابات الحكومة، فإنه مطلب شعبي ملح سعينا إليه منذ زمن ليس بالقصير، إن كان من خلال أحزاب الجبهة الوطنية وضرورة تفعيل دورها في حياة البلاد، أو من خلال مؤسسات المجتمع المدني الأخرى كالنقابات والجمعيات، فهي قادرة على النهوض بمسؤولياتها إن عملت باستقلالية بعيدة عن الإملاءات والوصاية المقيّدة لحراكها، واقتناع الحكومة بوطنية هذه المؤسسات الخالصة، إذ لم يعد مقبولاً أبداً أن تتخذ الحكومة القرارات التي تمس المصالح المباشرة للمواطنين في غرف واجتماعات مغلقة بعيداً عن المعنيين مباشرة بالأمر- المواطنين- ممثلين بمنظمات المجتمع المدني (أحزاب، نقابات، جمعيات،..إلخ.
2- منحى آخر يقوم على احتمالين اثنين
إما أن الحكومة عاجزة فعلاً عن القيام بمسؤولياتها المنوطة بها منفردة (الصحة، التعليم، الاقتصاد، البيئة، و..إلخ) وبالتالي تخليها عن بعض هذه المسؤوليات للمجتمع الأهلي في ظل انتهاجها سياسة اقتصاد السوق، فركب القطاع الخاص هذه الموجة وغدا المواطن كمن يلوذ من الرمضاء بالنار، والأمثلة كثيرة لاسيما في مجال الصحة والتعليم وأسعارهما المحلّقة دوماً.
أو أن الحكومة تحاول إشراك المجتمع الأهلي في تحمل مسؤولية المراوحة في المكان، كما حدث أثناء تطبيق الخطة الخمسية العاشرة،وعدم الالتزام بوعود الحكومة من تقليص البطالة والفقر وسواهما من مشروعات وخطط لم ترَ النور في الخطة العاشرة، وبالتالي تعمل الحكومة على إظهار المجتمع الأهلي بمظهر الضعيف غير المتمكّن والعاجز عن القيام بمهامه، وهنا تُنقذ الحكومة نفسها من انتقادات السياسيين والاقتصاديين وسواهم، وبأنها ليست وحيدة في حمل تبعية عدم تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه مع المجتمع المدني، إضافة إلى تبرير مماطلتها في تنفيذ أجنداتها الأكثر ضرورة في حياة الناس، وبالتالي تجعل الشارع يفقد ثقته بما يُسمى بالمجتمع الأهلي.
فهل تعمل الحكومة حقاً لأجل تفعيل دور المجتمع المدني في حياة البلاد بكل اتجاهاتها...؟ وهل سنشهد واقعاً مغايراً لما نعايشه اليوم من تفرّد حكومي في اتخاذ القرارات ووضع الخطط المعنية بحياة المواطن في سورية..؟



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى ستبقى الطفولة في سورية مغتصبة...؟
- تعديل المادة/308/ والتمسّك بالمادة/192/ قوّض الآمال بقانون أ ...
- القوانين الاجتماعية والتشريعية- القضائية تُصنّع المجرمين بدع ...
- عام مضى على اغتيال القضاء السوري لزهرة العزو
- مسألة المواطنة... كرامة قبل كل شيء
- جائزة ابن رشد جديرة بالحوار المتمدن
- هل نحن مواطنون حقاً...!!؟؟ أجل... لكن مع وقف التنفيذ.!!!
- التبرعات هل تحلُّ مشكلات الفقراء..؟
- ظاهرة تسوّل الأطفال ظاهرة منظمة في سورية
- احذروا الشجار أمام الأبناء
- تأجير طفلات صغيرات كخادمات، وأسئلة برسم المعنيين
- أمومة المرأة وأنوثتها ليست أساساً للتمييز.
- - يا رضا الله ورضا الوالدين- دعاء تلاشى على إيقاع الثقافة وا ...
- محامية تلوذ بالصحافة بحثاً عن حلول وتستجدي الإنصاف من القضاء
- الرجل والمرأة.. أيهما أكثر إخلاصاً..؟
- إجرام المرأة أصيلاً أم مكتسباً..؟ في الرقة أم تقتل طفليها.!! ...
- تعاليم القبيسيات في المدارس ضرورات أم محظورات.!؟
- الجنسية... دموع ومعاناة وأبناء مقهورين
- مؤتمر المنامة والعودة لأسوار الحرملك والوأد
- وأخيراً... عيادة حديثة لفحوصات ما قبل الزواج


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إيمان أحمد ونوس - هل سيشهد المجتمع المدني مكانة لائقة بعد الهبّات الحكومية