الجمعة 02 أغسطس 2002 14:55
طهران- رأى محللون ان النظام الايراني بجميع تياراته يحاول عبر لجوئه الى تشديد قمع السلوك الذي يعتبر منافيا للاسلام كما في السنوات الاولى للثورة الاسلامية، ان يحكم قبضته مجددا على المجتمع.
واعلنت الشرطة رسميا الاربعاء ان كل "المحلات التجارية في مدينة طهران تلقت الامر بالاغلاق عند منتصف الليل" من اجل "ضمان النظام الاجتماعي"، في اجراء مطبق فعليا منذ عدة اسابيع.
من جهة اخرى، اغلقت تسع مدارس خاصة للموسيقى في مدينة قم الشيعية المقدسة جنوب طهران بحجة ان "بعض الطلاب لا يحترمون قيم الاسلام"، مما يمكن ان يعني ان بعض الشابات لم يكن يرتدين الحجاب كما يجب.
وتتضاعف المؤشرات على العودة الى نظام السنوات الاولى للثورة الاسلامية (1979) ويجسدها خصوصا التراجع البطىء لمنجزات الاصلاحات التي اجراها منذ خمسة اعوام الرئيس محمد خاتمي.
وعادت حواجز الميليشيات الاسلامية للظهور في الشوارع كما تتكرر حوادث مداهمة السهرات بينما تتم مصادرة سيارات السائقين الذين يستمعون الى انواع ممنوعة من الموسيقى وتكثفت دوريات الشرطة والقوات الخاصة للتدخل.
وقالت عالمة الاجتماع نشميله رضوي ان "هذه الاعمال يمكن تشبيهها بمنع للتجول". واضافت "في اوضاع يرى فيها قادة بلد النظام الاجتماعي يفلت من سيطرتهم، هناك خياران: اما اصدار القوانين التي تستند الى الديانة والاخلاق او فرض منع التجول". وتابعت ان "امر اغلاق المحلات التجارية عند منتصف الليل لا يستند الى الديانة ولا الى المبادىء الاخلاقية ولا يمكن ان يفسر الا بالخيار الثاني وهو منع التجول".
وقد قررت الشرطة والوحدات الخاصة الخاضعة لوزير الداخلية عبد الواحد موسوي لاري الاصلاحي القريب من محمد خاتمي، اغلاق مدارس الموسيقي والقيود المفروضة على الاستماع للموسيقى في السيارات.
ورأى عالم السياسة فاروق سياسي "في الظروف الحالية نسير باتجاه انفجار اجتماعي وهو ما لا يكف الاصلاحيون والمحافظون عن ترديده". واضاف ان "الوضع خطير الى درجة جعلت الاصلاحيين يشككون حتى في ما يعتبره السكان وخصوصا الشباب بانه من منجزاتهم".
وبعد الاضطرابات التي لا سابق لها في المدينة الجامعية في طهران في تموز/يوليو 1999 وادت الى سقوط قتيل واحد حسب الرواية الرسمية وثلاثة قتلى حسب الصحف وهزت اعمدة النظام، ازدادت تجمعات الاحتجاج.
ومنذ ذلك الحين يتظاهر آلاف من الشباب والطلاب كل سنة في الثامن تموز/يوليو امام جامعة طهران احياء لهذه الذكرى. وفي كل مرة تقوم الشرطة بتوقيف عشرات المتظاهرين.
في السياق نفسه، اصبحت مباريات كرة القدم متنفسا للشباب الذين اعتادوا النزول الى الشوارع سواء كان الفريق الذي يدعمونه رابحا او خاسرا في سلوك يثير قلق بلد يشكل فيه الشباب غالبية السكان.
(أ ف ب)