أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي بداي - كلنا..ارهابيون















المزيد.....

كلنا..ارهابيون


علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 961 - 2004 / 9 / 19 - 11:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اعترف، انني اشعر وللمرة الاولى في حياتي، بوجودي الزائد على هذة الارض، وبثفل مهمة ان اكون مسلما وعربيا!
ما انا الا مشروع انفجار، شعري الاسود نذير بسوء الطالع يجب ان يحتاط لة كل من سيخذلة حظة العاثر فيراني!
فمن يدري اي قنبلة احمل في حقيبتي؟ واي خطط موت و انتحار ودمار تدور في راسي ؟؟ يراني مفتش التذاكر في القطار، فيطلب مني تذكرتي وعيناه ترقبان جرس الانذار، ادخل المكتبة العامة، فتتقلص وجوه وتشراًب اَعناق، وتتناهى همسات، وتتبادل العيون الزرق والخضر النظرات ايذانا ببدء اجراءات الطوارئ، "لقد اتى"!. يفر من امامي ابطال الروايات الرومانسية هاربين من بين اوراق الكتب، وتنزوي حكايات الاطفال في مخابئها مرتعدة، انا الموت القادم من الشرق ، كل الالوان لاتعني لي شيئا غير صفرة الموت وحمرة الدم وسواد اردية الحزن.
اشعر بوطاة الموقف فٌاعبر ببادرة سلام عن براءتي فاتحا حقيبتي لطمانة الجميع بخلوها من اي مواد ضاره او مخيفة اوغريبة فلاتُحدث بادرتي اي انفراج في علاقة الحشد بي، بل اشعر بالعيون تسخر مني وكانها تقول: وهل تُحمل المتفجرات في الحقيبة ؟؟ انكم تلفونها على اجسادكم ياشاطر..، اشعر ان التعري وسط هذا الجمع الغفير للبرهنة على برائتي، هو الحل الوحيد فاخرج مغتسلا بعرقي، تتبعني النظرات بمثل مااستقبلتني به من ريبة وشكوك.

حين بدات طقوس المذابح، اولا في الجزائر، كنت ازوغ عن حقيقتي كمسلم متهم، بمحاولة الهروب الى مخلفات التاريخ الاستعماري، والمليون شهيد، وايجاد المبررات كخصوصية الجزائريين، وفضائع الفرنسيين، باغيا فك الارتباط بين اسلاميتي وما يقترف من فضائع باسم الجماعة الاسلامية اي باسمي وبالنيابة عني كمسلم ومحاولا ايجاد الروابط بين اسلاميتي وادميتي. وفي يوم اسود غاصت الطائرات بجسد عمارتين محملتين بالبشر العاديين، في فعل بدا للوهلة الاولى كما في الحيل السينمائية، اعتقدت اول الامر ان مجنونا اراد الانتفام من العالم العاقل بهذة الطريقة، وبعد ان ارتطمت الطائرة الثانية بالبرج الاخر ضعف املي في ان تتوافق خطة مجنونين في ان واحد ومكان واحد، واظهرت وسائل الاعلام المهاجمين اناسا انيقين، غير ملتحين، بل ان كبيرهم درس الهندسة مثلي وفي جامعة قريبة من تلك التي خرجتني، بدت دفاعاتي هشة، متداعية كيف سابررذلك لجيراني وزملاء العمل؟؟ انا انتمي لجنس غريب، جنس انتحاري لم يُخلق مثلة في اي زمان او مكان، جنس لايُقر بشرعية وجود الاخر، ولايفرق بين البشر والحجر، ولابين البرئ والمتهم ولابين من شبع من الحياة ومن يعيشها طفلا غضا، جنس عبر بتاريخ العالم من مرحلة اكل لحوم البشر الى اليوم الحاضر متجاوزا كل عهود الحضارة والتمدن.
كنت اتباهى في ما مضى من زمان، باننا حكمنا الاندلس ثماني قرون بالعدل لم نفرق بين يهودي او مسيحي ام مسلم، واننا مسالمون،وان خير الناس من نفع الناس، الى الجحيم كل مناظراتي، الى جهنم كل افكاري المتحضرة ومحاولاتي اقناع الغربيين باننا لا ننام فقط على بحيرات النفط بل ورثة حضارة ومشاريع انسانية، الى المزبلة كل مشاريع حوار الحضارات واندية الحوار وتكامل الحضارات

فجاة برقت في ذهني فكرة هائلة، فكرة انهزامية تليق بموقعي الحالي ووحشية المعول الذي ماانفك يهدم بصرح القيم التي اختزنها في اعماقي: انا شيعي!!!!فكرة لم اعرف اضعف واوهى منها في كل حياتي السابقة، فانا لست طائفيا ، ولكني مطالب الان الان وليس غدا باثبات برائتي امام هذة الكائنات الرقيقة، مطالب امام عيون الاطفال زملاء اطفالي باثبات انتمائي لجنسهم وليس لقطيع متوحش متخلف حتى عن حضارة الاليف من الحيوانات، توغلت اكثر في عالم فكرتي المضحكة المغري، نعم كل هذة الانتحارات والانفجارات والاجساد الملغمة من تدبير جماعات سنية اصولية اما نحن الشيعة فلا نميل الى مهرجان الدم هذا، ساقدم نفسي شيعيا، الى ان تنجلي الامور....ولكن...
في التاسع من نيسان، سقط صدام، وبعد ان اشحت بوجهي عن جموع السلابة التي ورثت حطام صدام متظاهرا ومبررا بفترة عابرة ، وعسر ولادة لان الحرية تولد دائما هكذا، بمصاعب، ومشاق، وافعال، وردودها، وانفلاتات، وسقوط ضوابط ...و..و..و..و
وبعد ان حاولت استعادة توازني فا جاتني كاميرات ال CNN بنقل حي ومباشر من مدينة كربلاء لالاف من ابناء جلدتي الذين التجات لهم هاربا من لسعات الاسئلة ، يستذكرون اربعينية الامام الحسين. كانت حفلة دم على الهواء، تفرج العالم كلة على ابناء طائفتي، علي تفرج العالم، من اخر قرية في تنزانيا الى غابات الامازون، ومن اقصى فنلندا الى كيب تاون، تفرج الناس كيف عملت السيوف بالرؤوس، وكيف سالت الدماء من رجال يوجهون نظرات زائغة الى المجهول، ومن ظهور اطفال نذرتهم امهاتهم البائسات فتلقفهم مقاولوا المواكب والمساجد، الى الجحيم ايتها الطفولة ..لاطفولة بعد اليوم، الكل شيوخ وعجزة يقفون على قاب قوسين وادنى من حافة القبر، الى سقر و نقير ايتها الحياة والاحلام، والسينما، والروايات،
لسنا بحاجة للحياة، دعها للكفار الغربيين اما نحن فنلطم ونجرح ونفجر وننفجر الى ان ندخل الجنات التي تجري من تحتها الانهار!
دخلت مكتبي عاريا من مايمكن ان يسترني، وفارغا كثرثرة في مقهى، وقع خطواتي جرس يجلجل اذنا بقدومي من عوالم الدم والخراب.. لتواجهني العيون المستفسرة، هذة المرة لم يسالني احد، انكشف منبت جذوري، وانفضح امري ، وقلت حيلتي، هذة المرة تجنبني الجميع كمصاب بجرب، لكني اسمع همساتهم:
لماذا لايعرف هؤلاء طريقا اخر باتجاة اللة غير هذة الطرق الملطخة بالدم والحافلة بالخراب؟ انا اعتقد ان كلهم من ذات الطينة ، لايعقل ان يصمت على مثل هذة الفضائع ، ربما كانوا كلهم راضين بما يحدث
نعم كلنا ارهابيون:
 محافلنا الدينية، مصدرو الفتاوي التي تدعو علنا للقتل، خطباء الجمعة الحاثين على الجهاد،
 جماعة" العلماء المسلمين" التي اوحى لها اللة لها بمكان الخاطفين من بين كل اجهزة التحري والشرطة ففاوضتهم واقنعتهم،
 قناة العربية التي تقدم لشعيط ومعيط وجرار الخيط من القتلة والمنحرفين الشهرة و منبرا اعلاميا للظهور على نطاق عالمي،
 قناة الجزيرة التي تحضر مكان التفجير قبل حضور المنفذين انفسهم،
 الاحزاب يمينها ويسارها التي تفتخر وتحتفل بالدم الذي تسيلة "المقاومة" ،
ونحن الملايين التي تسير الى حتفها بهدوء واستسلام دون مقاومة، دون ضجيج ، نحن نتنازل طواعية عن اوطاننا لمجموعة زعران وذوي عمائم كفرة بالحياة، نتنازل عن تعب اباءنا الذين طافوا السجون ونظموا المظاهرات من اجل حق المراة بان تعامل كبشر وشريك ، نتنازل عن تراثنا الثوري فنخذل الطاهر حداد، وطه حسين، وعلي عبد الرزاق، والزهاوي، والرصافي
كلنا شركاء بالارهاب!اليوم يجبرنا الارهابيون على ان نضع نساءنا بلفائف كمومياءات الفراعنة، وغدا يصدرون لنا امرا بمنع جلوس الطالبات في مكان واحد مع الذكور من الطلبة، وبعد غد يهددونا بنسف السيارات التي تقل نساءا ورجالا، وبعد شهر يحرمون الشطرنج، وبعد سنة لايحق لعب كرة القدم الا بالعمامة والجلباب، وماادراك بما سياتي؟
ان لم ننتفض... سنكون كلنا شركاء في هذة الفضائع المخزية، كلنا ارهابيون



#علي_بداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور اليسار العربي في الاعداد لظهور الامام المهدي
- ألأرهاب الكردي ام عمى البصيره؟
- ايها العرب...احذروا يوما تصفق فية الشعوب للاحتلال
- ثلاثة مقاطع لضمير يهم بالنهوض....
- لنستمر في... حوارناالمتمدن
- عبرقلب العروبة النابض..... نحو العراق المطعون
- الخنجر الكردي في خاصرة الامة العربية
- -سعدي يوسف ..... حوار غير متمدن
- ,جولة في مجاهل العقل العربي: باي حق يحاكم الرئيس صدام حسين؟؟ ...
- امت(نا) العربية ايها العراقي
- دولة العباءات السود ...ديموقراطية الاستبداد


المزيد.....




- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي بداي - كلنا..ارهابيون