أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - مجلس آخر.. إن نفعت الذكرى














المزيد.....

مجلس آخر.. إن نفعت الذكرى


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3202 - 2010 / 12 / 1 - 22:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان ياما كان في سالف العصور والأوان ومنذ أزمان طواها النسيان، اتفقت القوى السياسية العراقية بعد انتخابات الدورة البرلمانية الاولى التي اجريت عام 2005 على تشكيل مجلس سياسي للامن الوطني، وبالصدفة المحضة كان اقتراح تشكيل المجلس آنذاك هدفه انجاز صفقة تشكيل الحكومة بخلق منصب ما وبالصدفة ايضا كانت رئاسة المجلس ستمنح وقتها لرئيس القائمة العراقية الدكتور اياد علاوي وقيل آنذاك ان المجلس السياسي هو غرفة صنع القرار وهو نقطة تحقيق الشراكة قبل ان تختلف الكتل آنذاك على تركيبة المجلس وصلاحياته، فأنقلبت بعض الكتل على تعهداتها وهيجت حشودها ضد ما اعتبرته محاولة لخرق الدستور والالتفاف على صلاحيات رئيس الوزراء وما قد يشكله ذلك من انقلاب على نتائج الانتخابات، وكما يحدث في العراق عادة تمت تسوية الامر بالاتفاق على تشكيل هلامي لا احد يعرف حدوده وصلاحياته وبقي يحمل اسم المجلس السياسي للامن الوطني ثم سار المجلس في طريق النسيان العراقي المعروف.
ولأننا في العراق نحتفي دائما بالماضي دون ان نتعلم منه كثيرا، ونشتم مآسيه وفجائعه واخطائه ومشاكله دون ان بذل جهدا كبيرا لمنع تكرار كل ذلك، فقد بحث الذهن السياسي العراقي وبمعونة امريكية هذه المرة عن حل لمشكلة تشكيل الحكومة عبر تصفح الماضي القريب وتجاربه الكبيرة حتى وان كانت فاشلة وتم انتشال فكرة انشاء مجلس جديد هو بشكل ما عودة لما قبل خمس سنوات بهدف انجاح صفقة بناء الحكومة التي استعصت على التشكيل لعدة أشهر، ومجلس هذه المرة لم يتفق حتى على اسمه فضلا عن صلاحياته ووضعه القانوني ودوره في صنع القرار وما يتسرب من تصريحات تشير الى ان الماضي القريب يستعد للعودة بقوة، فهناك من يريد وضع صلاحيات ودور كبير للمجلس وهناك ايضا من يريد افراغ المجلس الموعود من كل سلطة بعدما كان يعظم من دوره رغبة في تحويله الى طعم يهمل بعد انتفاء الحاجة اليه.
لا احد يعرف متى سيتمكن البرلمان من وضع تشريع يقونن وضع المجلس الموعود ولا احد يعرف ايضا فيما اذا كان تشكيل المجلس سيكون بالتزامن مع تشكيل الحكومة ام بعدها او قبلها، ولا يعرف احد شيئا عن مصير الاتفاق السياسي لو فشل البرلمان في انجاز الاطار القانوني للمجلس الموعود.
لم يكن احد يتحدث عن حاجة العراق الى مجلس للسياسات او ايا كان اسمه قبل ان تصل القوى السياسية الى طريق مسدود في مفاوضات تشكيل الحكومة، بل ان مجلس الاتحاد وهو كيان دستوري بقي منسيا لسنوات، لكن حاجة الساسة ومصالح الكتل هي التي دفعت الى محاولة بناء مجلس جديد يكون جزءا من هرم السلطة وغرف صنع القرار او هكذا يقال، ليضيف الساسة مشكلة تشكيل مجلس السياسات الى مشكلة تشكيل الحكومة وكلاهما يحتاج الى مفاوضين ولجان واموال ووقت.
صناعة القرار في العراق تواجه أزمة معقدة تتمثل في تناقض رغبتين، الاولى تريد اشراك جميع مؤسسات الدولة ومكونات المجتمع في صنع القرار، والرغبة الثانية تريد تمركز صنع القرار بيد جهة واحدة، وكل من الرغبتين تستند الى نصوص واتفاقات وتسعى لتحقيق أهداف وحل مشاكل، لكن المجلس الجديد لن ينجح في التوفيق بين الرغبتين بل لعله سيكون عاملا في رفع مستوى التوتر السياسي قبل ان يسير المجلس الموعود هو الآخر في طريق النسيان مرورا بمرحلة الوفاة السريرية او الغيبوبة الطويلة.
المثير في حكاية المجلس الموعود هو ان القوى السياسية العراقية وضعت رئاسة المجلس في جدول المناصب التي يتم التفاوض على توزيعها رغم انه منصب غير موجود من الناحية الفعلية ووجوده المستقبلي موضع شك وصلاحياته وتركيبته موضع جدل، ويبدو ان مكونات القائمة العراقية او بعض قادتها هم من جعل المنصب وكأنه حقيقة واقعة ربما لدفع رئيس القائمة اياد علاوي للتخلي عن طموحه برئاسة الوزراء لفتح الطريق امام بقية قادة العراقية لينالوا هم حصتهم من المناصب التي كانت ستختفي لو حصل علاوي على رئاسة الوزراء.
احياء فكرة تشكيل مجلس سياسي تعني ان العقل السياسي العراقي غير قادر على النمو بسرعة لتجاوز الحلول الهشة، وهو عقل غير قادر على التعلم حتى من تجارب الماضي القريب حتى لو لم تمر عليها غير خمس سنوات لذلك ظل هذا العقل حبيسا داخل خيارات محدودة في مواجهة التعقيد المستفحل للوضع العراقي.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترحيب مستغرب
- سباق الفساد
- الزمن والحقيقة والتيه
- الآخرون وديمقراطيتنا
- الارهاب يقبل التحدي
- العلاقات الخارجية في حمى التفاوض
- جرس الموازنة
- سلاح المظاهرات
- طائف عراقي
- وكذب المنجمون
- بايدن ذهابا وايابا
- العراق والنموذج الصومالي
- في القسمة والتقاسم والتقسيم
- مجلس النواب في غيبته
- ما بعد الانسحاب
- للأزمة أكثر من وجه
- إنها معركة كبيرة
- تقرير خطير
- رسالة أوباما
- قشة مجلس الامن


المزيد.....




- ??مباشر: مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار في غزة واستمرار المخ ...
- استقالة رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية على خلفية تعاملها مع ...
- شهيدان وعدة جرحى في قصف إسرائيلي على مخيم بلاطة شرقي نابلس
- -تحول استراتيجي- في علاقة روسيا والصين.. ماذا وراء التدريبات ...
- أكسيوس: ترامب تحدث مع نتانياهو عن الرهائن ووقف إطلاق النار
- قراصنة إيرانيون يستهدفون حملتي هاريس وترامب
- نعمت شفيق تعلن استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من ...
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا على خلفية احتجاجات ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تستقيل بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية ...
- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - مجلس آخر.. إن نفعت الذكرى