أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - عادات سيئة .. -3- عدم الإلتزام بالطابور














المزيد.....

عادات سيئة .. -3- عدم الإلتزام بالطابور


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3202 - 2010 / 12 / 1 - 20:41
المحور: المجتمع المدني
    


قبلَ مُدة ، إصطحبتُ إبنتي ، لاُخرِجَ لها شهادة الجنسية العراقية من الدائرة المَعنِية . في مَدخل البناية حيث الإستنساخ وتنظيم الإستمارة ، كان هنالك العشرات من المُراجعين متجمعين على كُشكٍ صغير ، بدون ترتيب ولا إصطفاف ، والأطول والأضخم وصاحب اليد الطولى التي يَمُدها ويضع معاملته أمام الموظف ، هو الذي تكمل اوراقه أولاً ، غيرَ مُبالٍ بالذي جاء قبله . أما مَنْ يستحي ويقف في الدَور ساكتاً ، فمن المؤكَد انه سيكون الأخير !. بصوتٍ عالٍ قلتُ " حيث قررتُ ان لا أستحي ! " : رجاءاً إصطفوا بالترتيب حسب الأسبقية . رَحبَ البعض بذلك " العقلاء ، والضعفاء ! " ، ولم يلتفت الآخرون " المستهترون ، والأقوياء ! " . طلبتُ من الشرطي القريب أن يُنّظم الطابور ولا يسمح لأحد بالتجاوز ... لكنه إعتذرَ بحجة ان واجبه مراقبة باب الدائرة ! . على كُل حال أكملتُ تنظيم الاستمارةِ بعدَ مناقشات نصف حّادة مع " المتجاوزين " ، وكانتْ هذه هي المرحلة الاولى من سلسلة الإزعاجات ، ففي الداخل .. حيث وقفنا في طابورٍ طويل أمام شباكٍ صغير ، شعرتُ بالإرتياح في الوهلة الاولى حين وقفنا جميعاً بالسِرة او الطابور تحت إشراف مفوض من كادر الدائرة ... لكن سُرعان ما هُرع نفس المفوض لإستقبالِ مُراجعٍ دخلَ تواً وفتح له الباب قائلاً : تفضل سيدي . ومن زاوية الشباك رأيت بان مَنْ في الداخل نهض فوراً لتمشية معاملة ال "سيدي" وترك معاملاتنا جانباً !. قلتُ في نفسي ، ربما ان هذا الرجل المُهم مُستعجِل ويجب إنهاء معاملته سريعاً ليتسنى له العودة الى مهامه الخطيرة . لكن المصيبة ، انه كل عشرة دقائق يظهر شخصٌ مُهم " أحسن مِنَا " وطبعاً تأخذ أوراقه طريقها سريعاً نحو الإنجاز . على كُل حال إنتهى الدوام ولم نستطع الوصول الى الشُباك ... وظهرَ ان الوصول الى شباج العباس أسهل من الوصول الى شباك هذه الدائرة !. قلتُ للمُفوض : هل يجوز ذلك ، نقف ساعتين ولا يصل لنا الدَور ، ويأتي فلان وفلان وعلان ، ليُخربط الترتيب ، ثم ماذا تفعل انتَ هنا إذن ؟ قال : يا أخي أنا لااستطيع ان افعل شيئاً ، فكل هؤلاء مسؤولين !!. المُضحك المُبكي ، انه في اليوم التالي .. تكُررَ نفس المشهد ، وكنتُ قد قررتُ قبلها ، ان اُمّشي معاملتي حسب الاصول دون " واسطة " . لكنني إضطررتُ أخيراً الى التوجه مُباشرةً الى غُرفة المُدير " الذي أعرفهُ جيداً وهو إنسانٌ مُحتَرَم " ، وشرحتُ له بإختصار قصتي منذ يوم أمس ولحد الان ... فأمرَ أحد منتسبيهِ بإكمال معاملتي على وجه السرعة ، بينما أشرب قهوتي عنده !. وقال : اننا نُعاني من هذه المشكلة حقاً ولا نستطيع إيجاد حلول بسبب الوساطات والتدخلات !. بعد دقائق جلبَ نفس المفوض الذي كان مسؤولاً عن الطابور ، مُعاملتي المُنجَزَة ... وشعرتُ فعلاً بالإحراج من المدير ومن المفوض ... حيث انني المُعارض لهذهِ التصرفات أعلاه ، لجأتُ أنا نفسي اليها !!. أردتُ بهذهِ المُقدمة الطويلة المُمِلة ، ان ألقي الضوء على [ عادةٍ ] سيئة واسعة الإنتشار في مجتمعنا بصورةٍ عامة : ( عدم الإلتزام بالطابور أو السِرة ) . فمنذ الصباح الباكر ، ستجد من يأتي وأنتَ واقف بإنتظار الصمون ، ويُحاول بكل بلادة أن يستلم قبلك ، وإذا إعترضتَ ولم تقبل ، يقول : ياأخي أنا مستعجل وعندي إلتزام مهم !. وكأنه الوحيد المُستعجِل . والتدافع هو السِمة الواضحة في كراجات الباصات وخصوصاً في بداية ونهاية الدوام . ونفس الحالة في عيادات الأطباء والصيدليات ، والدوائر الحكومية ...الخ .
ان لجوء الفرد الى الإستحواذ على دَور غيرهِ ، ظاهرة خَطرة ، تُشير الى نزعةٍ عدوانية وتسلطية ، وكذلك الى الأنانية وعدم إحترام القانون . والأخطر من ذلك .. هو سكوت وصمت الذين يقع عليهم التجاوز ، فأن هذا السكوت هو في الواقع تشجيعٌ ضمني لذلك الشخص المسيء ، للتمادي ، من ناحية ، ودلالة على سلبية وضُعف الآخرين وقلة وعيهم .
من أبرز علامات التمدن الإجتماعي ، هو الإلتزام بالطوابير ، وإحترام الدَور .. فمن هنا يبدأ إحترام القانون وتطبيقهِ على الجميع بدون إستثناء .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقاليد وعادات بالية .. -2- الأعراس
- تقاليد وعادات بالية .. -1- التعازي
- إيميلات اعضاء البرلمان العراقي
- يونس محمود : الرياضة ليسَ لها ظَهر !
- الاحزاب الحاكمة و - مناديل الجّنة - !
- كتلة - التغيير - ووزارة النفط
- مشهدٌ مسرحي
- المالكي المسكين
- 50% من المشكلة إنحّلتْ
- النجيفي .. مشروع دكتاتورٍ صغير
- حق التظاهر في اقليم كردستان
- الرابحون .. والخاسرون
- بينَ موتٍ .. وموتْ
- قمة أربيل ... ولبن أربيل
- إسلاميو البصرة وسيرك مونت كارلو
- دهوك ... مُجّرد أسئلة
- مرةً اُخرى ..تأخُر إستلام الكتب المدرسية في اقليم كردستان
- ضراط السياسيين مُخالف للقوانين البيئية !
- الرئيس الألماني المسكين
- للنساء ... للرجال


المزيد.....




- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - عادات سيئة .. -3- عدم الإلتزام بالطابور