موسى فرج
الحوار المتمدن-العدد: 3202 - 2010 / 12 / 1 - 16:04
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
الى / الحوار المتمدن ..مع التحية : زمّر أبنج ياعجوز ..في عقد الخمسينات من القرن الماضي كان الباعة المتجولون يسيحون في قرى وريف العراق يحملون بضائعهم على خيول أو حمير .. يجوبون السهول والسفوح لبيع بضائعهم ، ولأن خروج تلك الوسائط محدودة لا يمكن تحميلها بالكثير الى جانب ان الأموال المستثمرة شحيحة فانهم لا يجلبون كل ما يرغبه المشترون أو يطلبونه وبدلا من ذلك فان الناس توصيهم على طلبيات محددة على امل جلبها عند عودة البائع المتجول ثانية ..ولأن الناس عندما توصيهم بشأن جلب سلعة ما لا تدفع لهم مقدما فان الكلام يدخل في اذن البائع ليخرج من الثانيه .. فلا يهتم به ..لكن احدى العجائز فلت في حضرة البائع صرة صغيرة في ذيل فوطتها ( خمارها) وسلمت البائع المتجول عملة معدنية تسمى ( قران ) وهي 20 فلسا واوصته ان يجلب لأبنها مزمارا ..فما كان من البائع الا أن اجابها مرتاحا وبصوت عال سمعه المتجمهرون : زمّر ابنج ياعجوز ..! بمعنى ان طلبيتها سيتم تنفيذها لأنها دفعت الثمن مقدما .. انا منذ اشهر أعاني الحرج فقد قرات دعوة ادارة الحوار المتمدن للتبرع ..ولكن كيف السبيل لأرسال المبلغ ..هل اشتري كارتات موبايل وأرسل رصيد .. ؟؟هو رصيد الموبايل في ربوعنا لا يعمل ..فكيف يعمل عندكم ..؟ هل اضع تبرعي على قطعة خشب وارسلها مرفقة بشمعة كما تفعل النسوة عندما ترسل نذورها في الفرات الى خضر الياس ..؟ مجرى الفرات ينتهي في الجنوب عند الفاو وقد ينتهي الأمر بتبرعي في مضيق هرمز ..ما العمل ؟..كيف ارسل التبرع ؟.. ماذا يضن بنا أخواننا ؟ ..هل نحن بخلاء الى هذا الحد حاشانا .. واخيرا وصل احد اصدقائي من الدانمارك في زيارة الى اهله في العراق ..تمام راح اسلمك القران قلت له ..قال ماذا تعني ..؟ قلت له: خذ هذه 125 ألف دينار عراقي دينار ينطح دينار حولها الى دولارات ستكون الحصيلة 100 دولار وتبقى بضعة آلاف من الدنانير مصاريف شحن وتامين ..وعندما تصل الى الدنمارك قم بارسالها الى الحوار المتمدن تبرعا مني ..تمنع الصديق والحق يقال عن اخذ المبلغ وسيدفع من جيبه ..قلت له : لا ..حتى اضمن تزميري ..ولا تنسى ان ان تسلم لي عليهم وتبلغهم بأن هذا عن عدد من السنوات ليس بخلا ولكن بانتظار بائع متجول يمر بالديار كي اسلمه مقدما كي اضمن التزمير ..أمس كتب لي صديقي يقول لقد سلمت المبلغ الى احد المصارف وكان 586 كونا ..كرونا تنطح كرونا ..تبرعا باسمك ..تمام يعني راح ازمّر من صدك .. لكن أمرا بقي في نفسي بودي معرفته .. بضعة كرونات صار اشهر أخطط لكي اسربها من العراق ولولا صديقي ماتكنت من التزمير فكيف يتمكن الفاسدون في العراق من تسريب مئات الملايين من الدولارات ..؟
#موسى_فرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟