محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)
الحوار المتمدن-العدد: 961 - 2004 / 9 / 19 - 11:24
المحور:
حقوق الانسان
الشبح أي التعليق من القدمين وربط اليدين وراء الظهر هي الطريقة المفضلة لدى أجهزة الاستخبارات الأردنية لتعذيب المواطنين في السجون وأقسام الشرطة في طول المملكة الهاشمية وعرضها، ولكن الحقيقة أن زبانية التعذيب في السجون الأردنية قادرون على خلق صناعة وطنية فريدة من نوعها وهي صناعة إرهاب المواطنين مع الأخذ في الاعتبار أن أجهزة أمن جلالة الملك الشاب عبد الله الثاني تتفوق على أخواتها العربيات في قدرتها الفائقة على عمل أرشيف كامل لكل المواطنين والمقيمين وأحيانا الذين يعبرون أراضي المملكة الهاشمية خاصة من المقيمين والعاملين في دول الخليج وفي المقدمة منهم المثقفون والمفكرون والإعلاميون.
صحيح أن القائمة الرسمية للذين حكم عليهم بالإعدام في عام واحد لا تزيد عن اثني عشر شخصا، لكن الأسوأ من الإعدام هو هذا الخوف الذي يغلف حياة المواطن الأردني، ليلا ونهارا، من جراء الترقب أن تقوم أجهزة الأمن باستدعائه إلى قسم الشرطة أو مكتب المخابرات العامة فيكتشف أن كل همساته وأعماله وهفواته واتصالاته منذ ولدته أمه مسجلة في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة في حياة الأردني إلا أحصاها. البيانات الرسمية تقول بأن الذين تم اعتقالهم خلال عام مضى لم يزد بفضل رأفة النظام وطيبة فلب جلالة الملك عن ألف وستمائة مواطن نال معظمهم نصيبه من الضرب والتعذيب والتعليق والإذلال، أما العدد الحقيقي فلا يعلمه إلا الله.
تتميز أجهزة الاستخبارات الأردنية بأنها تتعقب المواطن في البيت والشارع والمكالمات الهاتفية والبريد الالكتروني وصفحات الويب، ولديها معرفة تامة بالصحافة في الخارج وكل من يكتب فيها، وتتولى أيضا حماية الأنظمة المستبدة فهي تعيد أحيانا إرسال طالبي اللجوء السياسي من الليبيين والعراقيين إلى بلادهم وإلى مصير أسود ينتظرهم قد يكون الإعدام أهون منه كثيرا.
لهذا لم تحقق المملكة الأردنية الهاشمية أي انتصار عسكري على العدو الصهيوني طوال خمسين عاما فالتعاون الوثيق بين أجهزة أمن جلالته وبين الموساد لا يخفى على أي متابع، والحكومة الأردنية منذ عبد الله الأول إلى طلال مرورا بالحسين وانتهاء بعبد الله الثاني لم تر يوما واحدا في الكيان الصهيوني العنصري الاستيطاني عدوا حقيقيا للأمة إلا في فترات محدودة بضغط شديد من الشارع الفلسطيني أو القوى الإسلامية أو خلال فترة وجود جمال عبد الناصر زعيما للوطن العربي.
منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الإنسان الأخرى أبدت الاستياء والاحتجاج مرات عديدة على المعاملة الوحشية والمهينة التي تعامل بها أجهزة الأمن الأردنية مواطنيها،ولكن أليس الأردنيون مثل غيرهم عبيدا للحاكم يفعل بهم ما يشاء فيعذبهم أو يقتلهم أو يسجنهم أو يلقي بهم إلى ذئاب وكلاب المعتقلات؟ ومع ذلك فالملك يرجو إسرائيل أن تقبل مواطنيه عمالا لديها أو حتى جواسيس، وهل هناك فارق بينهم؟
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
http://www tearalshmal1984.com
[email protected]
[email protected]
Fax: 0047+ 22492573
#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)
Mohammad_Abdelmaguid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟