فاروق عطية
الحوار المتمدن-العدد: 3201 - 2010 / 11 / 30 - 20:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد أن هدأت الأمور لحد ما وانقشع غبار الحرب الضروس, أحب أن أوضح بعض الأخطاء فى تصريحات السادة المسئولين عن هذه المهزلة ومنها على سبيل المثال: قال د. مصطفى الخطيب رئيس المجلس المحلى لمحافظة الجيزة "إنني اجتمعت مع عدد من الأجهزة الشعبية تضم مسلمين وأقباطاً داخل المبني الخدمي الذي يتم ترخيصه والمكون من أرضي وثلاثة طوابق وتبين وجود مخالفات عديدة هندسية تشكل خطورة علي المبني, كما أوضح ان المحافظ اللواء مهندس سيد عبدالعزيز وافق علي رخصة الكنيسة وتحويل المبني أيضاً بشرط إيقاف العمل غير المناسب حفاظاً علي أرواح الاخوة الأقباط وتمت الموافقة في الجلسة التي تم عقدها مع الأقباط وهتف الجميع بصوت واحد يحيا الهلال مع الصليب إلا أننا فوجئنا بعكس ما تم الاتفاق عليه .. ورفض ايقاف الأعمال". كما قالت المهندسة ثناء الديب وكيلة وزارة الإسكان بالمحافظة "أن المبني الخدمي تم اصدار ترخيص له برقم 112 لسنة 2009 من حي العمرانية أرضي وثلاثة أدوار لخدمة الكنيسة الموجودة بشارع مراد إلا أن الحي لاحظ وجود أخطاء معمارية ومخالفات للرسومات وتم اصدار قرار بإيقاف الأعمال. أضافت ان حي العمرانية استجاب رغم تعداد المحاضر وان المحافظ قام بتشكيل لجنة علي أعلي مستوي لمعاينة المبني الخدمي علي الطبيعة وتبين وجود مخالفات عديدة". وقال المحافظ: "أن لجان الإسكان بالمحافظة فوجئت بأن بعض الإخوة المسيحيين يحاولون تحويل المبني الخدمي بالعمرانية إلي كنيسة وذلك عن طريق اقامة قبة لهذا المبني وسلم خارجي وحاولت المحافظة بشتي الطرق السلمية إثناءهم عن هذا إلا أنهم استمروا في محاولاتهم وأنه استضاف مجموعة من القساوسة بمبني المحافظة وتم التوصل إلي حل وسط بشأن المبني, وفوجئت المحافظة عقب ذلك باستمرار اعمال البناء المخالف وتغطية قمة المبني بغطاء يخفي ما تحته وقد حاولت قوات الأمن وقف هذه الاعمال بالطرق السلمية وطبقا للقانون إلا أن الإخوة المسيحيين رشقوا قوات الامن بالحجارة ومكونات البناء مما اضطر قوات الأمن للتعامل معهم". أكد مصدر أمني "أن المصابين الـ24 من الأقباط لم يتعرضوا لأي اعتداء من جانب قوات الأمن أو أي شخص من المسلمين, لكن ما حدث أنه بعد التجمهر أمام مبني المحافظة انتقل بعض المتظاهرين إلي موقع الكنيسة التي حدثت بسببها المشكلة وعند محاولة المصابين الـ24 دخول الكنيسة قام عدد من الأقباط, يصل عددهم إلي نحو مائة شخص, بإلقاء الحجارة والطوب الأحمر علي جنود الأمن المركزي الذين صدوا الحجارة عن أنفسهم بالدروع الواقية وتراجعوا للخلف بعيدا عن الكنيسة, بينما حاول المصابون من الأقباط الدخول إلي مقر الكنيسة فحدثت إصاباتهم من الحجارة التي كان يلقيها بعض العمال والمحتجين من الأقباط من فوق الكنيسة, وقد تسبب ذلك في مصرع مكاريوس جاد شاكر(19 سنة) طالب وإصابة24 آخرين و13 من ضباط وجنود الشرطة, ولم يتم إطلاق سوي قنبلة واحدة مسيلة للدموع وذلك أمام مبني المحافظة لمحاولة تفريق أكثر من ثلاثة آلاف شخص من المحتجين, وبعد إطلاق القنبلة لاذ أكثرهم بالفرار ولم يتبق منهم سوي14 شخصا هم الذين حاولوا الاعتداء علي رجال الشرطة واقتحام المحافظة". ويري السيد صفوت الشريف الأمين العام للحزن الوطنى أن ذلك كله ليس مبرراً لارتكاب أعمال عنف مبيتة ومخططة انتهت باعتداء علي رجال الأمن والخروج علي القانون الواجب احترامه والشرعية التي هي الملاذ والحماية لاستقرار الوطن وحصول أبنائه علي حقوقهم كاملة. وعبر عن أسفه لوقوع ضحايا بين الشباب.. والآسي لإصابات وقعت لأفراد من الأمن يقومون بواجبهم الوطني. ويعبر الحزب عن رفضه لكل خروج عن الشرعية ويثق أن الحقيقة في أيد أمينة في النيابة العامة وما أعلنته في هذا الشأن. وثقة أكبر وأوسع في تقدير الشعب مسلميه ومسيحيه في مواجهة كل محاولات إثارة الفتنة ووأد كل محاولات اصطناع مواقف ومصادمات يمكن أن ترتبط بالمشهد السياسي.. ومصر علي أبواب انتخابات مجلس الشعب.
ولتصحيح هذه الأخطاء فى تصريحات السادة المسئولين نقول لقد جرت العادة عندما يُطلب ترخيص بإقامة كنيسة جديدة ومنعا للتعقيدات المعروفة يوافق السادة المحافظون ( إذا وافقوا) على أن يكون التصريح بإقامة مبنى للخدمات يحول فيما بعد إلى كنيسة, وهذا ما تم بالضبط, وبدأت المشكلة حين طلب الدفاع المدنى بعد المعاينة إنشاء سلالم إضافيه لزيادة الأمن والسلامة لأن السلم القائم حسب الرسم يعوق سلامة المصلين فى حالة الخروج الاضطرارى وفعلا استجابت الكنيسه, هنا وقعت الواقعة وقرعت القارعة, كيف تتجرأ الكنيسه وتنشئ إضافه غير موجوده بالرسم الهندسى المقدس الصادر به الترخيص؟ على ذلك منعت السلطات الاستمرار فى البناء, وأفرغت أربعة خلاطات مليئة بالاسمنت مما ترتب عليه خساره أربعه ألف من الجنيسهات, هى ثمار كفاح وعمل وتضحيه من قبل قوم مصريين حتى لو كانوا مسيحيين. لجأ أصحاب الحق من الأقباط إلى السيد المحافظ الذى أبدى تعاونه وموافقته على التقدم بطلب جديد لتحويل مبنى الخدمات إلى كنيسة وأصدر تعليماته بتعديل مبنى الخدمات الصادر به ترخيص رقم 112 لسنة 2009 إلى مبنى كنيسة، بعدها صدر قرار من رئيس الحى بوقف الأعمال وإزالة المخالفات مما أثار أهالي المنطقة, وتجمع المتجمهرون بجوار المبنى خشية قيام الحى بأى أعمال ضده, واستمرت المشكلة من 11 نوفمبر بدون حل حتى اندلعت الأحداث والاشتباكات.
أما القول بأن الأمن قد استخدم الطرق السلمية ولم يلق غير قنبلة واحدة مسيلة للدموع فهو قول كاذب كشفته عدسات التصوير بالعديد من القناوات التلفزيونية التى أظهرت استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين العزل وظهور العشرات من فوارغ القنابل المسيلة للدموع التى ألقيت على الشباب المحيطين بالكنيسة لمنع الاعتداء عليها. أيضا تقرير الطبيب الشرعى عن وفاة الضحية الثانية وهو ملاك ميخائيل سليمان 25 سنة أنه مصاب بطلق تارى على الظهر نفذ من البطن وأحدث تهتكا بالكبد والكلية اليمنى, وهو ما يثبت أن الأمن قد استخدم الزخيرة الحية فى اعتدائه. لقد كانت موقعة حربية استخدمت فيهاقوات الأمن المركزى والشرطة بالمدرعات والعربات المصفحة والأسلحة المطاطية والنارية وكان ينقصها الدبابات وسلاح الطيران. كما أن التقديرات بعدد المصابين والمقبوض عليهم هى غير حقيقية حيث أن عدد المصابين من المسيحيين هم 67 مصابا (كثير منهم تحت الإنعاش) وعدد المصابين من الشرطة هم 6 أفراد فقط وعدد المقبوض عليهم 197 فردا.
أما تعليق صفوت الشريف أمين عام الحزن الوطنى فهو تعليق منتظر من أمثاله بتاريخه المعروف منذ أن كان يعمل بالمخابرات كقواد ومحرض على الفسق كمصيدة لمن يريد تجنيده وحتى وصوله لهذا المنصب بالتملق والملحسة فلا لوم عليه أو على الحزن الوطنى الذى لا هم له غير التخلص من المسيحيين والقضاء عليهم بالقتل والتشريد أو التهجير. وللحقيقة فأن أصابع الحزن الوطنى فى هذه الكارثة واضحة خاصة فى هذا الوقت قبيل الانتخابات, وهى رسالة موجهة للأخوة المسلمين المغيبون والمنومون دينيا تحت تأثير المحظورة, حتى يثبت الحزن الوطنى أنه أكثر أسلمة للحكم من المحظورة وأنه قادر على ردع المسيحيين أكثر مما قد يقوم به الأخوان, وقد وصلت الرسالة وأتت أكلها أكثر مما توقع الحزن الوطنى ولم ينجح أحد من المحظورة فى الانتخابات.
#فاروق_عطية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟