|
اشتروا جزيرة لتأويكم وسموها سورية الأسد: باليقظة لا بالحلم أنصحكم
خالد المريز
الحوار المتمدن-العدد: 961 - 2004 / 9 / 19 - 11:19
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
عندما رأيته عن قرب أدركت أن كل شيء يختلف عما كنت أراه على شاشة التلفزيون، فذلك الطويل، ذو الرقبة الطويلة، أزرق العينين ليس إلا قزماً يقف أمامي.. عينه اليمنى ترف وكأنها ستغمض نصف إغماضة أو كأنها تقسر على التفتيح، رأسه مبسط من الخلف (مما ذكرني بتفصيلة رأس مورثه المقذعة للنظر)، أما الرتب والنياشين والميداليات على بذته العسكرية فرأيتها تماماً مثل قطع صغيرة ملونة براقة جمعها معتوه أهبل ووضعها على صدره وكتفيه اعتقاداً أنها ستعطيه الهيبة... لم أدع تفكيري يسرح طويلاً حيال هذه المفارقة بين صورة "الحاكم" على شاشة التلفزيون وبين حقيقة هذا "المخلوق" الذي يقف أمامي مطأطأ الرأس، بين الذي يحاكم الناس بتهمة المساس بهيبته وبين من أمامي بلا هيبة أو هيئة إنسان.. فبادرت بالكلام: "ارفع رأسك يا هذا وانظر في عيني". تلكأ قليلاً ثم رفع رأسه بتثاقل ونظر في وجهي...قلت له: "والآن!؟" بقي ساكتاً... فقلت: "اسمعني أيها المخلوق... الانتقام ليس من طبعي، ولا أحب إراقة الدماء، ولا أحب العيش مع الماضي الأليم، وعلى الصعيد الشخصي جداً جداً جداً لست سادياً ولا مازوخياً، ولست كذا ولا كذا ولا من اللي بعلمك منهم... فاطمئن من ناحيتي، ولكن ما سيزعجك حقاً أن خارج هذا المبنى يقف على نار كل من هو نقيضي؛ ففي الخارج ينتظر من يريد الانتقام لأمواته وكذلك من أقسم على جعل لحمك مرتديلا للقطط البرية وعظامك مرقة للكلاب الداشرة، وهناك في الخارج من يريد إلباسك تنورة وحمالة صدر ويجبرك على أن ترقص على الوحدة والنص على أنغام (هزي يا وز) و(سلامتها أم حسن) ليلاً نهاراً وإن تلكأت في الرقص أو أخطأت (بين التك والدم) سيضع بنزين (عراقي من النوع الممتاز) على مناطق معينة من جسدك...(يا ويلتاك من ذلك)، وهناك أم ثكلى تحتفظ بصورة ألصقتها على جسدها وعلى اللحم مباشرة و ليست صورة ابنها بل صورة مجندة أمريكية (لا أعرف لماذا...!)، وكذلك ينتظر من يريد أن يفحص بروستاتك بوسائله الخاصة وهناك في الخارج الكثيرين ممن سيجعلونك عبرة في التفنن بمعالجتك ولم يبوحوا بما يخبئونه لأنهم لا يريدون أن يسبقهم الآخرين إلى ذلك... " وأنا أتكلم رأيت القزم ينفرك أمامي وكأنه يريد الخلاص ولا يعرف ماذا يفعل! أوكأنه يريد قول شيء ما لكنه لا يستطيع...! تابعت الكلام: "اسمعني يا بشبوش، والنصيحة من جانبي مجانية أيها الغلام بعد أن كانت عند العرب بجمل: نصيحتي لك أن تنجو بجلدك قبل أن يصل هؤلاء وبعضهم يحمل عدة الرقص وعلبة البنزين وأسلاك الكهرباء والكابلات والدواليب والبعض أحضر الكرسي الألماني خصيصاً لك، والبعض الآخر يحمل السواطير ومعها البهارات والثوم من أجل مرتديلا القطط البرية ومرقة الكلاب... نصيحتي لك واسمعها جيداً: لقد سرقت أنت وأبوك وعمك وعائلتك وابن خالك وابن عمتك وأبو فراس وأبو جمال كل خيرات البلد وأموالكم لا تحصى.. فأنا أساعدكم على الخروج من الباب السري كي لا تراكم الحشود وأساعدكم في الهرب إلى خارج سورية عن طريق العراق .. فاذهبوا إلى مكان آخر وخذوا معكم كل ما يطيب لكم .. وأنا من جهتي اتفقت مع سائق تركس أن يقتلع القبور التي تريدون أخذها معكم لأنني لا أستطيع ضمان أن يدعها في مكانها أهالي وذوي من لم تعرف قبور لموتاهم.. لا أستطيع منعهم من الهجوم على قبور موتاكم لنبشها والتمثيل حتى بالعظام المتبقية من موتاكم.. وبرأيي أن أفضل ما تفعلونه هو أن تشتروا جزيرة في مكان ما من العالم بجزء يسير جداً جداً من الأموال التي سرقتموها من سورية واجعلوا من تلك الجزيرة بلدكم، بها أعيدوا دفن رفاة موتاكم بعد أن أقسم أهالي من لم يروا قبور أولادهم أن لا قبر لكم سيبقى في أرض سورية التي ستتطهر منكم (أحياء وأموات)، في الجزيرة التي ستقيمون بها احكموا بعضكم بعضاً وأعلنوا قانون طوارئ وقسموا أراضي الجزيرة تلك إلى مناطق سموها دمشق وحلب وادلب وحماه وحمص واللاذقية وجسر الشغور وبين فترة وأخرى اهجموا على حماه وحلب كي ترتاحوا نفسياً... ولا داعي لأن تأخذوا معكم ابراهيم حميدي ورزوق الغاوي لأننا لا نريد سماع أخباركم بعد الآن.. ولا تعتقدوا أنني لم أسأل لكم دول الخليج العربي إن كان أحد على استقبالكم والجميع رفضوا قائلين لا مكان "للرجعية العربية" بيننا هذا ما أصبحتم تعرفون به في الخليج... ولكن الوحيد الذي أضاف كلاماً آخر كان الشيخ زايد حفظه الله ودام ثراه فقد قال لي: "يا طويل العم آني أكبلهم الحين إذا طرشوا الحريم قبلهم وآني آخذهم وياي للصيد هَم سوا سوا نرتاح في الخيمه.." فما رأيك؟ هذه نصيحتي باختصار... لا تتجاهل ما حصل لصدام حسين المجيد حين عُرضت عليه فرصة النجاة والعيش في مكان آخر ورفض، فصدام كان في وضع أفضل و كان في العراق ذو المساحة الكبيرة ومع ذلك لم يستطع جحر الفأر تخبئته أكثر من فترة قصيرة وأما أنت فلن يكون لك مجال للنزول إلى جحر فأر...
فجأة استيقظت على صوت جارنا يرفع صوت الراديو ... مددت رأسي من الشباك وقلت للجار لماذا فعلت ذلك فقد أيقظتني من حلم جميل ... فأجاب على السريع: بما أنني أعرف أحلامك قررت أن أرفع صوت المذياع لأسمعك أن أحلامك ربما أصبحت قريبة من أن تتحقق. تل سنون
#خالد_المريز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حلم سوري 3 ميراج طيارك هرب يقول ما أقوى العرب
-
حلم رقم 2 وبلاغ مدني رقم واحد من دمشق
-
المخابرات السورية ستتشوق لتفسيره لي ولكننا لسنا مسؤولين عن أ
...
المزيد.....
-
قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد
...
-
حدود العراق الغربية.. تحركات لرفع جاهزية القطعات العسكرية
-
وقف الحرب في لبنان.. فرص الاتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض
...
-
أرامكو ديجيتال السعودية تبحث استثمار مليار دولار في مافينير
...
-
ترامب يرشح أليكس وونغ لمنصب نائب مستشار الأمن القومي
-
بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش
...
-
Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
-
-القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
-
-المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
-
إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|