الأزمة المالية تضرب ايرلندا

رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 3201 - 2010 / 11 / 30 - 13:01
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

الأزمة المالية تضرب ايرلندا
مظاهرات حاشدة ضد الإجراءات الحكومية

رشيد غويلب

تعيش ايرلندا أزمة مالية اقتصادية حادة، تؤكد استمرار الأزمة المالية العالمية وامتداد تأثيراتها لتشمل المزيد من البلدان الأوربية، فقد شهدت العاصمة الايرلندية دبلن يوم السبت 27 تشرين الثاني تظاهرة حاشدة ضد إجراءات التقشف التي ستتخذها الحكومة،" لمعالجة الأزمة" والتي سيتحمل نتائجها أساسا ذوي الدخل المحدود.

لبى أكثر من مئة ألف ايرلندي نداء النقابات العمالية للتظاهر ضد ما يسمى ببرنامج الإنقاذ وما يرتبط به من هجوم على دولة الرفاه الاجتماعي ومستوى معيشة الفئات الاجتماعية العاملة في ايرلندا، وقد سبقت هذه التظاهرة تجمعات وتظاهرات محلية، طالب خلالها المتظاهرون بتنظيم إضراب عام وقد شهدت هذه التحركات مساهمات طلابية متميزة.

انتهت التظاهرة إمام بناية البريد المركزي وهو نفس المكان الذي شهد تلاوة بيان الاستقلال قبل أكثر من تسعين عاما حينها رأى" James Connolly" احد واضعي البيان، إن الاشتراكية هي الحل الوحيد لايرلندا حرة من الاستغلال الامبريالي ولو كان اليوم حيا لأكد صحة ما طالب به سابقا.

سيقدم الاتحاد الأوربي وصندوق النقد الدولي 85 مليار يوروه "لمساعدة" ايرلندا وقد شهدت الأيام الأخيرة عمل محموم لإتمام الصفقة التي ستعني بشكل لا يقبل التأويل فقدان ايرلندا لاستقلالية قراها الاقتصادي وستكون ملزمة بالحصول على موافقة مسبقة من الاتحاد الأوربي وصندوق النقد الدولي على أي إجراء اقتصادي تتخذه مستقبلا، بالإضافة إلى التزامها بتنفيذ حزمة من إجراءات التقشف الصارمة والتي سيتحمل الشعب الايرلندي تبعاتها القاسية المتمثلة بتسريح جموع من العاملين والالتزام بادخار 15 مليار يورو خلال الأربع سنوات القادمة، عشرة مليارات يجري توفيرها من خلال الخفض الحاد للإنفاق العام وخمسة مليارات يجري استحصالها بفرض ضرائب جديدة على التاس، كما تتضمن الإجراءات المفروضة خفض الحد الأدنى للأجور بنسبة 12% لتصبح 7,65 بدلا من8,65 يورو كما يجري خفض رواتب العاملين في الوظائف العامة ومضاعفة أجور الدراسة لتصبح 6 ألاف يورو سنويا بدل من 3 ألاف كما ستعود الحكومة لفرض أجور على الماء و الخدمات العامة، وهو ما فشلت بفرضه سابقا على اثر معارضة شعبية واسعة.

بعد انتهاء التظاهرة جرى تجمع ضم ثلاثة الاف مشارك تحدث فيه " Joe Higgins " من الحزب الاشتراكي واحد المشاركين في تحالف يساري ينوي في الانتخابات القادمة طرح بديل اشتراكي، وقد نال هذا المشروع اهتماما واسعا من الإعلام الايرلندي، وجرى نقل وقائع المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه تأسيس هذا التحالف عبر شاشات التلفزيون.

الأزمة تلف الحكومة الايرلندية بعد انفضاض عقد التحالف الحاكم بين الخضر و المحافظين وتعالي الأصوات المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة ولا ينفرد الاشتراكيون اليساريون بهذه المطالبة بل انظم لهم القوميون الايرلنديون الذين يتطلعون للفوز في حال إجراء انتخابات مبكرة، لذا فهم يدرسون إمكانية طرح الثقة بالحكومة الحالية في البرلمان، وتشير استطلاعات التي جرت مؤخرا إن الحكومة تفقد باستمرار ثقة المواطنين الذين طالب 67% منهم بعدم تسديد الديون ن كما يرفض ثلثي الذين شملهم الاستطلاع إجراءات الحكومة التقشفية.

بالرغم من كثرة التصريحات التي يطلقها قادة السياسة و الاقتصاد في البلدان الرأسمالية، إلا إن وزراء مالية دول الاتحاد الأوربي ناقشوا آلية إنقاذ دائمة وتشير مصادر دبلوماسية إلى توصل ألمانيا و فرنسا إلى اتفاق بشان وضع آليات دائمة لمواجهة الأزمات بعد عام 2013 حيث تنتهي رعاية الاتحاد الأوربي لإنقاذ اليورو، وهذا ما يؤكد استمرارية الأزمة والضغط الذي تولده على المعنيين لدراسة الأوضاع في البرتغال و اسبانيا التي تقف هي الأخرى على بوابة أزمة مالية و اقتصادية عميقة قادمة.
.

صورة للمظاهرات التي اجتاحت دبلن في السبت الماضي

#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات