أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هادي الخزاعي - أسئلة غير محرمة للمناضلة الرفيقة سعاد خيري















المزيد.....

أسئلة غير محرمة للمناضلة الرفيقة سعاد خيري


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 961 - 2004 / 9 / 19 - 11:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


سيدتي الفاضلة المناضلة، سعاد خيري ، السيدة التي خاضت النضال السياسي طوال عمرها الطويل، والتي قدمت من خلاله للشعب العراقي، الكثير من الجهد والتضحية، وهي تجاور وتحتضن حقيبة أوراق الحركة الشيوعية في العراق، المناضل الشيوعي العراقي الفذ الراحل زكي خيري لأكثر من نصف قرن بلا كلل أو ملل, وان مساهماتك الفكرية الواعية، والتي سبق وأن قدمتها بهيئة كتاب، أو مقالات، كانت زاد للكثير ممن كانوا يتعاطون السياسة في العراق، وقد كانت ولا تزال مرجعا أكاديميا وسياسيا وتاريخيا لمن يريد أن يطلع على التاريخ السياسي للعراق عبر عهوده المختلة، من الملكية الى عهد جمهورية الخوف الصدامية.
لم أواجه أي صعوبة في الفهم وأنا أقرأ كتابتك التحليلية المطلبية النقدية( أنقذوا الشعب العراقي من الأبادة معركة الشعب العراقي ضد الأحتلال الأمريكي هي معركة البشرية ) التي أطللت بها علينا مشكورة، من بوابة الحوار المتمدن في 17/9.
لقد أحيت فيّ هذه الكتابة(المنشور) صورة المطبوعات الحزبية التحريضية التي كانت يجري تداولها في دهاليز النضال السري والغرف محكمة الأغلاق، خوفا من السريين (رجال الأمن في العهد الملكي), ومن الأمن والمخابرات والأستخبارت... ألخ في العهود الجمهورية التالية للعهد الملكي.
قراءتي الأولى كانت مضمونية عامة، وذلك لألم بما جاء فيها. وكانت ردود فعلي على ما قرأت أيجابية، فقد تفاعلت حواسي الأنفعالية العاطفية مع جوهر الموضوع ومع العديد من مفرداته مثل : - الأمبريالية الأمريكية،الشعب العراقي، ثورة 14 تموز 1958، الهيمنة الأمبريالية، مكافحة الأمبريالية، أمجاد تاريخية، مدججة، تصعيد نضال الجماهير، العولمة الأنسانية، القيادة السياسية، كل وسائل الكفاح، معركة الشعب العراقي هي معركة البشرية، والكثير من المفردات التي تشحذ العواطف، فنقلتني هذه الشحنات الروحية الى ما كنت عليه منذ قرابةالعشرة اشهر، وبالتحديد المكاني، في القاعة العامة لمقر الحزب الشيوعي العراقي في بغداد مع حشد من الحضور ونحن نصغي وبكل حماس وانتباه لمحاضرة سياسية عن العولمة للمناضلة الكبيرة السيدة سعاد خيري كما جاء في الأعلانات التي مهدت لهذه المحاضرة. أستقبل الحضور المناضلة سعاد خيري بالتصفيق الحار، كيف لا وهي التي تحمل على غضون وجهها أحتراقات سني النضال ضد عسف الملكية ومتاهات جمهوريات الخوف!
قلت في داخلي، وهي تخطب في الحضور بدل التحدث اليهم، لقد نسيت نفسها هذه الأنسانة الأصيلة، فمنذ عقود لم تألف هذا الألتحام بالجماهير، هذا الألتحام الذي لا يحسه الا من أنقطع عن الجماهير أوالعكس، فأستحالت الندوة الفكرية بعد زمن وجيزالى حفل خطاب سياسي حماسي من قبل المحاضرة، أفقد الكثير، وأنا منهم، متعة الأستماع لمحاضرة يفترض أن تكون محاضرة أكاديمية فكرية مهمة الموضوع، الذي هو موضوع العولمة.
هذا التحليق في فضاء التداعي القريب، جعلني في قراءتي الثانية للموضوع، وعادة ماتكون لدي هذه القراءة ذات بعد نقدي، وهذا الأسلوب كنت قد أعتدته في منهجتي للقراءة من خلال دراستي للمسرح.
توقفت في قراءتي الثانية عند جملة أفكار أطرحها على المناضلة والمفكرة سعاد خيري بصيغة أسئلة، أطمح أن أجد لها أجابة ، أن اسعدني الحظ وقرات هي هذه الدعوة، واود أن أشير بأنها أسئلة بريئة، وفي ذات الوقت هي اسئلة غير محرمة.
1 - ألا تعتقدين أن المصطلح " الأبادة التي يتعرض لها الشعب العراقي.. " الوارد في أكثر من مكان في كتابتك مبالغ فيه، والغاية منه التحريض، والعودة بنا الى مفاهيم سياسية مؤدلجة، شاعت أيام الحرب العراقية الأيرانية القذرة. واذا كنت مقتنعة بما تبشرين به، فبماذا تسمين ما كان يجري للشعب العراقي في العهد الصدامي المنهار أيام جبروته وحتى في ساعات ضعفه وأنهياره؟!
لا أريد أن أقول أنك تريدين أن ننسى موتانا الذين تلقطنا بصعوبة أسماءهم من البقايا المتهرئة من ملابسهم أو من أدواتهم الشخصية المدفونة مع أكوام الجثث في تخوم المقابر الجماعية، كالقلم أو النظارة أو المسبحة أو خواتم الزواج القليلة التي وجدت ، أو رضاعات الأطفال، أو من الأسماء والكلمات التي زينت جدران مئات الزنزانات رغم حملات تنظيف السجون سيئة الصيت التي برع بها الطاغية الصغير قصي، ناهيك عن الذين أبتلعهم غياهب النظام الصدامي، وعدد منهم كانوا أقرب اليك مني!
لكني أقول بأن قراءتك تلك كانت ناقصة، ربما لآن قطارك قد توقف في محطة قصية خالية من النوافذ الا من واحدة لا تسمح برؤية اليقين .
2 - " أن معركة الشعب العراقي هي معركة البشرية من اجل تحررها من العولمة الرأسمالية والهيمنة الأمريكية، هي معركة حياة أو موت ليس للشعب العراقي فقط بل وللبشرية عموما، ويتوقف نجاحهاعلى قدرة الشعب العراقي على خلق قيادة سياسية واعية..." .
أيخجلك يا سيدتي أن تضيفي أن معركة العراقيين الأن هي أيضا ضد القوى الظلامية والسلفية المتشدقة بالدين التي ترهب العراقيين في كل منعطف بسيارة مفخخة أو قذيفة هاون، أو لغم أعمى مزروع على ناصية أو طريق، وأن المعركة أيضا ضد بقايا النظام المقبورمن مخابرات وأمن وبعثيين ومستفيدين ومجرمين وقتلة ولصوص قد ربى فيهم صدام هوس الذات والأستعلاء؟!وهؤلاء هم وحدهم الذين يخوضون معركة الحياة والموت المجاني، ولكنهم يخوضونها ضد الشعب العراقي وضد مستقبله.
3 - وبنفس السياق أسألك، وأنت العا رفة بكل التفاصيل والأنسجة التي يتشكل منها الهلال السياسي العراقي قبل وبعد سقوط النظام البائد، هل هناك من بقي خارج السرب ليغرد غير البومات والغربان؟! فمن أين ياتي الشعب العراقي بالقيادة السياسية الواعية التي تشترطيها للنجاح في معركة البشرية الطوباوية، أمن الغربان والبوّم التي تنعق خارج القفص العراقي رغم ابوابه المشرعة للرائح والغادي، أم أن هناك غيرهم ممن تختمر
بهم ذاكرتك؟! قوليها بوضوح الخبير السياسي حتى نقلد(نتبع).
ثم قليلا من التريث في الأنشاء يا رفيقتي الغالية عند صياغة الخطاب السياسي، فخيارات الناس في عصرالعولمة الحداثية، كثيرة. وهي قد ملت أو ستمل من مفردات عسكرة الخطاب السياسي كالصراع والمعركة والمدججة والأبادة, سيما وأن أساليب النضال باتت أقل تكلفة وغلضة مما كانت علية في زمن المفارم البشرية وأحواض التيزاب وتفجير الشباب بالديناميت وأغتصاب النساء أمام ذويهن وغيرها مما تعرفين.
ومع كل ذلك فالأنتخابات العراقية على الأبواب، وعند ذاك (أبو كريوه يبين بعبرة الشط) ولتنتصر معركة البشرية.
4 - أنني مثلك أعيش في المنفى الأوربي وعلى مقربة من مرابع فصائل العولمة الأنسانية، وعلى حد معرفتي الوثيقة جدا بالقوى المحركة للتظاهرات التي جرت ضد الحرب في 15 شباط عام 2003 على الأقل في البلد الذي اعيش فيه (هولندا)، أن دواعي هذه التظاهرات السلمية جدا كانت وقفة ضد الحروب واسلحة الدمارالتي تزمع الأمبريالية أستعمالها، سواء أكانت هذه الحروب استباقية أو ستراتيجية وفي أي بقعة من العالم، وليس العراق على وجه التحديد، واذا كنت تقصدين بهذه الفصائل " العولمة النسانية " التي هي على غرار فصيلة غالوي أو مصطفى بكري أو عطوان او المسفرأوالفنانة فيفي عبدو والفنان محمد صبحي وبقية قابضي كوبونات النفط، ومجموعة الدروع البشرية التي أستضافها النظام البائد، فعلى العولمة الأنسانية الحقيقية السلام .
وسؤالي بهذا الصدد، هل أن سحب البساط من تحت أقدام الواقع، يجهز للشعب العراقي محطة انتظار كودوية كتلك التي خلقها الكاتب المسرحي صمؤيل بيكت في مسرحيته " في أنظار كودو"؟!
5 - " لقد هب الشعب العراقي لمقاومة الأحتلال.... ولكن المقاومة بقيت بدون قيادة سياسية واعية تضع لها ستراتيجيتها وتصونها من الأختراق....." عن أي مقاومة تتحدثين يا سيدتي ؟! ربما اعذرك لو كانت كتابتك هذه قبل سنة من الآن، ولكنك تتكلمين عن اليوم.. اليوم الذي يتشضى فيه العراقيين بقنابل وراجمات وأجساد من تسميهم مقاومة، ثم ما هي حكايتك مع القيادات السياسية غير الواعية ! فلا للأحزاب والقوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والعشائر والنقابات والشخصيات الوطنية المستقلة التي ضمها المؤتمر الوطني العراقي قيادة سياسية واعية، ولا مقاومتك العراقية البطلة، حاملة راية الحرب الكونية الأخيرة، هي الأخرى بلا قيادة سياسية واعية، فمن أين يأتي العراقي بقيادة واعية؟! ألا أللهم ناتي بالضرورة التاريخية أبو المعارك، حارس البوابة الشرقية، الفذ صدام حسين، ليشن من جديد حربا ، ولا استبعد أن يطلق عليها اسم " أم العوالم الأنسانية "على غرار أمهات المعارك.
أما كان جديرا بك يا سيدتي أن تدققي في كتابتك، لاسيما وانها ليست خطابا لا تستطيع فيه أن تتلافي زلات اللسان.
معذرة رفيقتي العزيزة لو انني اكثرت من عقلي في الأسئلة التي لا أراها محرمة ، أنها أسئلتة صافية ومخلصة خالصة، خالية من التربص، أريد بها ان لا التبس، فالأجابة عليها حجر ارجم به من لا يسمح للآخر أن يقول أوأن يكون، ولك محبتي.



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سكاكين مثلومة؟! تضامنا مع الكاتب يوسف أبو الفوز
- مكاييل عربية!؟ القوات السورية في لبنان والقوات متعددة الجنسي ...
- مكاييل عربية؟! حسين الحوتي ومقتدى الصدر نموذجا
- عراقيامطلوب أشراك الجماهير الشعبية في أدانة سارقي قوتها وأمن ...
- خرف العمر يا سعدي يوسف أم جفاف القريحة؟!
- هل سيكون الأول من تموز ميلاد جديد للعراقيين؟
- - يا رفاق الفكر والدم ناضلو....أحنه وأنتوا بدرب فرج الله الح ...
- الشهيد الشيوعي الفنان التشكيلي العراقي معتصم عبد الكريم
- من يعوض العراقيين عن قتلاهم؟
- الجلبي وتحت موس الحلاق
- الباججي و يا مغرب ، خرب
- الحكومة الجديدة، مشروع للضمير العراقي القادم
- المؤتمر الوطني للسلم والديمقراطية في العراق،تأسيس لعراق المس ...
- قاسم عبد الأمير عجام مثقف عراقي قتله حلمه الذي رواه بحب
- الفشل المصري الذريع في أحتضان كأس العالم 2010 فشل سياسي مخزي
- قذارة أن تمتهن كرامة الأنسان
- الطبقة العاملة العراقية - سرد تأريخي غير موثق
- العراق.. سيزيف بثوب جديد - هذيان الفرح والحزن
- الشاعرالفريد سمعان يا لجين يطرز الجبين - من وحي المناسبة
- مؤتمر المصالحة الوطنية العراقية ـ أربيل خطوة الألف ميل الصحي ...


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هادي الخزاعي - أسئلة غير محرمة للمناضلة الرفيقة سعاد خيري