|
صرخة شط العرب تصل الى كارون
محمد حسن فلاحية
الحوار المتمدن-العدد: 3200 - 2010 / 11 / 29 - 22:01
المحور:
حقوق الانسان
دائماً مشاكلنا تتحدد بالقضايا والهموم السياسية والاجتماعية والثقافية متناسين أو متجاهلين القضايا البيئية والطبيعية التي هي بالاساس تشكل حجر الزاوية في نمو مجتمعاتنا وأجيالنا بشكل طبيعي وصحي فبين أهم المشاكل التي تتعرض لها بلادنا العربية النقص الحاد في مصادر المياه وهي تعتبر من أفقر بلاد العالم من هذه الناحية . لكن أهم من نقص المنسوب في المياه أرى أن الملوثات التي تدخل هذه المصبات هي تفوق مشكلة فقر المياه إذا أضفنا الى ذلك عدم إكتراث الكثير من المنظمات والجمعيات الناشطة في هذا الخصوص وبالاساس نحن نفقد لمثل هذه الجمعيات الاهلية التي تعنى بالبيئة وما تتعرض له من مشاكل حيث أنها بالواقع نتيجة إهمال وعدم إكتراث في السياسات الحكومية والتوعوية للحفاظ على مقدرات شعوبها . من بين أهم المشاكل البيئية التي تتعرض لها منطقة الشرق الاوسط هي يجري لشط العرب وكارون على حد سواء من نقص حاد في منسوب المياه وتحويل هذا الممر المائي الستراتيجي الى مستنقعاً لرمي النفايات والمخلفات الصناعية ومياه البزل التي جاءت نتيجة مشاريع قصب السكر والتي هي مشاريع سياسية وليست اقتصادية الهدف منها التحكم بالمنطقة من الجانب الايراني الذي عمل طيلة ثلاثة عقود على تدمير البيئة في الاحواز بدءاً بالحرب التي استمرت لثماني سنوات والتي عمل النظام الايراني على استغلالها لتدمير المنطقة بدءاً بجرف النخيل في منطقة الاحواز لأن النخيل بالنسبة للعرب هناك بمثابة هوية والنخلة هي رمز وجود العرب إنتقالا الى تدمير المياه عبر دمجها بالملوثات الصناعية وتحويل مياه تلك المنطقة الى عمق نجد إيران لتتحول منطقتنا الى جسد هامد لا ترى فيه الحياة وصولاً الى التصحر وسياسة فرض أمر الواقع ليتحكم بالمنطقة على أنها مجرد سلة مهملات بعد ما كانت قبل أكثر من ثلاثة عقود فردوس الله على الارض بنفس الدرجة من عدم الاكتراث تتحملها الجهة العراقية لشط العرب والتي عانت من ثلاثة حروب مدمرة قضت هذه الحروب على البيئة المائية وبيئة الاهوار وشط العرب والى الان فالحكومة العراقية بعد 8سنوات من احتلال العراق فنظرتها لمعاناة شط العرب وأهله نظرة خجولة . لاحظ هذه العناوين لتعرف حجم الكارثة في شط العرب وكارون و ما أعقبها " الملوحة وصلت مياه شط العرب بالعشار والفاو مدينة منكوبة والبصرة توشك على كارثة بيئية ، تشير التقارير الرسمية إلى أن نسبة الملوحة في مياه شط العرب عند نقطة السيبة (50 كلم جنوب البصرة) تجاوزت 28 ألف جزء من المليون،وتتجاوز الرقم هذا عند نقطة الفاو ،فيما يجب أن يكون المعدل المفترض والمسموح به هو أقل من 500جزء من المليون، إذ ان المعدلات في مياه البحر تتراوح بين الـ 38-48 ، كارثة سببها إيران ، لأول مرة تصبح إيران الدولة الأكثر كرها عند البصريين بسبب كارثة شط العرب " يرى البعض من المختصين في مجال البيئة بأن السبب وراء تلوث مياه شط العرب و وصول الماء المالح الى العشار في البصرة يعود الى أن إيران حولت مصب نهر"الكارون" إلى داخل أراضيها، وبسبب شحة الماياه المتفاقمة في نهري دجلة والفرات ،والتي بلغت ذروتها خلال الصيف من عام 2010 فإن البصرة مرشحة لوقوع كارثة إنسانية حقيقة، فماء البحر يسير نحو الشمال من شط العرب ،إذ وصل الماء المالح الى منطقة العشار -مركز مدينةالبصرة- . وما كانت تعاني منه القرى والقصبات في مدينتي السيبة والفاو، صار واقعا في البصرة بشكل عام، فمحطة ماء البراضعية وهي واحدة من أكبر المحطات التي تغذي مركز المدينة والضواحي القريبة منها تضخ الماء المالح مباشرة من شط العرب للبيوت . أثناء كل هذا فإن هنالك خبر يثير السخرية وهو بأنّ الكويت تتقدم للعراق بمشروع إسقاط ديون هذا البلد مقابل فائض مياه شط العرب فهل بقي ماء لشط العرب لكي يتم تقديم هذا الطلب وعقد الصفقات عليه . هنالك من يصرح بأن انخفاض منسوب شط العرب من المياه يعود الى أسباب انخفاض منسوب المياه في دجلة والفرات وهو بالنتيجة ينسب الى "سياسات تركيا وسوريا المائية وعدم توفير حصة العراق المائية المتفق عليها". وتؤكد المصادر بأن "إقامة السدود داخل محافظات العراق وتحويل الإيرانيين لمجرى نهري الكارون والكرخة اللذين يصبان في شط العرب إلى داخل الأراضي الإيرانية ساهمت هي الأخرى في تفاقم الأزمة". ففي كل الحالات هنالك أزمة بيئية حقيقية تصيب سكان محافظة البصرة جنوب العراق وكذلك سكان محافظة الاحواز جنوب إيران فمناشدتي للناشطين في مجال البيئة والجمعيات المعنية أن يهبو لنصرة الناس هناك والبيئة لما تعنيه الكلمة من معنى قبل فوات الاوان .
#محمد_حسن_فلاحية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفاشيون في إيران ومحرقة كتب التاريخ
-
لماذا يُتّهم نجاد باليهودية؟!
-
المرأة الإيرانية ودورها في التغيير
-
استيفان وعمر وعبد الزهرة ومصالحة أطفال العراق
-
إتفقنا على أن لا نتفق ، حول ندوة قناة الحوار
-
هذا هو حال شعب ٍيملک الأرض والثروات!!
-
قراءة في كتاب إيران بين ثورتين
المزيد.....
-
مقررو الأمم المتحدة يدعون إلى امتثال كامل لمذكرة اعتقال نتني
...
-
الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل إيصال المساعدات للمحاصرين بشمال
...
-
اعتقال المئات وإخلاء وسط إسلام آباد من أنصار عمران خان بعد م
...
-
الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
-
الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
-
معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة
-
الأمم المتحدة: غوتيريش يرحب باعلان وقف اطلاق النار بين -إسرا
...
-
المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدين الهجمات الإسرائيلية على لبن
...
-
وزير الخارجية الإيراني يلتقي الامين العام للأمم المتحدة
-
الوفد الجزائري يطرد تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لتحال
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|