أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - إنها دارُ عبادة يا ناس!














المزيد.....

إنها دارُ عبادة يا ناس!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 3200 - 2010 / 11 / 29 - 10:27
المحور: حقوق الانسان
    


اعتدنا، منذ قانون الطوارئ، أن نذمَّ جهاز الأمن المصريّ بسبب الممارسات الخشنة التي يرتكبها رجالُه ضدّ المواطنين، أبرياءَ ومتهمين؛ اتكاءً على:1) أبدية قانون الطوارئ ، 2) جهل المواطن بحقوقه، 3) قلّة حيلته وهوانه على حكومته، لو علِم حقوقه. اعتدنا على تشكّي الناس من جبروت رجال الشرطة، وعلى مقالات مرفوعة إلى وزير الداخلية تطالبه بتحجيم سلطانهم وتقليص صلاحياتهم التي يسيئون استخدامها في ترويع المواطنين، بدلَ أن يأمّنوهم، وفق التعريف الأولى لوظيفتهم: رجال "أمن"! تبدّل الأمرُ إلى النقيض بين عشيةٍ وضحاها، في واقعة العمرانية! فجأةً، وجدنا الشعبَ متعاطفًا جدًّا مع رجال الأمن! وتحولوا، بليلٍ، إلى ضحايا مساكين مغلوبين على أمرهم!!
مشهورٌ عن المسيحية أنها دينُ التسامح، واليهودية دينُ العنف، ويفاخرُ الإسلامُ بأنه وسطٌ بين مُفرطيْن: التشدد والتسامح. يقول إنجيل متّى: "أحبّوا أعداءكم. بارِكوا مُبغضيكم. وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم." وأنا حضرتُ العديد من القداسات والصلوات وسمعتُ بأذنيّ مثل هذه الدعوات: "نُصلّي من أجل إخواننا أصحاب الديانات الأخرى، ليحيوا عمقَ إيمانهم، حسبَ قصد الله. نصلّي من أجل كل مَن يمارس العنف باسم الدين، ليكتشف غِنا وعظمة حب الله. نُصلّي من أجل كلّ إنسان في الكون والعالم ليحيا عمقَ دعوته كمخلوق على صورة الله ومثاله." والسؤال: ما الذي دفع أبناء تلك العقيدة التي اتخذت من المحبة ناموسًا لا يحيد، حتى حين يتعلّق الأمرُ بالأعداء والمُبغضين واللاعنين، إلى أن يغضبوا ويثوروا؟ ما الذي أخرج أولئك المتسامحين عن تسامحهم؟ هم الذين علمتهم عقيدتُهم أن يصلّوا حتى للغلاظ القلب؟ علّهم يكتشفون حُنوَّ السماء، فيصيبهم بعضٌ منه. ما الذي دفع الأقباط المسالمين إلى العنف في أحداث العمرانية؟ إنه فيْضُ الكيل. ونفادُ الصبر. خاب ظنهم في العدالة في أحداث الكشح 98-99، وكنيسة مار جرجس بالإسكندرية 2005، وقدّاس الجمعة العظيمة 2006، وفرشوط 2010، ثم نجع حمادي يوم عيدهم! تلك الأحداث التي آلت جميعُها إلى مُختلّ عقليّ أو ما شابه. تراكُم الشعور بالظلم وغيابُ الحقوق يراكم الاحتقانَ الذي ينفجر في ثورة. ففعلوا ما يفعله الناسُ حين تغيب دولة القانون. أسألُ: لماذا نسى المصريون وثيقةَ الخط الهمايوني العثماني، إلا قليلا؟ نسوا كلَّ بنوده العادلة التي أعادت لأقباط مصر بعضَ حقوق مواطنتهم التي أهدرها الفتحُ العربي عام 640، ولم يتذكّروا منه إلا البندَ العنصريَّ الوحيد الذي يُلزم بموافقة سيادية عُليا من رأس الدولة شخصيًّا لترخيص بناء كنيسة أو حتى ترميمها! لماذا التباطؤ في سنّ قانون موحّد لبناء دور العبادة في مصر؟ ما الفرق، معجميًّا وفلسفيًّا ووجوديًّا، بين مفردتَي: "مسجد"، و"كنيسة"؟ بما أن كليهما: مكانٌ يتوجّه فيه الإنسانُ إلى خالق الكون، ليقرّ بآدميته أمام ألوهية ربّه. بينما يتم بناء الأول، المسجد، بكل ترحاب وفرح، ويُعفى بانيه من الضرائب، ولو أنشأ زاويةً صغيرة تحت ناطحة سحاب! فإن بناء الثاني، الكنيسة، لا يتم إلا بتعقيدات لا حصر لها وبعُسر في مولده، وغمٌّ يعلو الوجوهَ، كأنما هي مُفاعلٌ نووي سيضرب بإشعاعاته القاتلة في قلوب المواطنين! سؤال آخر: كم نسبة البنايات القانونية المرخصة في العمرانية في مقابل العشوائيات الأهلية غير المرخصة؟ ولأي سبب استيقظ فجأة تنفيذُ القانون بكل فورته، كأننا في سويسرا، لمكافحة بناية في العمرانية لا ترخيص لها، وسط مئات البنايات لم يسمع أصحابها من قبل كلمة رخصة بناء؟ وهل سيُخلّد شهيدا العمرانية القبطيان في الضمير العام، مثلما خُلِّد خالد سعيد شهيد الشرطة؟ سؤال أخير: لماذا التلكؤ في استكمال بناء الكنيسة الوحيدة بمدينة الرحاب في مقابل سبعة مساجد أنيقة، صعدت في لمح البصر؟ أيها المصريون، أقول لكم ما قاله رامي: "وقال في تاريخه المجيدِ/ يا دولةَ الظلمِ انمحي وبيدي". نحتاجُ بالفعل أن نكون أكثر طيبةً، أكثر عدلاً، أكثر حبًّا، أكثر جمالا، إن كنّا حقًّا مسلمين. إنها دار عبادة يا ناااس.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بِدّي خبِّركم قصة صغيرة
- غاضباتٌ وغاضبون
- أنيس منصور، حنانيك!
- «أغنية إلى النهار» للشاعر المصري السمّاح عبدالله تحيي المسرح ...
- أحمد عبد الفتاح، الفنانُ المَنسيّ
- القتلُ الرحيم
- الزمن الأخير، اللعبةُ على نحوها الصحيح
- حبيبتان، من مصر!
- الأحدبُ في مصعد العمارة
- لستُ إرهابيًّا، بل مريضٌ بالجمال
- في صالون الرئيس مبارك
- ولاد العمّ- دراما تنتصر لكل ما هو إسرائيلي، ضد كل ما هو مصري ...
- تخليص الشباب، في تلخيص الكتاب
- رغم إن اللصَّ مازال طليقًا! شكرًا وزارة الداخلية
- آسف على الإزعاج- مضطرون أن نعيش الحُلمَ مادام الواقعُ مُرًّا
- سأختارُ دينَ الحرامي
- سوزان مبارك، والبرادعي
- صور آل البرادعي على فيس-بوك
- فليحاسبْني القانونُ على ذلك!
- شكرًا للصّ زهرة الخُشخاش


المزيد.....




- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - إنها دارُ عبادة يا ناس!