أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - القوة المغامرة القادمة














المزيد.....


القوة المغامرة القادمة


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 3200 - 2010 / 11 / 29 - 00:01
المحور: القضية الفلسطينية
    



منذ اتفاق أوسلو وعوامل الصعود نحو مجتمع القوة المغامرة تتجذر في مجتمعنا الفلسطيني، وقد كان لهذه الحالة في البدايات مفاهيمها ودواعيها الواضحة تماماً في نظام سياسي فلسطيني يتشكل من جديد على قاعدة النضال من أجل الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي رغم ما كان يشوب مواقف القوى الفلسطينية من اختلاف البرامج وأدوات النضال وقد كانت النوايا والسلوكيات لهذه القوى جميعها محصورة بمواقف وطنية تكاد تكون خالصة أو مخلصة بالرغم من صعود تيار إسلامي مختلف الثقافة والأيديولوجيا وبوادر ثقافة الإحلال المعلوم للجميع عن التيارات الدينية بشكل عام.

وبدأت شيئا فشيئا تتغير ملامح التناقض بين غالبية التيار الوطني والإسلامي لتأخذ أبعادا أخرى وأصبحت تأخذ منحى التعبئة والتحريض على خلفيات ما يسمى بالتنازل عن الثوابت مرة ومرات عديدة على خلفية سلاح المقاومة واتهامات الفساد وسوء استخدام المال العام.

وبالتدريج وما يهمنا هنا أن تصاعد لهجة العنف والتصرفات من السلطة ومن التيار الديني وخاصة حماس قد وصلت للاعتقال والاشتباك والقتل حتى وصول حماس إلي الحصول على أغلبية مقاعد المجلس التشريعي وما حدث في حينها من تفاعلات وتناقضات وتحريض واقتحامات وقتل وشيئا فشيئا ازدادت كمية العنف المتبادل حتى وصل الأمر إلي ذروته أثناء
الانقلاب على الديمقراطية واستيلاء حماس بالقوة على السلطة في غزة وانقسام الوطن إلي سلطتين .

ولم ينته التحريض وتبادل التهم والتصرفات المتبادلة من العنف الجسدي واللفظي والإعلامي الذي وصل لمراحل متقدمة من التخوين والتكفير والسب والقذف والشتم ما أنزل الله بها من سلطان ولا تزال هذه الحالة الغريبة والخطيرة على تشكيل الوعي الفلسطيني وخاصة لدى الشباب والجيل الصاعد.

وتبلورت أفكار ومفاهيم استخدام القوة نحو الذات الفلسطينية في المجتمع مما حدث، وتبلورت صفات شخصية جديدة في المجتمع الفلسطيني تمجد القوة ليس نحو الخصم الإسرائيلي بل بدأت الحالة تنحرف شيئا فشيئا نحو الذات الفلسطينية وتولد الكره والحقد الأعمى من الفعل والفعل المضاد بين الأحزاب وأخذ كل موقعه من الطرفين بانزياح واضح عن المسيرة الوطنية وهدف التخلص من الاحتلال .

الآن وبالتوقيت الزمني لحالات الاستقواء واستخدام السلاح والاعتقال والتنكيل والتعبئة والتحريض المجتمعي فاق بكثير منه نحو الاحتلال وأصبحت الشخصية الفلسطينية تتبادل أدوار الادعاء بأحقية شرعية قد انتهت فيها كل الولايات ومازالت لغة التحريض والاستقواء تتفاقم رغم بعض المحاولات غير الصادقة بالادعاء بنية للمصالحة ورغم ما تم من توقيع لحركة فتح على الورقة المصرية وعدم التوقيع إلي الآن من قبل حماس لتصديق النوايا حينها.

الذي يهمنا هنا هي حركة المجتمع الفلسطيني الذي بدأت تتعمق في ذهنيته حالة تمجيد القوة واستخدامها في الحياة الفلسطينية عامة وفي إمكانية الاستيلاء على السلطة بالقوة وهذه الظاهرة تاريخيا لها مسارها المخيف والمرعب لمجتمع مازال تحت الاحتلال وانحرفت البوصلة الوطنية إلي ما يسمي بالسلطة التي بدأ الجميع يدرك بأنها مصدر للثروة والامتيازات فضاع المشروع الوطني وبقي الصراع على السلطة وهذه حالة من الخطورة بمكان للمستقبل.

القراءة الحقيقية للحالة الفلسطينية وتدرجها لا تنبئ بنظام سياسي فلسطيني حقيقي ومدني يتم فيه تبادل السلطة عبر صناديق الاقتراع، بل تنبئ بنظام فوضوي مبني على سهولة الانجراف نحو القوة المغامرة من أجل الظفر بالجاه والسلطان والدفاع عن مكتسبات كانت غير عادلة في العقد الماضي وأسست لمستقبل قد يسهل معه قتل الناس وفقدان الاستقرار والأمن في حياتهم، وقد تصل بمجتمعنا لارتكاب مجازر وعقاب جماعي وجرائم ضد الإنسانية من المحتمل أن تحدث نتيجة لكل ما سبق.

الأخطر من ذلك هو أن قانون الصراع المجتمعي العنيف يولد دائما قوى جديدة تتخذ من تجارب الواقع مقومات تشكيلها حيث تكرس مفهوم القوة الذي مارسته الفصائل المتناحرة وتعبئتها الفئوية العمياء وإعلامها البغيض وولدت مجتمعاً فلسطينيا جديدا مصاباً بهستيريا القتل والعنف لتحقيق المآرب والسلطة،

وفي اعتقادي مما أراه وأشعر به من السلوكيات والمفاهيم الجديدة والقيم المحدثة في مجتمعنا، أننا ذاهبون إلي مرحلة قد تكون قريبة أو بعيدة من ظهور قوة مغامرة جديدة أياً كانت مصالحها وتعدادها وفكرها.

والأخطر من ذلك هو ترك الاحتلال حيث بات الوقت الذي تفكر فيه هذه الفصائل وكذلك الشعب في قصة الاحتلال ومناوئته يتضاءل كثيراً بالنسبة لما نعطيه من وقت وجهد لحالنا ومستقبلنا الداخلي الذي حتماً سيكون لا يسر عدواً ولا صديق .

29/11/2010م
[email protected]
www.dtalal.jeeran.com



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افتراق الشخصية الفلسطينية ... خطر يتواصل
- نكشة راس في الزمن الضائع
- عارفك يا وطن زعلان
- في الكأس الواحد والعشرين
- أفلاسطينوس
- الماسونية والبهائية ضد غزة
- فلسطين الكارثة تنتظر البطولة
- عصابات أم أحزاب في بلدنا ؟ !!
- لا تعرفون المصالحة مع وطن !!
- غزة لا تحب الحرب
- عندما يضيق الناس بظلمهم ... يزف الرحيل
- جيل بلبع
- من هؤلاء يا ترى ؟؟ !!
- الوحدة بأي ثمن لفلسطين
- رحلة عابرة لمدافن السائرين
- وقفات تحريضية
- كانت تراقص القلب والذاكرة
- أين أيديولوجيتي وهويتي؟ من أنا؟ ما العمل؟
- شجون الأيديولوجيا والهوية
- إنحني إنها النساء


المزيد.....




- ما مدى تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على المستهلكين ...
- تصعيد إسرائيلي في جنين وغزة واستئناف مفاوضات المرحلة الثانية ...
- مقررة أممية: فظائع إسرائيل بحق فلسطينيات غزة -إبادة جماعية ل ...
- حزب الله يحدد 23 فبراير موعدا لتشييع نصرالله وصفي الدين معا ...
- رئيس كولومبيا: سياسات ترامب فاشية
- خبير عسكري يكشف سر زيارة زيارة نتنياهو لواشنطن
- ترامب: لدينا مناقشات مخطط لها مع أوكرانيا وروسيا
- المهاجم الدولي الجزائري أمين غويري يدعم هجوم مرسيليا
- المكسيك ترفض البيان الأميركي وترامب يقر بتداعيات الرسوم الجم ...
- تدشين معبد هندوسي ضخم في جنوب أفريقيا


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - القوة المغامرة القادمة