أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - العقلانية واليقينية في النص القرآني














المزيد.....

العقلانية واليقينية في النص القرآني


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 3199 - 2010 / 11 / 28 - 16:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيرة هي الآيات التي أشارت إلى العقل في سياق النص القرآني، وإن تباينت مدلولاتها بين التعقل والتدبر والنظر والتفكر، إلا أنها جميعاً تلتقي حول يقينية النص الموحى من السماء.
وقد تبدو العقلانية في النص مرادفة أحياناً، لدى البعض، ليقينيته، على اعتبار أن العقلانية واليقينية شيء واحد بالنسبة لفهم النص والتعامل معه من منطلق التسليم الكامل بحقائقه ووقائعه وأحداثه الماضية لما كان، وتنبؤاته اللاحقة لما سيكون، وأن الاختلاف بينهما، إن وجد ، فهو اختلاف في اللفظ لا في المعنى.
قبل أن نستعرض نقاط التمايز بين العقلانية واليقينية في سياق النص، لابد من وضع تعريف دقيق لكل منهما في ذات السياق.
فالعقلانية في باطن النص، ليست كخارجه، وهي بهذا المعنى، تعني التجرد عن كل ما هو خارج النص، والالتصاق بالأخير التصاقاً طوعياً قائماً على السمع والبصر[ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ] [الإسراء:36] كمدخل أول نحو التعقل وضبط نوازع النفس وآثامها، وتالياً نحو عقلنة الروح، كأعلى المراحل التي يرتقيها بمعية النص [ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ ] [ الملك:23 ].
أما اليقينية، متمركزة أساساً في النص عينه، لا في باطنه وحسب، وهي قلب النص وظهره في آن معاً، وأداتها الوحيدة أو لنقل ينبوعها الدائم، الذي يتجلى بالفطرة [ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ] [ الروم:30 ].
بموجب هذين التعريفين، يتبدى لنا بوضوح المعنى الذي تنطوي عليه العقلانية واليقينية كل على حدة، فالترادف بينهما ليس صحيحاً، كما يظن البعض، طالما سبق أحدهما الآخر في تثبيت الإيمان والوصول إليه، والأساس الذي تبنى عليه قاعدة الإيمان، قائم على اليقين أولاً، وعلى العقل ثانياً، فلو بُني على العقل دون اليقين، لتزعزعت تلك القاعدة، وانهار بناء الإيمان، إثر كل تقلب وتغير يطرأ على العقل، إذا ما خبرنا أن العقل أكثر عرضة للتبدل والتغير في طروحاته واستنتاجاته من حين لآخر.
كما لا يجوز أن يسبق أحدهما الآخر، فثبات اليقين ورسوخه لدى الإنسان، الذي يتمثل هنا بالفطرة، هو مدماك الإيمان، أياً كان شكله وغايته، والعقل بديناميكيته المستمرة إما أن يكون مترادفاً مع تلك الفطرة، أو أن يكون خاضعاً لها، أو يكون منفصلاً عنها، وبالتالي أقل خضوعاً لها، بل قد يكون على النقيض منها.
ولعل أهم نقاط التمايز بين العقلانية واليقينية في سياق النص القرآني، أن العقلانية في الإسلام تندرج تحت النقطتين التاليتين:
1- التسليم المطلق لقواعد الشريعة في تقرير كل ما يخاف الشرع أو يوافقه.
2- التجرد الكامل عن الأهواء والنزوات والأحكام المسبقة .
في حين أن اليقينية قائمة أساساً، كما ذكرنا آنفاً، على الفطرة، التي تستحوذ على تسليم العقل وتجرده، بغرض اكتمال إيمان الإنسان ونضوجه، ومركزها لدى الأخير يتمثل بالقلب الذي يتصل بالسمع والبصر عبر قنوات الإحساس والشعور الكائنة بمنطقة الوعي التي تخضع بدورها لسلطة العقل.
ووفقاً للتشريح التفصيلي أعلاه، تتحدد أبرز معالم عملية الإيمان (الاعتقاد) بالمحسوسات والغيبيات من منطلق علمي بحت، أساسه الدافع الفطري، وحاجته الرغبة في الاعتقاد.
نافل القول، إن العقلانية خارج النص ليست كداخله، كذلك الأمر بالنسبة لليقينية، وجوهر الاختلاف بينهما، أن حيز العقلانية خارج النص أكثر بكثير مما هو عليه داخله، في حين أن حيز اليقينية هو النص بكليته.



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل الإسلامي كمعطى ثابت
- تجريد العقل (الفطري) الإسلامي
- العقل وتحكيم القضايا الإلهية
- حدود التصورات العقلية في الإسلام
- العقل ( كجوهر ) إسلامي
- إسلام بلا عقل !
- عقل بلا إسلام !
- طل الملوحي و أكاذيب النظام السوري
- اليوم العالمي للشاعرة طل الملوحي المغيبة في المعتقلات الأسدي ...
- طل الملوحي .. الألم والأمل
- كلنا طل الملوحي
- ماهية العقل الإسلامي
- إسرائيل تحاسب نفسها
- بين عقلانية العرب وإسرائيل
- لسنا بحاجة إلى العلمانية !
- منع النقاب في سورية : ماذا عن الطائفية ؟
- جاهلية الإسلام أم جاهلية العرب ؟
- العلمانية ليست نقداً للدين
- لماذا يبدع العرب في إسرائيل ؟
- أحقاً اهتزت صورة إسرائيل ؟


المزيد.....




- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - العقلانية واليقينية في النص القرآني