أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جمشيد ابراهيم - العربية امس و اليوم و غدا -2-














المزيد.....

العربية امس و اليوم و غدا -2-


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3199 - 2010 / 11 / 28 - 16:53
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


على الكاتب العربي الذي يكتب في عام 2010 ان يعي الفرق الزمني بين العربية قبل الاسلام و بعد الاسلام و العربية في القرون الوسطى و العربية بعد الثورة الصناعية في انجلترا و عربية اليوم عصر الانتريت و التطبيقات الالكترونية و الهاتف النقال و الفضائيات و لا يثقل كاهل القراء بمفردات و قواعد لغوية تبعد بيننا و بينها فترة زمنية شاسعة لان لكل زمن خصائصه اللغوية تختلف عن ما جاء قبله. الاستشاد بالشعر الجاهلي و الايات القرآنية يرجع القارئ مئات القرون الى الوراء و لا يستطيع القارئ ان يفهم ما يقصد الكاتب دون شرح و تفسير لما قيل و على الكاتب اما ان يترجمها الى اللغة العربية العصرية سواء كانت عامية او رسمية او يفسرها.

لقد مرت العربية بتأريخ طويل و تطورت من لغة قبائل بدائية بسيطة تفي باحتياجات البدو في الصحراء و حياة التنقل و الغزو و الكر و الفر و الجمل بالتفاعل اما مع اخواتها من اللغات السامية المتطورة و حضارتها المتقدمة كالارامية او اللغات المتطورة المجاورة غيرالسامية كاليونانية و اللاتينية و الفارسية و هنا لعبت الفارسية جنبا الى جنب الارامية دورا كبيرا في تكوين العربية كما نعرفها اليوم هذا وان العربية لا تستطيع العيش اليوم دون الاعتمادعلى الانجليزية اما على شكل ترجمات (الاستعارات الخفية) او استعارة مفردات في جميع الاختصاصات العلمية و الادبية.

من جانب اخراستطاعت العربية بعد الاسلام من خلال مسيرتها ان تقضي على معظم لغات شقيقاتها السامية رغم انها مدينة اليها في غذائها الى درجة ان لغة اكبر شقيقاتها وهي الارامية تحولت الى لغة هامشية و لغة اقليات اكثرها تركت الشرق الاوسط باتجاه امريكا و اوربا الغربية بسبب اضطهاد و ملاحقة المتعصبين المسلمين لها اي رغم ان الارامية ساهمت في اغناء العربية بشكل كبير و لكنها لم تحصد غير الويلات و الدمار و القتل.

اما الفارسية فانها نجت باعجوبة و لكنها فقدت هويتها اللغوية الى حد كبير بعد الزحف الاسلامي الى درجة نستيطع ان نقول ان فارسية اليوم تحولت الى خليط من السامية و الايرانية لا تستطيع العيش بدون العربية رغم محاولات المتعصبين و القوميين لغربلة اللغة من الكلمات العربية الدخيلة قبل الثورة الاسلامية و الاطاحة بالشاه على غرار التركية بعد حركة اتاتورك القومية الشوفينية.

رغم ذلك اثبت لنا اللغة ان الحركات القومية سواء كانت عربية او تركية او فارسية او غيرها لا تستطيع التحكم بها لان اللغة بطبيعتها ديموقراطية و لكننا نرى من جانب اخر ايضا كيف ان العامل الديني الطاغي يلعب دوره التدميري المرعب في القضاء على الثقافات واللغات او تغييرها جذريا لان العامل الديني ديناميكي و اقوى بكثير من العامل القومي فمثلا حكومة الملالي في طهران تزيد من سيطرة العربية الى درجة كبيرة لتوجه للفارسية ضربة اسلامية جديدة اخرى بعد الضربة الاسلامية الاولى.

لم تنجو الكردية ايضا من الزحف العربي الاسلامي و لكنها لم تتغير كما تغيرت الفارسية لربما لان الاكراد معظمهم من السنة او لان العامل الديني كان دائما اضعف في الثقافة الكردية و ان الجالية الكردية المسيحية و الزدشتية لم تترك كردستان مثلما تركت جالية Parth ايران باتجاه الهند خوفا من الاسلام. اما الجالية الكردية اليهودية فانها هاجرت فقط بعد تأسيس اسرئيل و لكن الجالية الكردية اليزيدية و الفيلية لم تترك العراق رغم محاولات الحكومات القومية العربية في العراق ابعادها او القضاء عليها. رغم ذلك لا تستطيع الكردية اليوم العيش دون الاعتماد على العربية و ان كثير من المفردات الكردية الحديثة هي ليست ترجمات من الانجليزية بل من العربية اي ان العربية تقوم بترجمة الافكار و المفاهيم الانجليزية و تقوم الكردية العراقية بترجمتها من العربية رغم محاولات الجهات القومية الكردية تقليل الاعتماد على العربية و ترجمتها مباشرة من الانجليزية.

وهنا لايمكن تجاهل دور تأثيرلغات كثيرة اخرى كالقبطية و التمازيغية و السريانية و البابلية و النبطية و الاكدية و غيرها اضافة الى بعض لغات القارة الافريقية على العربية و تأثير العربية عليها لان العربية اولا توسعت بفضل الزحف الاسلامي على مساحات شاسعة و تفاعلت مع ثقافات مختلفة و لانها ثانيا نقلت لغتها تحت راية الاسلام الى مناطق بعيدة كالهند و اندونسيا و تركت بصماتها حتى على اللغات الاوربية الشرقية و الغربية.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة العربية مع المهن الحضارية
- الاستعمار افضل من الاستقلال
- العربية امس و اليوم و غدا -1 -
- مفهوم المدينة العربية و تأثيراته
- رسالة سرية و شخصية الى العالم العربي
- الالوان و الانسان Sense and Sensibility
- بين الزوج و الزوجة
- العناوين والارقارم Forms of Address
- التأريخ جزء من الجغرافية
- المشكلة الحقيقية مع الاسلام
- ملاحظات عن الخط العربي
- كلنا في خندق واحد
- حمادة حمادة يا سكر زيادة
- وردة سقيتها من دمع الجفون
- الشاي بالاستكان و القهوة بالفنجان
- حسين العطشان و المجوسي الولهان
- مفهوم - الخير- في العربية
- اشهد ان لا اله الا الخيال
- المنافسة بين الشرق و الغرب
- قتل المفردات البريئة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جمشيد ابراهيم - العربية امس و اليوم و غدا -2-