كلمة : أمريكا وقرية مارقة جديدة !!

أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 960 - 2004 / 9 / 18 - 13:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ماذا تريد أمريكا منا ولنا ؟؟ لماذا هذه الحرب الوحشية وحرب الإبادة الجماعية ضد مدننا وقرانا ؟؟ كيف ولماذا تصمت الهيئة المحكومة وتستمر بهذا الصمت المريب ؟؟ هل الهيئة مؤيدة لعمليات الإبادة الجماعية والحرب الوحشية لتتمكن من فرض سيطرتها لاحقا ؟؟ هل تشارك عمليا بهذه الجريمة المنظمة والواسعة أم تكتفي بتقديم المعلومات ؟؟ بماذا يفسر هذا الصمت الجبان إذا لم يكن تأييدا تاما وكاملا ؟؟ ما هو موقف الأحزاب داخل الهيئة وخارجها ؟؟ ماهو موقف المرجعيات الدينية والثقافية والفكرية والمدنية ؟؟ ماهو موقف مؤيدو الاحتلال من هذه التطورات الرهيبة في حرب الإبادة الجماعية وسياسة المدن والقرى المحروقة ؟؟ ألا يشكل ذلك تطورا جديدا يحتاج إلى موقف جديد تفرضه الوطنية العراقية ، باعتبار إن العراق للعراقيين حسب شعاراتهم ؟؟ ما الموقف الوطني الحاسم والفوري من هذه الإرتكابات ؟؟ لماذا تصمت الدول العربية ، ولماذا يتفرج العالم ؟؟ هذه الأسئلة وأسئلة كثيرة تطرح ألان بإلحاح وتحتاج إلى أجوبة وطنية ، فيها إجماع وطني عام ، وفيها تحرك مشترك لإنقاذ الوضع من الانزلاق النهائي والتام وهو ما تسعى له أمريكا وإسرائيل وقوى عديدة غامضة تمارس نشاطها الإجرامي على أرض الوطن !! حيث المذبحة مستمرة ومتصاعدة ، وبموازاتها تجري المنهبة المنظمة لكل شئ في عراقنا المهدد ، نهب منظم وسريع لكل شئ ، من قبل أحزاب وشركات وجحوش ومجموعات وعشائر وغرباء ودخلاء وعملاء ومثقفين وسياسيين وأفراد وسماسرة يقبعون في فنادق الدرجة الأولى، أو في فلل محمية الكترونيا ، أو في المدن الآمنة ، أو في عواصم الجوار ، الكل يدخل في سباق محموم ، سباق مجنون وسافل لتأمين أكبر قدر من السرقة والإثراء ، حيث تدور صفقات بيع الوطن بسعر التراب ، قبل انقضاء الفترة الانتقالية ومن ثم ليذهب الوطن إلى الجحيم مادام هناك أوطان بديلة وفرتها العولمة الواقعية الطيبة !!

من يستطيع أن يحل أزمتنا الوطنية العامة غيرنا ؟؟ من يستطيع أن يفهم أزمتنا الخطيرة غيرنا ؟؟ بعد أن تكشف كل شئ ، وبعد كل هذه التطورات الخطيرة والخطيرة جدا جدا !! النسا بحاجة إلى وقفه ومراجعة ، وأقصد هنا الجميع ، من عارض الحرب والاحتلال ومن أيد الحرب والاحتلال بهذه الدرجة أو تلك عدا العملاء ؟؟ ألم تعد هذه التطورات نقلة نوعية جديدة في سياسة الاحتلال تحتاج إلى موقف جديد من قبل الجميع ؟؟

الإدارة الأمريكية لا تستطيع الاعتراف بالأمر السي والخطير ألان بسبب الانتخابات الداخلية ، وإدارة بوش أخفت تقريرا للمخابرات الأمريكية صادر في حزيران يتحدث عن خطورة الوضع في العراق ، مثلما تخفي أمور كثيرة ، ربما لا تكشفها حتى بعد ربع قرن أو نصف قرن من الزمان حماية للأمن القومي كما يدعون دائما ، والإدارة الأمريكية تواصل ادعاءاتها الفجة والرخيصة عن الاستقرار وآفاق المستقبل في العراق !!

في كلمة أمس توقعت أن تتحول المدن والشوارع العراقية إلى ساحة دموية لتسجيل نقاط في معركة بوش الانتخابية ومعاركهم الحضارية الأخرى لفرض وتوسيع وتوزيع الديمقراطية على منطقتنا ، واليوم تتأكد هذه التوقعات الكابوسية المشئومة فتتحول قرية عراقية بسيطة إلى قبر جماعي ، وتفر المجموعة المطلوبة والمستهدفة حسب الناهق الأمريكي نفسه !! عجيب هذا المنطق وهذا الصلف وهذا الاستخفاف بعقول الناس وحياتهم ومصائرهم على الطريقة الأمريكية ؟؟

تتحرك الولايات المتحدة الأمريكية في دار فور ولبنان وإيران وكل بقاع العالم وفق الرؤية الجديدة للقطب الواحد ونحن ضد الاضطهاد مهما كان شكلة أو حجمة ، ولكن ماذا لو قصفت اليوم قرية في دارفور وحصلت فيها خسائر مثل خسائر قرية زوبع العراقية ؟؟ هل توصف بمجزرة جماعية في دارفور وخطأ معلوماتي في زوبع ؟؟ وربما يتسرب غدا أن المعلومات التي اعتمدت عليها قوات الاحتلال كانت من الهيئة المحكومة وأمنها القومي والوطني القديم والجديد !!

أنني أدعو بعض السياسيين والمثقفين الوطنيين الذين يدعون الهيئة المحكومة إلى تنفيذ مهمات وطنية وخطوات برنامجية أخرى إلى دراسة طبيعة وتركيبة هذه الهيئة ، وقضية استقلالها عن الاحتلال من عدمة ، ودراسة إمكانياتها و تركيبتها الغريبة المتعارضة مع أي مشروع وطني يتصدى للاحتلال ويطرح مهام التحرر الوطني ، ويناقش القضايا الرئيسية الملحة ، فهذه ليست حكومة إنقاذ وطني .

الأوضاع في وطننا تزداد خطورة والتباسا في كل لحظة وفي كل ساعة ، وقوى الاحتلال تشدد من قبضتها الحديدة الساحقة ، والقوى الإرهابية المجرمة تضرب بسهولة وفي كل مكان ، تدعمها أجهزة وجهات ودول متعددة وكثيرة أخطرها السافاك الإسرائيلي !! والوطن الجميل في مهب الريح لأن أبناءه لم يمسكوا باللحظة الصحيحة حتى الآن !!

#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات