نحو الاشتراكية
الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 00:57
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
خبر وتعليق عمود ثابت في جريدة نحو الاشتراكية يعنى باخبار العمال والتعليق عليها. نشر بجريدة نحو الاشتراكية العدد 129 الصادر بتاريخ 26 تشرين الثاني 2010
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الخبر
24 مسمارا في جسد عاملة منزل سريلانكية
الثلاثاء, 16 تشرين الثاني, 2010, حثت منظمة هيومان رايتس واتش المعنية بحقوق الإنسان عددا من دول الشرق الأوسط على حماية عاملات المنازل وذلك بعد أن روت خادمات سيريلانكيات قصص تعرضهن للتعذيب على يد أرباب العمل. وقالت المنظمة إن الاتهامات التي وجهتها ثلاث خادمات سيريلانكيات بتعرضهن للتعذيب وابتلاع المسامير ألقت الضوء على ظاهرة تعرض كثير من الخادمات في المنطقة لسوء المعاملة والتعذيب. وقالت نيشا فاريا الباحثة في المنظمة في شؤون حقوق المرأة إن "التقارير التي ظهرت عن تعرض الخادمات للاعتداء الجسدي الجنسي إضافة إلى عدم دفع أجورهن ليس بشيء جديد". وأضافت " على حكومات الأردن والسعودية والكويت التعامل مع هذه التقارير بجدية وإيجاد وسيلة للخادمات للإبلاغ عن هذه الانتهاكات بأسرع وقت ممكن". وكانت خادمة سيريلانكية قد اتهمت في أغسطس الماضي كفيلها السعودي بالتعاون مع زوجته في تعذيبها بـ "دق 24 مسمارا في يديها وساقيها وجبينها". وفتحت السلطات السعودية تحقيقا رسميا لمعرفة أبعاد هذه القضية ومحاولة إزالة الغموض. وفي الإطار ذاته قام الأطباء في أحد المستشفيات بسيريلانكا بانتزاع آخر خمسة مسامير من جسد خادمة أخرى كانت تعمل في الكويت واتهمت مخدومها بدق 14 "مسمارا" في جسدها عندما طالبت براتبها. وتجري السلطات السيريلانكية تحقيقا بشأن الاتهامات التي وجهتها خادمة ثالثة كانت تعمل في الأردن لمخدومها بإجبارها على ابتلاع ستة مسامير لأنها طالبت بالراتب. وأفاد مكتب العمالة الخارجية في سيريلانكا بأنه في انتظار صدور تقرير طبي رسمي حول حالة الخادمة الثالثة لاتخاذ إجراء. ويعمل ما يقرب من 1.8 مليون سيريلانكي في الخارج 70 بالمائة منهم من النساء اللاتي تعمل الغالبية العظمي منهن كخادمات في الدول العربية والنسبة الباقية في هونج كونج وسنغافورة سعيا لتحسين أحوالهم المادية.
انتهى الخبر
تعليق
هل نحن بعصر العبودية ؟
هل يحدث هذا في القرن الواحد والعشرين ام القرن الثالث قبل الميلاد ؟ هل نحن حقا نعيش في نظام رأسمالي روج له بانه نظام الحرية والاخاء والمساواة كما ادعت الثورة الفرنسية قبل 200 سنة ام نظام السيد والعبد - الاقطاعي والقن ؟!.
رأسماليو وحكام السعودية والكويت والامارات والخليج ولبنان ومصر والاردن والعراق (نعم اثرياء كردستان!) يطبقون نظام العبودية /القنانة المنقرضين وبتنسيق كامل مع حكوماتهم. عبارات الاستنكار التي يأتي بها الخبر غير كافية. هل يمكن مناشدة حكومات هي نفسها ضالعة في تمرير تلك الصفقات الاجرامية وترخيصها ( الدولة المصدرة للعمال والدولة المستوردة) وهي على كامل المعرفة بحيثياتها؟ هل يكفي وصف ما يقوم به هؤلاء الوحوش على انه ”تعذيب“ او ”سوء معاملة“ او ”انتهاكات“ وبالتالي يتم "مناشدة" الحكومات؟!. ان ما هو مطبق في الكويت والاردن ولبنان والسعودية والامارات لنظام متكامل للعبودية او حيث تبدأ الصفقة بعرض الدولة المصدرة للعمالة وقبول الدولة المستوردة وفرض شروطها ثم تقوم بدعوة الرأسماليين والمضاربين المحليين والمتاجرين بالعمالة وعن طريق السفارات يتم الترخيص بترحيل الاف العمال والعاملات الفقيرات وبشروط تعسفية وبلا حقوق ويتم مصادرة جوازات سفرهم وحجزهم داخل الشقق (عاملات المنازل) وينتهي الامر باكثر اصناف المعاملة وحشية ومنها فرض العبودية الجنسية والتعذيب والضرب والجلد والرمي من البالكونات وحرق اعقاب السجائر في اجسادهن و...نعم وكما قرأتم دق المسامير في رؤس العاملات الكادحات او اكراههن على ابتلاعها.
هل الوحشية مقتصرة على شيوخ النفط واثرياء الشرق الاوسط ؟!
لا احد يسمع بمثل هذه البربرية في دول اخرى وخاصة في اوربا وامريكا و“العالم المتقدم“ فهل ان العلة تكمن في انسانية اثرياء وحكومات اوربا وامريكا ووحشية "زملائهم" المسلمين في الشرق الاوسط ؟ يبدو ان هذه الفكرة تلقى رواجاً هنا. ولنعلق ايضا عليها. ان اعتصار الارباح من العمال يمكن الرأسمالي من مراكمة ارباحه واعادة انتاج رأسماله وبالتالي البدء بدورة استغلال جديدة. هذا قانون رأس المال. هكذا نظام مبني على استغلال حفنة للغالبية الساحقة من البشر لا يمكن، مهما حاولوا ادعاء العكس، ان يجسد من الناحية الاخلاقية الا نفس تلك القيم التي يبثها في دورته وصيرورته الاقتصادية. ان استغلال العامل والعاملة يتحول من شكل اقتصادي ”شرعي“ الى شكل وحشي اجتماعي سافر مبني على اذلال واكراه العمال وخاصة الاجانب على العمل الطويل وقتلهم واعدامهم والاعتداء الجسدي عليهم ويصبح حقا مشروعا للرأسمالي وتزرع تلك الفكرة البربرية في كل المجتمع زرعا. ذلك هو القانون فكيف يأتي الاستثناء ؟. ان السبب في ”رحمة“ الرأسماليين في الدول الاخرى لا يعود الى انسانيتهم بل الى وضع ومكانة ونفوذ وقوة الطبقة العاملة. في الدول المتقدمة التي خاضت فيه الطبقة العاملة نضالات باسلة وحققت تقدما مهولا واجبرت الطبقة المالكة والاستغلالية على الرضوخ في اكثر من منعطف وحققت العديد من المنجزات ونظمت نفسها في نقابات وشربت المجتمع بالمبادئ والقيم العمالية والاشتراكية والانسانية والمساواتية، هي التي ردعت وقلمت اظافر البرجوازية المتوحشة في دول اوربا وامريكا وكندا واستراليا واليابان وبالتالي جعلتها تفكر الف مرة قبل ان تخطو خطوة واحدة مناهضة للطبقة العاملة. ان التأثير المهم في سن الالاف من القوانين المساندة لحقوق المرأة والاطفال والعمال والضمانات وغيرها تعود الى نضال العمال كطبقة واحدة والى نضال الاجزاء المتقدمة من تلك الطبقة – اي الاجزاء الاشتراكية. لذا فان ما تحتاجه الطبقة العاملة العربية هو التوحد والتنظيم ونبذ الفرقة (وخاصة بسبب الدين والطائفية والقومية والعشائرية) والانخراط في التنظيمات العمالية المستقلة. دون ذلك فان الرأسماليين سيغرزون ملايين المسامير في اجساد العمال ورؤوسهم دون السماح بقتلهم بالطبع، فان الرأسمالي لا يريد لعجلة الاستغلال ان تتوقف ولكن باكثر الاشكال ايلاما.
الاسلام السياسي - تحقير المرأة وغير المسلم - ثقافة يروج لها
الاسلام السياسي حركة راسمالية بربرية لانها ترتكز على عبودية المرأة ودونيتها وضرورة اخضاعها للرجولية في كل شئ. الاسلام وقوانينه مبني على التراتبية الطبقية والعبودية الجنسية وبالتالي فانه كحركة سياسية معاصرة تلتقي وتتناغم مع مبادئ وممارسات ومصالح العشائرية والقومية. وفي الدول التي يمارس فيها اظطهاد النساء - العاملات الاسيويات والافريقيات وغيرهن فان ذلك يصبح ممارسة مجسدة لتلك الثقافات الوحشية وتتعمق القسوة وخاصة بظروف انعدام اي قدرة للعمال والعاملات على حماية انفسهن او تنظيم انفسهم في نقابات او اتحادات. ان الثقافة التي تروجها حركة الاسلام السياسي في تلك الدول مسؤولة بنفس القدر عن المأساة التي تعيشها العاملات الاجنبيات في تلك الدول. ان جماهير الدول الخليجية يجب ان تعي ان ما تقوم به حكوماتها هو رمز للوحشية التي يريدون احكام قبضتهم من خلالها على كامل المجتمع.
ما دور العمال والقوى الانسانية ؟!
ان من الخطير ان يسير العمال والجماهير الكادحة في الدول التي تقوم باستيراد العمالة الاجنبية الرخيصة بركب طبقتهم الاستغلالية وحكوماتهم ويخلقوا المشاعر العدائية ضد العمال والعاملات الاجانب بحجة منافستهم على ”الاعمال القليلة اصلا“ وعدم تبديد "الاقتصاد او الانتاج الوطني". ذلك المنطق يقدم خدمة جليلة للطبقة الاستغلالية وللحكومة وليس فيه اي مكسب للطبقة العاملة التي بحاجة الى الوقوف جنب بعضها البعض، سواء في الدولة الواحدة او في عموم العالم. ان العامل الاجنبي هو رفيق ورفيقة العامل العراقي والسعودي واللبناني والكويتي والاماراتي والاردني واللبناني.
لا يجب الوقوع في فخ القوى القومية والعشائرية والاسلامية التي تجعل من الانتماءات الوطنية سلاح بيدها لتحقير واهانة انسانية العمال والعاملات بهذه الطريقة الوحشية (لنلاحظ ان العامل العراقي والعربي والكردي والتركي والايراني نفسه يواجه هذه "الوطنية" والفاشية في الخارج ايضا). ان من المعيب ان يقف العمال في تلك الدول عاجزين عن الدفاع عن رفاقهم ورفيقاتهم واخواتهم ضد الاعتداءات الوحشية تلك. على العمال ان يدافعوا عن انسانية البشر في كل مكان وان يساعدوهم في تنظيم انفسهم في نقابات وجمعيات واتحادات وجعل قضاياهم ومعاناتهم جزء من نضالهم ويكشفوا تلك الممارسات الهمجية التي تقوم بها الطبقة الاستغلالية والاثرياء وبتواطؤ الحكومات معهم.
واخيرا نطالب كل القوى الانسانية في السعودية والخليج والاردن ولبنان ومصر وكل مكان في العالم العربي ان تهب لفضح هذه الاعمال وفضح من يقوم بها وان يجعلوا من قضية العمال الاجانب ومعاناتهم والانتهاكات الوحشية ضدهم قضية محورية في المجتمع.
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟