أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - نبيل عودة - ملابسات الفاجعة الرهيبة في مصنع تكرير النفط في حيفا















المزيد.....

ملابسات الفاجعة الرهيبة في مصنع تكرير النفط في حيفا


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3196 - 2010 / 11 / 25 - 21:39
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


ملابسات الفاجعة الرهيبة في مصنع تكرير النفط في حيفا

• محاولة اتهام العمال بالإهمال يتناقض مع نظام العمل المتبع في مثل هذه المصانع.
• المسؤولين في المصنع أرسلوا العمال موت شبه مؤكد.
• أين تواجد مراقبي الأمان أثناء تنفيذ العمال لأحد الأعمال الأشد خطورة على المنطقة كلها؟
• كيف يسمح بإرسال عمال لإصلاح خلل في خط مليء بالغاز السام، قبل إيقاف النشاط في والخط وتنظيفه من المختصين في المصنع وتواجد مراقب مسؤول كل الوقت المطلوب لإصلاح الخلل؟!
بقلم: نبيل عوده

الحادث المفجع الذي وقع في مصنع تكرير النفط في حيفا وأودى بحياة العمال جورج زعارته 31 سنة و تامر مرجية 33 سنة وتامر الحاج 18 سنة من يافة الناصرة. وإصابة عدد أخر من العمال من يافة الناصرة أيضاً أعمارهم بين 25 – 40، نقلوا بحالة حرجة إلى مستشفى رامبام وما زال أحدهم بوضع حرج جدا،
يطرح عدة تساؤلات خطيرة، حول نظام العمل في مصنع يشكل خطراً بيئياً ، يهدد المنطقة كلها، بل وأكثر من ذلك يشكل قنبلة هائلة، او قنبلة ذرية ، حسب وصف وزير البنى التحتية فؤاد بن اليعيزر قد تودي بحياة ألآلاف إذا لم يتبع نظام عمل شديد الخصوصية، وشديد الرقابة.
أكتب من معرفتي المهنية لهذا الفرع الصناعي، ولنظام العمل في المواقع الخطرة والحساسة.
من سياق الخبر ومن معرفتي لنظم العمل في هذه المصانع الخطرة، من الواضح أن إدارة الأمان في المصنع قد أهملت تنفيذ المطلوب منها، رغم أن بعض القوال من مسؤولي المصنع، توجه الخطأ للعمال الذين أصيبوا، دون ذكر إلى أن مثل هذه المصانع، لا تأذن بالاقتراب من الخطوط النشطة، وخاصة خطوط الغازات شديدة الانفجار، أو السامة بدون فحص مسؤول الأمن والأمان وتواجده كمراقب كل وقت العمل.وان وسائل الوقاية تختلف باختلاف نوع الخطر ، ومع غاز حامض الكبريت ، الأقنعة العادية هي حكم اعدام بالموت ، وهنا لا بد من لباس واق للجسم كله ، وأقنعة توفر التنفس ( اقرأ في مكان آخر عن مخاطر هذا الغاز ).
من سياق الخبر أيضاً يتضح أن العمال الذين أصيبوا لم يتلقوا شرحاً وافياً عن نوع الغاز وخطرة، قد ذكر أنهم زودوا بوسائل حماية، مثل الأقنعة، والسؤال هل شرح لهم مسؤول الأمان في المصنع عن نوع الغاز وخطرة، ليس على مجرى التنفس فقط انما على الجسم أيضا، قبل أراسلهم لإصلاح تسرب غاز حامض الكبريت السام من إحدى النقاط؟! وهل فحص قسم الأمان في المصنع او مسؤولي الصيانة الوضع والمخاطر المتوقعة؟ وهل يجوز للعمال العمل في نقاط رهيبة في خطرها بدون مرافق من الصيانة او الامان في المصتع؟
يقول الخبر أن المحققين ظنوا في البداية أن الحادث وقع بسبب تسرب الغاز، ولكن بسرعة تبين لهم أن الحديث عن حادث عمل بسبب عدم الالتزام بنظم العمل.
أجل هذا صحيح إن نظم العمل في هذه الصناعة البتروكيماوية، تفترض شرح واف، وعدم إرسال أي عامل دون مراقب كل الوقت الذي يقتضيه إصلاح الخلل.
وهذا النظام قائم في جميع المصانع البتروكيماوية في إسرائيل.
ونكرر: أين كان المراقب، مسؤول الأمان في المصنع، حين أرسل العمال إلى موت محقق؟! وما هو نوع هذا الغاز؟ وهل يكفي القناع الواقي للوجه أم له آثار أخرى عبر الأجزاء المكشوفة من الجسم؟! وكيف يمكن إجراء إصلاح خلل بخط حي؟! أو خط أوقف للإصلاح ولم يجر التأكد من خلو المواسير من بقايا الغاز القاتل؟! أم أن الأمر حين يتعلق بعمال عرب، تختلف كل نظم الأمان؟!ولماذ ارسل عمال آخرين لمساعدة المصابين ، أي الى موتهم أيضا؟
هناك نظام أمان، يجري شرحه فعلاً لكل عامل قبل التصريح له بالعمل في مصنع تكرير النفط أو أي مصنع كيماوي آخر. ولكن الشرح لوحده لا يكفي. هناك مراقبون للأمان متواجدون، كما هو مفترض في جميع المواقع الحساسة والخطرة، لمنع، ليس فقط، فقدان عمال لحياتهم، إنما لمنع مأساة قد تشمل كل منطقة خليج حيفا وسكانها.
المأساة لم تقع لأن العمال اشتغلوا بدون حذر وانتباه، كما تقول وزارة البيئة، او ادارة المصنع ،متجاهلين نظام العمل الشديد، المفترض في مصانع بتروكيماوية من هذا النوع.
عملت كمدير عمل ومدير أنتاج في بناء عشرات المنشات البتروكيماوية لمصانع تكرير النفط والمصانع البتروكيماوية، وتواجدت في تنفيذ أعمال كثيرة منذ العام 1973 حتى العام 2000، وأعرف أن نظام العمل والحماية للعاملين هو من أشد الأنظمة، وأكثرها تشددا، وكنا لا نبدأ عملنا، قبل الحصول على إذن مكتوب وموقع من مسؤول الأمان في المصنع، وأحياناً ننتظر ساعات طويلة، حتى يتأكد المسؤولين من عدم وجود عوائق قبل إعطاء الإذن بالعمل، ولإذن بالعمل نحصل عليه ليوم أو بقية اليوم وهذه العملية تتكرر يومياً، ويرسل معنا مرافق مسؤول على رقابة تنفيذ العمل منعاً لأي خطأ، وللتأكيد، وهذا الأهم من عدم وجود تسرب مواد خطرة من التجهيزات في موقع العمل، بل وفي بعض المصانع كان يجري استعمال خراطيم المياه الكبيرة وتسليطها على نقاط معينة كل الوقت منعاً لأي إمكانية أن يحدث اشتعال بسبب شرارات اللحام الكهربائي، او القص بالأكسجين.
بالطبع هناك وسائل تكنولوجية متطورة أخرى في مثل هذه المصانع لملاحقة أي خلل وضبطه قبل أن يحدث كارثة لمنطقة كاملة، حيث توجد هذه المصانع.
أعتقد أن الخلل هو خلل في إدارة المصنع وقسم الأمان في العمل، لقد أرسل العمال إلى موت مؤكد وهذه جريمة يجب أن يعاقب عليها المسؤولين. صحيح أن هذا لن يعيد الضحايا للحياة، ولكن هناك آلاف العمال وآلاف المواطنين المعرضين للموت بنفس الشكل بسبب إهمال المسؤولين!!!
يجب فتح ملف تحقيق واسع في نظام العمل والأمان في جميع المصانع البتروكيماوية ( "القنبلة الذرية" كما قال وزير البنى التحتية ) وعدم الاكتفاء بما تقوله إدارة المصانع، بل جمع شهادات من العمال مع حفظ سرية شهاداتهم حتى لا يمنعوا مستقبلاً من العمل في هذه المصانع!!!

ملاحظة: الكاتب نبيل عودة – عمل خلال 35 سنة في مجال الصناعات المعدنية،كمدير عمل ومدير انتاج، ويعرف عن قرب وتجربة أن هناك أنظمة متشددة جداً في نظام العمل في المصانع البتروكيماوية، عدا الأنظمة التكنولوجية لمنع حدوث كارثة بيئية وإنسانية، ولكن تبقى الرقابة الدائمة من مسؤولي قسم الأمان في العمل داخل المصنع هي الأهم.



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عونطة إسرائيلية
- أزمة المقال الصحفي
- الفن عندما يرقى الى مستوى المسئولية
- دولة الفقراء
- جامعة عربية في الناصرة مشروع نهضوي حضاري سيغير وجه مجتمعنا
- من يستفيد من الهجوم على مشروع الجامعة العربية في الناصرة؟!
- حكومة تفصل القوانين لبقائها
- هل يعرف قادة اسرائيل لغة غير لغة الحرب؟!
- إسرائيليات
- إذا اضطررنا سنقسم كذباً
- انتفاضه في عين ماهل
- إسرائيل بعد 26 أيلول .. دولة يحكمها رسميا المستوطنون!!
- ثرثرة عربية في مواجهة النووي الإسرائيلي
- ملاحظات حول قرار لجنة المتابعة إعلان الإضراب بذكرى انتفاضة أ ...
- مقياس تدريج الجامعات، مقياس للتطور العلمي، الثقافي والاجتماع ...
- ما يقبله الفلسطينيون اليوم ليس شرطا ان يقبلوه غداً
- حتى يظل السلاح طاهرا...!!
- دراسة قانونية اسرائيلية تدعي: لا حق قانوني للاجئين بالعودة
- بورغ يعود للسياسة برؤية سياسية مثيرة
- مرتعبون من سجلاتهم!!


المزيد.....




- سجل واقبض.. خطوات التسجيل في منحة البطالة الجزائر 2024
- الأمم المتحدة: موظفو الإغاثة بغزة عرضة لمخاطر لا تحتمل
- لا تضيع الفرصة بشروط سهلة ?? سجل في منحة البطالة الجزائر 202 ...
- بلاغ تجديد المكتب الاقليمي للجامعة الوطنية للصحة (إ م ش) لخن ...
- الاتحاد المغربي للشغل ينبه الى خطورة الوضع الاجتماعي بالطرق ...
- حقيقة بتبكير صرف مرتبات يوليو 2024 وجدول الحد الأدنى للأجور ...
- الحد الأدنى للاجور في المغرب 2024 للقطاعين العام والخاص حسب ...
- WFTU statement on the passing of Stan Sharkey
- مطالب بتحسين مستويات الأجور لتمكين العاملين من تحمّل أجور ال ...
- دراسة: تعاسة الموظفين تشكل تهديدا كبيرا للاقتصاد العالمي


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - نبيل عودة - ملابسات الفاجعة الرهيبة في مصنع تكرير النفط في حيفا