أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عماد الطائي - فليرحل الجيش الأمريكي عن بلادنا















المزيد.....

فليرحل الجيش الأمريكي عن بلادنا


عماد الطائي
فنان تشكيلي


الحوار المتمدن-العدد: 960 - 2004 / 9 / 18 - 05:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كانوا يغسلوا أدمغتنا كل يوم بعقاقيرهم السامة حين يصورون لنا المقاومين الفيتنام بأنهم وحوش كاسرة تقوم بمهاجمة جنودنا المحتضرين الابرياء وتقتلهم بوحشية لأن الانصار الفيتنام تقتلهم الغيرة والحسد كوننا من امريكا نحضى بحياة راقية علىعكس الشعب الفيتنامي الاشتراكي الفقير المحروم. الشعب الذي يقتل بلا تعيين اعز اصدقائنا الذين يخدمون معنا في الجيش العزيز على قلوبنا وقلوب كل الامريكان كنا نتحمس كثيرا للانتقام وبدل الجندي الذي فقدناه كنا نحرق بيوت قرويين بكاملها بما فيهم الأطفال والرجال والنساء ثم نصور ما قمنا به! بهذه الكلمات والروايات المختلفة عن حرب فيتنام بدأت الافلام الوثائقية او انتهت, الوثائق التي سمح لبعضها بالظهور الى العلن بعد عناء طويل ومشاكل معقدة لا لشيء الا لكونها تتحدث عن ويلات الحرب الفيتنامية. وكالعادة ومن جديد سيكتب الجنود الأمريكان في يوم من الايام عن فضاعة ما فعلوه خلال حربين لهم بالعراق من يدري ما الذي سيكتبون عنه اضن انهم سيقولون ان الشعور بالاهانة هو الذي سيّرهم. الاهانة التي وجهت للجيش الامريكي اثر هجوم 11 سبتمبر المفاجئ خاصة الهجوم على ال?نتاغون( وزارة الدفاع الامريكية) وفشل اعظم جيش في العالم من الدفاع عن مؤسسات البلد الهامة. سيتابعون القول لقد فوجئنا وأهينت هيبة جيشنا العملاق والتكنولوجيا العظيمة التي نستخدمها في التجسس وجمع المعلومات الأمنية, إنهم العرب الذين لا يستطيعون صنع دراجة هوائية يهينوننا بهذه الطريقة ويريدون أن يهدموا كل الحضارة الكبيرة عندنا لكي نصبح مثلهم متخلفين في كل شيء! هذه ابسط الصور عما كان الشارع والاعلام الامريكي يطبل له ليل نهار بعد فاجعة س?تمبر. إنها فعلا مناسبة وفرصة ثمينة لكي يصبح العرب والمسلمين بليلة وضحاها من أحقر الملل التي تعيش في أمريكا وأكثرها نبذاً وعزلةً عن المجتمع, ومن عاش في امريكا من العراقيين أجدر بان يحدث الناس عما حصل. النتيجة هي أن بدأت التحضيرات للهجوم الكاسح الذي سمعنا عنه لقد هاجمت امريكا العراق وبرأس كل جندي امريكي خزين كاف من روح الانتقام لما حدث في11س?تمبر. كانوا يروا بوجه كل جندي عراقي او ضابط وجه اسامة بن لادن المرعب. كانوا يروا بكل بناية جميلة صورة الدمار الذي لحق بناطحات السحاب العملاقة لذلك كان الطيارون تملأهم الغبطة والفرح عند إصابة الهدف وتدميره بالكامل. يرسلون فرحتهم هذه عبر الاقمار الصناعية الى ارجاء العالم نعم لقد اصبنا الهدف.... اصبنا الذين اهانوا جيشنا وقتلوا الابرياء في بلادنا العزيزة وتنهال الصور بالمئات لكي تعيد الثقة والفرحة الى الشعب الامريكي المفجوع بمأساة مذبحة الحادي عشر من سبتمبر. تحرق المتاحف العراقية لكي لا يبقى للعراقيين تاريخ حضاري لانه لا حضارة للعراقيين! لقد هاجمت القاعدة الحضارة الامريكية انها الحضارة الوحيدة في العالم فلننتقم بكل ما عندنا من قوة وبشاعة. وانتصر الجيش الامريكي وانهزم الحكام الفاشيون في العراق وكل المسؤولون العسكريون الكبار. وتوالت الضربات على العراقيين بحثا عن اسامة بن لادن والاسلحة الكيماوية والبايولوجية والهايدروجينية والنووية! إلا إنهم لم يحصلوا إلا على مسدس اسباني الصنع كان في حوزة القائد الشجاع المستسلم صدام حسين فأرسلوه على متن طائرة خاصة الى الرئيس الأمريكي جورج بوش مع رسالة كتب فيها ما يلي " لقد لقنا العرب واسامة بن لادن درسا لن ينسوه ابدا لقد جئنا أيها الرئيس لكي نبقى لكي لا تتكر جريمة 11 سبتمبر وتفاجئنا من جديد. لكننا لم نجد ولا لتر واحد من الاسلحة الكيماوية ولا نصف ارهابي من انصار القاعدة" مع ملاحظة صغيرة في نهاية الرسالة كتبوا فيها "سيادة الرئيس لا نعرف لحد الآن أين يختفي بن لادن لكننا لاحظنا إن العراقيين يكرهون كثيرا القاعدة وامثال بن لادن مما دفعنا لان نسمح بدخول الآلاف من الموالين للقاعدة الى داخل العراق والذين وعدونا بدورهم بان يدمروا كل شيء ويذيقوا العراقيين المر لكي نخرج بالوجه الابيض ونثبت للعالم إننا باقون في العراق لكي نبحث عن اسامة ونقضي على نشاط القاعدة وقد نجحنا بذلك والبيوت التي لا تهدمها طائراتنا الجبارة تتولى القاعدة هدمها ومن لا نقتله نحن يقتله جماعة القاعدة عمدا وقد ازدادت المنافسة بيننا في الفترة الاخيرة كما ترون وتسمعون. سيادة الرئيس في لقاءاتنا االمستمرة مع صديقنا القديم صدام في سجنه المريح لاحظنا انه يؤكد دائما ويذكّر بان لا نعطي للعراقيين الخير والامان يوم واحد وحسب قوله اذا اعطيت العراقي تفاحة طلب السلة بكاملها وقد استفدنا من هذه العبقرية وألغينا المشاريع السريعة التي خطط لها المهندسون العراقيون الذين درسوا عندنا خاصة ما يتعلق بالإعادة السريعة لخطوط الماء والكهرباء. وقد نبهنا صدام كثيرا من خلال اللقاءات الودية المستمرة معه بان العراقي إذا اصبحت عنده القليل من الاموال يبني اجمل بيت ويشتري افضل المبردات الصيفية ويبدأ باللقاءات السرية لمراقبة افعال الحكومة وانتقادها على كل صغيرة وكبيرة مما اثار الخوف لدينا بان يجري الحديث في هذه اللقاءات عن جرائمنا وخططنا في المنطقة او ينتبهون الى المليارات من الاموال التي سرقها ضباطنا وجنودنا لذلك ما أن بدأ المخربون بتدمير المنشآت الحيوية حتى وغضينا النظر بالكامل عن هذه الاعمال واستغنينا عن الحلول التي اقترحها علينا العراقيون للسيطرة السريعة على الامن كذلك تجاهلنا مسألة الاعداد الكبيرة من السيارات المحملة بالارهابيين التي دخلت الى العراق ولم نعر اهمية لمئات الأطنان من الاسلحة والمتفجرات والمخدرات التي وصلت الى العراق ولا زالت وجبات جديدة منها تهاجم العراق كالجراد والتي باشرت فورا بقتل المهندسين والخبراء وارهاب العراقيين القادمين من الخارج لكي لا يأتي الباقون واغلقنا موضوع الاعمار والحمد لله وسيطرت القاعدة على كامل زمام الامور في العراق. ولقد نسيَ العراقيون فضائح جنودنا في ابو غريب وانشغلوا بمسألة الماء والكهرباء, وهو ما يثبت صحة نصائح صدام وخطط سيادتكم طبعا التي ابعدت بدورها شبح الخوف في امريكا ونقلت الكرة الى مرمى العراقيين المساكين الذين سيبقون الى الابد تحت رحمة قنابل القاعدة وطلعات قاذفاتنا الجوية التي تصيب اهدافها بدقة ومهارة هذا وماعدا الاماكن التي يختفي فيها الاردني ابو مصعب الزرقاوي". مع تعليق بالخط الاحمر كتب فيه "لقد انزعجنا كثيرا من أعمال الاعمار السريعة التي يقوم بها الخبراء والعسكر اليابان في مدينة العمارة العراقية مما اثار النقمة علينا كوننا لم نفِ بوعودنا بالأمن والبناء. سيادة الرئيس لا تنفك بعض الدول من محاولة سحب البساط من تحت اقدامنا وبطريقة مؤدبة ونخشى ان يبدأ الالمان بالمبادرة السريعة لجر اور?ا بالكامل الى الطريقة اليابانية هذه في اعادة الاعمار! ما رأيكم سيادة الرئيس بتفجير دموي مناسب في المدينة يقوم به من تروه مناسب لهذه العملية لكي نتخلص من الخبثاء الذين يخربون خططنا او على الاقل نؤخر خططهم ونثير الخوف في نفوسهم؟".
 تنتهي الرسالة ولكن المأساة باقية وستبقى حتى يقتنع من لم يقتنع بعد بان الأوضاع بوجود الجيش الامريكي المحتل كانت وستبقى تراوح بين السيئ والأسوأ. فليرحلوا... فليرحلوا... عن بلادنا فليرحلوا!
عماد الطائي16ايلول 2004



#عماد_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدقوا السياسة ولا تصدقوا رجال السياسة
- مآسي العراق أم خسة النماذج العربية
- صدام عرف بانه سيقدم للمحاكمة قبل ان يحتل الامريكان العراق
- العراق ارقى دولة في العالم
- الكذب اول رأسمال بدأنا نستـثمره في العراق
- حل الجيش العراقي من قبل المحتل الامريكي يعطي ثماره
- تاريخ الزرقاوي يتطاير عبر الأثير في الاردن
- الله اكبر.. هاتوا المصحف!
- اسامة بن لادن... صقرامريكا ونجمتها المحروقة
- هل سيعود نظام الحزب الواحد بعد انتهاء احتلال العراق؟
- من الذي كتب رسالة ابو مصعب الزرقاوي ؟؟
- قليلاً من الحياء يا تجار المخدرات
- السياسة وفن الملاكمة


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عماد الطائي - فليرحل الجيش الأمريكي عن بلادنا