سيد حافظ عبد الحميد
الحوار المتمدن-العدد: 3196 - 2010 / 11 / 25 - 07:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دراسة استقرائية تحليلية لبعض صور السلوك الانتخابي بمحافظة بني سويف
الوعي الانتخابي والمشاركة الانتخابية جزء رئيس من أجزاء الوعي السياسي, والعملية السياسية بل والنهضوية برمتها, فعلى أساسه يتم اختيار ممثلي الشعب, وعلى أساسه توجد حياة نيابية سليمة, وحكومة قوية وطموحة وفاعلة, ومن هذا المنطلق قام فريق موقع (شخابيط سويفية)بعمل هذه الدراسة الاستقرائية التحليلية, لمعرفة مدى الوعي الانتخابي لدى(المواطن السويفي) وأهمية المشاركة الانتخابية بالنسبة له, خاصة ونحن مقبلون على انتخابات مجلس الشعب 2010م ؛ لنستنبط من خلالها ونحلل مدعى الوعي السياسي لدى المواطن السويفي ومدى تفاعله مع العملية السياسية, من خلال طرح عدد من الأسئلة تتمثل في : هل سينتخب؟ أم لا؟ ولماذا؟ وعلى أي أساس يكون تفاعله؟ وما هي طموحاته؟ وما هي مطالبه؟ وكيف يرى العملية الانتخابية في ظل الأوضاع المعاشة؟
وقد انتشر فريق شباب موقع(شخابيط) في مراكز محافظة بني سويف السبعة(الفشن- الوسطى-اهناسيا- ببا- بني سويف- بوش(ناصر)- سمسطا) باحثا عن الوعي الانتخابي لدى أبناء محافظته, فريق من أبناء مصر المحروسة يمثل جيلاً جديدا من حملة مشعل التثقيف والتنوير.
ومن خلال استمارات الاستبيان والحوار, نجد أن العينات موضوع الدراسة تشمل فئات كثيرة مثل الطلاب الذين يمثلون العدد الأكبر, والأطباء, والموظفين, وأصحاب الأعمال حرة, وأصحاب المهن, والفلاحين, إضافة إلى العاطلين عن العمل.
ومن خلال فحص هذه العينات نجد أن هناك تنوع واختلاف في الموقف من العملية الانتخابية, ومن ثم الموقف من المشاركة الانتخابية كالتالي:
1- فئة ( لا ) بنسبة 29% وتنقسم إلى
(م - أ )- ( لا أحد يصلح )مثلما قال:
وكانت أسباب أنه لا أحد يصلح تتمثل في التالي:
1- لأن النواب لا يستطيعوا تغيير شيء.
2- لأن النواب لا يفعلون شيء.
3- لأن النواب فقط مجرد أصحاب مال ونفوذ.
4- لا يوجد الشخص المناسب في الدائرة.
5- لأن المرشحين لا يراهم أحد ولا يلبون خدمات المواطنين.
6- لا احد مؤهل لأن أعطيه صوتي.
7- المرشحون أصحاب مصالح خاصة.
(م- ب )- (الانتخابات مزورة, وليست نزيهة, ولا توجد انتخابات فعلية) مثلما قال:
وكانت أسباب القول بأن الانتخابات مزورة, وغير نزيهة وغير فاعلة تتمثل في التالي:
1- أن الحزب الحاكم يأتي بمن يريد.
2- أن الصوت لا يصل إلى من يُنتخب
3- الغاء الإشراف القضائي.
(م- ج )- (معنديش بطاقة انتخابية, ومش فاضي للكلام ده!)مثلما قال:
وكانت أسباب هذه المجموعة تتمثل في:
1- (مكسلين) نعمل بطاقة انتخابية!
2- الانتخابات لا تمثل لنا شيء.
3- لا نعرف المرشحين, وليست لنا علاقة بهم.
4- لا شيء يتغيير.
5- الحكومة علمانية, والمرشحون لا يتقون الله ولا يطبقون شريعته.
ومن خلال هذه التصنيفات نجد أن (المواطن السويفي) الرافض المشاركة في انتخابات (مجلس الشعب):
1: فاقد الثقة في المرشحين الذين يريدون تمثيله, ويبدوا هذا واضحا من خلال الأسباب التي طرحتها المجموعة( أ ) التي كانت هي النسبة الأكبر في فئة( لا ), ومن ثم فإن المرشحون في انتخابات مجلس الشعب؛ يقع عليهم الدور الأكبر في رفض المواطنون المشاركة في الانتخابات, فهم أصحاب مصالح خاصة, لا يقدمون الخدمات العامة, لا يراهم المواطنون, لا يغيرون ولا يتفاعلون مع أبناء دوائرهم.
وهذا الأمر يشير إلى نقطتين في غاية الأهمية:
• أن المواطن السويفي المصري قد أصبح لديه الوعي الكافي الذي يجعله يقول( لا ) من خلال أسباب واقعية. أهمها تهافت شعار التغيير الذي لا يتحقق, ولا يلمسه, ولا يحس به على أرض الواقع المعيش.
• أنه يجب إعادة النظر من قبل الأحزاب في الأسس التي يتم على أساسها اختيار المرشحين للعملية الانتخابية, فبدلا من (الشهرة, والجيب المليان, والعلاقات), تكون الفاعلية, والخدمات, والتغيير, والتطوير, والنهوض.
2: فاقد الثقة في العملية الانتخابية, فهي إما عملية مزور, وغير نزيهة, وإما غير فاعلة وهذا ما يبدوا واضحاً من خلال الأسباب التي طرحتها المجموعة( ب ), وهذا مؤشر خطير, لأن معناه فشل العملية الانتخابية من أساسها, وتزوير الإرادة الشعبية, والاستهانة بحق المواطن, بل واغتيال هذه الكلمة, لتصبح(المغفل- المستعبد).
وهذا الأمر يشير إلى نقطين:
• عدم إحساس المواطن بأهميته, وأن له الحق في صناعة وتشكيل حياته, مما يترتب عليه فقدان الإحساس بالانتماء.
• تأكيد القيم السلبية لدى المواطن, الأمر الذي يؤدي إلى فشل أي برنامج نهضوي, يخرج بمصر من دائرة التأخر إلى دائرة التقدم.
3: (سلبي) فهو ليس لدية بطاقة انتخابية, ولا يريد أن ينتخب, أو مش فاضي!, كما يبدوا من الأسباب التي طرحتها المجموعة( ج ) وهنا نجد أن سلبية المواطن وجهله بأهمية المشاركة الانتخابية, جزء من رفضه للمشاركة, وهذه النتيجة- أيضا -قد تكون مترتبة على(أولاً)و(ثانيا).ً
2- فئة ( نعم )بنسبة 71% وقد اتفق كل أفراد العينة تقريباً على ضرورة المشاركة لأنها حق من حقوق المواطن, وواجب تجاه الوطن. كما رأت مجموعة من هذه الفئة أن المشاركة مهمة حتى لا تُترك الفرصة للتزوير, وبث القيم السلبية.
أما الأسس التي تتم عليها المشاركة في هذه الفئة فتنقسم إلى:
( م-أ ) البرنامج الانتخابي:
فقد رأت هذه المجموعة أن المرشح الذي يقدم برنامج انتخابي قوي هو الذي يستحق صوتهم, أما نقاط القوة في أي برنامج فتتمثل في تقديم الخدمات العامة المرتبطة بحياة المواطن اليومية, مثل الطرق, والمستشفيات, والمرافق.وتعد هذه المجموعة الأعلى نسبة في فئة نعم.
وكانت أهم مطالب هذه المجموعة تتمثل في:
1-الخدمات العامة 2- توفير فرص عمل
(م-ب) على أساس حزبي:
رأت هذه المجموعة أن الانتماء الحزبي أمر ضروري ومهم, وعلى أساسه يتم اختيار المرشح, الذي يدعمه الحزب, ويقوم بتنفيذ البرنامج الحزبي, وكل هذه المجموعة تنتمي إلى (الحزب الوطني الديمقراطي)الحاكم.
وكانت أهم مطالب هذه المجموعة تتمثل في:
1-الخدمات العامة 2- توفير فرص عمل
( م.ج )على أساس عصبي وقَبَلي
تختار هذه المجموعة مرشحها على الأساس العصبي والقبلي, فابن العائلة, وابن القرية, هو الأهم, والأولى بالصوت من غيره, أو من تره العائلة مناسب, وقد كان أغلب أفراد هذه المجموعة من أبناء الريف.
وكانت أهم مطالب هذه المجموعة تتمثل في
1- الخدمات العامة 2- توفير فرص العمل
ومن خلال هذه التصنيفات نجد أن (المواطن السويفي) المشارك في انتخابات (مجلس الشعب) نستنتج:
1- المواطن السويفي لديه وعي كبير بضرورة المشاركة السياسية من خلال عملية الانتخاب.
2- أن نسبة كبيرة من أبناء محافظة بني سويف تعتمد على قوة البرنامج الانتخابي للمرشح.
3- أن الحزب الوطني الديمقراطي, هو الحزب الأقوى تأثيرا, والأكثر انتشاراً في الشارع السويفي.
4- ضعف التعدد الحزبي في محافظة بني سويف.
5- أن فكرة العصبية والقبلية تتحكم بشكل كبير في سير العملية الانتخابية خاصة في الريف, الذي يعلو فيه صوت القبيلة والعصبية على صوت الفرد.
6- غيبة الاهتمام بالدور الرقابي وهو أحد الأدوار الرئيسية لمجلس الشعب.
7- غيبة الاهتمام بالدور التشريعي وهو الدور الرئيسي لمجلس الشعب.
وفي ختام هذه الدراسة فقد أكتشف فريق موقع شخابيط سويفية, بالنسب, ومن خلال الرصد الواقعي لعينات الدراسة, كيف أن المواطن السويفي مشغول ومهتم بالانتخابات الأمر الذي يكشف عن وجود وعي سياسي موجود لدى المواطن السويفي المصري, ولكنه يحتاج لكثير من الجهود والتوعية, حتى ينتشر ويستمر, فمن حق مصرنا الغالية أن تنعم بحياة سياسة قوية, يتضافر فيها المجموع على أن تصبح أمة قوية متقدمة.
قام بإعداد وتحليل الدراسة:
سيد حافظ عبد الحميد
قام برصد وجمع عينات الدراسة
1- هشام مصطفى
2- محمد حسين إبراهيم
3- محمد صلاح
4- محمد ماضي
5- أحمد فايق
6- محمود القاسم
7- إسلام سعيد
8- ياسر عفيفي
نوفمبر 2010م
***************************
*******************
#سيد_حافظ_عبد_الحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟