أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - ليس من مصلحة السوريين مجابهة أمريكا لى طريقة صدام حسين














المزيد.....

ليس من مصلحة السوريين مجابهة أمريكا لى طريقة صدام حسين


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 960 - 2004 / 9 / 18 - 13:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما من شك عندي في ان نظام البعث في سوريا والعراق ( على علاتهما وتناقضاتهما فيما بينهما ) كانا الأكثر عداء ومحاربة لمصالح امريكا واسرائيل في المنطقة من كل الأنظمة العربية . لقد شكل العراق ودولته المركزية ونهضته العلمية وجيشه خطرا حقيقيا على مصالح أمريكا واسرائيل ووفرت حماقة صدام حسين الفرصة لهما للتخلص منه , والآن يراد التخلص من الجيش السوري والدولة السورية القوية نسبيا لنفس السبب .
لقد بدأت الضغوط الأمريكية الحقيقية على سوريا بهذا الاتجاه بعد زيارة السادات للقدس وكان يراد من الرئيس الراحل أن يصلي في القدس مثله , ولما لم يفعل دعموا الاخوان المسلمين وحلفاؤهم في الداخل والخارج وعندما فشلوا في ذلك تحولوا الى لبنان وحاولوا تمرير اتفاق السابع عشر من أيار وفشلوا ايضا , والحق يقال كان السبب الرئيسي في نجاح السياسة السورية هو اتكاؤها على النظام العالمي السابق الذي كان قائما على توازن الرعب بين جبارين كل منهما يحاول كسب أصدقاء وحلفاء له من الأنظمة بغض النظر عما تفعله في الداخل من إذلال وقمع وتدجين لشعوبها , والآن سقط النظام العالمي السابق وحل محله نظام جديد لو لم يكن متقدما عليه من النواحي الاقتصادية والسياسية والانسانية لما فرض وجوده , وفي ظله تحول العالم الى قرية واحدة بفضل تطور العلم والتكنولوجيا وأصبحت مصلحة الشركات فوق القومية التي تقودها امريكا , تحتاج الى أنظمة غير السابقة كي تطمئن الى استثمار أموالها , بهذا المعنى لم يعد من مكان لوجود نظام وطني يعتمد العسكرة وتسييج حدوده ضد الخارج . إن وطنية أي نظام الآن تقاس بمقدار مايستطيع من الانخراط داخل هذا النظام ومنافسة بضائعه وفرض وجوده عليه بتنمية موجهة تعتمد على شعبها فيه من خلال مؤسساتها الديمقراطية .
لايبدو أن السوريين راغبون بالتخلي عن أجواء الحرب الباردة والتفكير بعقلية الماضي لا هم ولا حلفاؤهم من القوى السياسية في الداخل والخارج , الذين يروجون لخيار المقاومة ليل نهار ويرون ان امريكا مأزومة وتريد ان تصدر ازمتها عسكريا الينا وهي على بعد امتار من الهاوية واللحظة مناسبة لدفعها اليها , وقد غرهم وشجعهم على ذلك " انتفاضة الفلوجا المؤقتة " .
باعتقادي أن أي مقاومة مسلحة لأمريكا الآن هو خدمة لأمريكا كي تضربها باسم الارهاب وتوفر لها السيطرة على المنطقة , ربما يصح هذا الطريق مستقبلا في ما إذا تحول العالم الى نظام متعدد الأقطاب .
لماذا تصر القيادة السورية على السير في نفس الطريق السابق , لماذا لاتتعظ لما جرى لصدام حسين ؟ لماذا وقعت بنفس الفخ في لبنان كما قال حليفها وليد جنبلاط ؟. لماذا لاتدرك هذه القيادة أن عصر اللعب على التناقضات الخارجية قد ولى ولم يعد لديها سوى الالتفات الى الداخل كي تتقوى بشعبها ضد أمريكا ؟
يبدو ان هذا الطريق مؤلم جد1 للقيادة السورية بشقيها السياسي والأمني بعد ترويض لهذا الشعب عمره أكثر من أربعين عاما .
الأمثلة أكثر من أن تحصى قدمتها لنا سياسة القيادة في الفترة التي سمتها هي فترة التطوير والتحديث , ومنها على سبيل المثال لا الحصر .
1- تقديم أربعة عشر ناشطا ومثقفا ومهتما بالشأن العام وجرجرتهم أمام محكمة عسكرية لأكثر من عام , في حين قدمت في تلك الفترة كل التسهيلات لعشاق الرياضة وركوب الخيل ومعجبي رويدا عطية كي يزاولو هواياتهم بحرية .
2- استنفار القيادة من أجل قطع الطريق على اعتصام سلمي دعت اليه إحدى منظمات حقوق الانسان من أجل الغاء قانون الطوارئ واتهامهم بأنهم متعاونين مع الخارج الذي يضغط تهويلا على سوريا .
3- منع اعتصام سلمي دعت اليه المعارضة اليسارية السورية من أجل المعتقلين السياسيين السوريين وتفريق من تجاوب مع الدعوة بالقوة مع أن عددهم لم يتجاوز المئات في حين تغض القيادة النظر عن نشاط يميني مناصر لمسلمي الفلوجا يتجمع فيه عشرات الألوف .
4- عفو عام يشمل كل المجرمين في حين كان ينتظر السياسيون عفو من نوع آخر وبآلية مختلفة عن الآلية المعروفة والمتبعة في سوريا منذ ثلاثين عاما .
أعتقد لم يبق أمام القيادة السورية إذا كانت جادة في مجابهة الضغوط الخارجية سوى الانفتاح على شعبها ( ويبدو ان الضغوط القادمة الخارجية ستركز على الداخل لأنهم يعلمون مدى الهوة بين القيادة والشعب ) وأول جسور الثقة نحو هذا الشعب, هو أنصاف من تضرروا من المرحلة السابقة ودمرت عائلاتهم وتشتت شملهم لأنهم كانوا يحملون رأيا سياسيا مخالفا لرأي تلك القيادة .



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب ضعف وتشتت اليسار العربي
- القرن العشرون وظاهرة الزعيم الخالد
- انطلاقة حزب العمل الجديدة في سوريا والموقف الصحيح حيالها
- بحث في إشكالية العلاقة بين الحركة السياسية والحركة العفوية
- حياة الدكتور عارف دليلة تواجه خطرا حقيقيا
- ليس من اختصاص الرئيس البشار العفو عن جرائم واقعة على امن الد ...
- الاسلام والبلشفية مصدران للاصولية في العراق الجريح
- ترخيص بحمل السلاح مرتين
- سأضرب في هذا المقال عصفورين بحجر واحد
- هل هذا المال حلال أم حرام ؟
- مهيار وحيدا على قارعة الطريق - قصة قصيرة مهداة الى الصديق أك ...
- متى نتحول نحن السوريين من رعايا إلى مواطنين ؟
- من الذي أتى بالدب الأمريكي إلى كرم العراق ؟؟ ومن الذي يقوده ...
- الهم بارك وزد في شهادات البعثيين السوريين القدامى
- دفاعا عن المعارضة السورية
- لمن يجب أن يوجه الاتهام ؟!م
- السياسة والأفيون
- تعميق المدرسة البكداشية في سوريا على طريقة تعميق مارتوف ل بل ...
- مدرسة الواقعية الاشتراكية وتجليها في - داغستان بلدي -
- القيادة الفلسطينية لا ترقى الى مستوى نضالات شعبها


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - ليس من مصلحة السوريين مجابهة أمريكا لى طريقة صدام حسين