أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سليم نصر الرقعي - العروبة ليست رابطة عرق ودم!؟















المزيد.....

العروبة ليست رابطة عرق ودم!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 3195 - 2010 / 11 / 24 - 19:03
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


إن الإنتماء للعروبة كثقافة وهوية و للعرب كقوم وأمة لم يعد يقوم اليوم على أساس الإنتماء العرقي والسلالة والعنصر والجنس والنسب والدم العربي بل أصبح الإنتماء للعروبة كثقافة وهوية وللعرب كقوم وأمة قائما ً على أساس الإنصهار في الثقافة والهوية العربية فضلا ً عن الشعور الوجداني بالإنتماء إلى هذه الثقافة وهذه الأمة لذا نجد الكثير من عرب اليوم ليسوا عربا ً بالإنتساب بل بالإستعراب!.. فالعرب اليوم في حقيقة الأمر ليسوا جنسا ً من الأجناس بل هم خليط من أجناس وشعوب وقبائل وعوائل شتى من الناس!.. فلو تتبعت أصولهم من حيث العرق أو النسب أو حتى من حيث "الحمض النووي"(DNA) لوجدت أن بعضهم أو الكثير منهم لا ينتمون عرقيا ً ونسبا ً للعرب العاربة أو الأقحاح (*)(!!!) وستجد أن بعضهم إنحدر من حيث الأصول العليا أو الدنيا (البعيدة أو القريبة) من أعراق شتى وأقوام أخرى!.. وستجد أن بعضهم أو الكثير منهم ينحدر من حيث العرق ومن حيث النسب من أصول تركية أو أمازيغية أو كردية أو شركسية أو شيشانية أو ألبانية أو يونانية أو فارسية أو هندية أو زنجية إفريقية أو قبطية أو ......إلخ .... ولكن بمرور القرون إنصهرت هذه العوائل أو القبائل المنحدرة من تلك الأصول والأعراق غير العربية في الثقافة والهوية العربية وإنفصلت تماما ًعن أصولها القديمة بل وعن ثقافتها القديمة!.. ومن لم ينصهر منهم بالكامل فإنه أصبح يحمل هوية وثقافة مزدوجة!.. وإزدواج الهوية والثقافة خصوصا ً في هذا العصر أصبح أمرا ً عاديا ً غير منكر!..فالقومية العربية بصورتها الحديثة قومية مرنة مفتوحة قائمة على أساس ثقافي بالدرجة الأولى وكان للإسلام الفضل الأول في صياغتها وتكوينها وصناعتها على الشاكلة التي إستقرت عليها اليوم فهي إبنة وصنيعة الإسلام دينا ً وتاريخا ً ودولة ً بالدرجة الأولى!.

القومية الوطنية المعاصرة :

وفي الواقع أن بناء وتكوين القوميات على أساس العرق بات في عصرنا الحاضر من الماضي البعيد وأصبح دعاة القوميات والوطنيات العرقية الذين يبالغون في النظر إلى الجنس والعرق والدم يُوصفون في عصرنا الحاضر بالقوميين المتشددين أو بالعنصريين أو "النازيين" الجدد!.. وفي كل أمة وشعب وعند كل قوم نجد بعض الأفراد العنصريين ونجد بعض دعاة العنصرية ودعاة القومية والوطنية "الشوفانية" المتشددة والمغلقة القائمة على أساس فكرة العرق والدم والتطهير العرقي والإستعلاء بالنسب! .. إلا أن كل القوميات والوطنيات المعاصرة اليوم باتت تتجه بشكل عام - بسبب إنتشار الثقافة الليبرالية وثقافة حقوق الإنسان وثقافة العولمة - نحو التشكل على أساس ثقافي ووطني معزز بفكرة المواطنة وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات!.. فالقومية الوطنية البريطانية اليوم مثلا ً وإن كان أصلها "أنجلوسكسوني" ولكنها أصبحت وطنية وقومية مفتوحة تحتضن جماعات وأفرادا ًً من أعراق وقوميات أخرى وتستوعبهم في تركيبتها الوطنية القومية العامة وكذلك الحال بالنسبة الوطنية أو القومية الإمريكية فهي وطنية وقومية مرنة ومفتوحة وهكذا الحال في كندا وإستراليا وعدة بلدان .. وهكذا كان حال القومية العربية اليوم – بل ومنذ قرون – فهي كانت قومية مرنة ومفتوحة ومتطورة وقابلة لإستيعاب الآخرين من كافة الأجناس والأعراق من خلال آلية الإستعراب الذاتي حيث إستعربت عوائل وقبائل من أصول غير عربية بالكامل حيث كان هذا الإستعراب يحدث بطريقة ذاتية تلقائية من قبل الأشخاص والعناصر والعوائل والقبائل المندمجين في الثقافة والهوية العربية ولو كان العرب الفاتحون للبلدان تحت راية الإسلام يجبرون شعوب هذه البلدان على الإستعراب بالقوة لتم تعريب إيران والهند وغيرها من البلدان التي فتحها العرب ولكن الحق أن الشعوب والقبائل والعوائل التي إستعربت وإندمجت في الهوية والثقافة العربية إنما كانت لديها القابلية للإستعراب والرغبة في الإندماج والإنصهار العنصري والثقافي في لحمة العروبة ومن إستعرب أصبح عربيا ً.. أما العوائل والقبائل والشعوب التي رفضت الإستعراب وتحصنت في حصون ثقافتها الأصلية مع قبولها بالإسلام فقد حافظت رغم الفتح العربي الإسلامي بهويتها وثقافتها الأصلية ولغتها القومية وبعضها حاول التحصن ضد عملية الإندماج والإستعراب التي كانت تحدث بشكل تلقائي بسبب قوة الثقافة العربية الإسلامية من خلال بعض "آليات الحماية والدفاع الثقافية" كالإمتناع عن مصاهرة العناصر العربية وكالتحصن بمذهب ديني يختلف عن مذهب الغالبية العربية "السنية"!!.

الإسلام ليس ضد تعدد الأوطان والأديان في المجتمع الواحد:

وبشكل عام ومن حيث المبدأ فإن الإسلام ليس ضد إختلاف الناس من حيث القوميات والأوطان ولا ضد تعدد الثقافات والأديان فهو يعترف أن إختلاف الناس وتنوع ثقافاتهم وأعراقهم وألسنتهم وألوانهم وعناصرهم وظروفهم الطبيعية والإجتماعية والإقتصادية هو من سنن وأيات الله في خلقه ولكنه وسط كل هذا التنوع والتعدد والإختلاف يؤكد على وحدة البشر وأنهم كلهم عبيد لرب واحد وينتسبون لأب واحد وأنهم سواسية كأسنان المشط وأنه لا فرق بين عربي وأعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى!.. والتقوى أمر قلبي غيبي لا يعلم بحقيقته حق العلم إلا الله وحده وبالتالي فهو سبحانه وتعالى وحده من يحاسب عباده على أساس ما في القلوب يوم الحساب!.. أما في الدنيا فالناس يتفاوتون من خلال ما يقدومونه وينجزونه من أعمال رشيدة ومجهودات مفيدة لصالح أوطانهم أو صالح البشرية ككل.. كما أن الناس في ظل الدولة الوطنية المعاصرة القائمة على فكرة المواطنة سواسية كأسنان المشط أمام القانون وأمام القضاء والدولة!.

التعصب القومجي يقابله تعصب قومجي آخر:

وللحقيقة وللتاريخ أن أكثر من أساء للعروبة خلال هذا العصر هو التيار "القومجي" المتشدد ذو النفس الشوفاني الذي حاول إقصاء الأقليات غير العربية المتواجدة ضمن الدولة العربية المعاصرة بل وحاول فرض التعريب عليها بالقوة وإجبارها على التخلي عن خصوصياتها الثقافية ولغتها القومية غير العربية مما ولد لدى هذه "الأقليات" الوطنية غير العربية شعور بالغبن والغضب بل وربما شعور بالحقد على العرب وكراهية العروبة كهوية وثقافة بل وربما كراهية الإسلام كدين لدى بعض غلاة العنصريين بدعوى أن هذا الدين هو دين العرب (!!) وأن الإسلام كان هو أداة للتعريب والتذويب الهوياتي بزعمهم! .. وزاد من الطين بلة ً أن التيار العروبي الشوفاني المتشدد كما هو الحال في إتجاه الحركة الناصرية في مصر وحزب البعث في سوريا والعراق و"القذافية" في ليبيا إرتبط بتطبيقات إشتراكية متطرفة ومتعسفة وبحكم العسكر وممارسة القمع والديكتاتورية فصار ينطبق عليه المثل العربي القائل: " حشف وسوء كيله!.

مضاعفات وتداعيات فشل المشروع القومي العربي:

وفي ظل فشل الدولة العربية المعاصرة التي قامت على أساس الأحادية والقبضة الحديدية فإن ممارسات تلك الحقبة الدموية والإستبدادية خلفت في الكيان الوطني لكل قطر عربي تراكمات ومشكلات وإلتهابات ديموغرافية هي بمثابة الألغام والقنابل الموقوتة القابلة للإنفجار!.... واليوم وقد فقدت الدولة العربية المعاصرة هيبتها وإحترامها وقبضتها الحديدية كما فقدت مشروعيتها وقاعدتها الشعبية .. وفي ظل هبوب ريح العولمة وما وفرته من حريات وإمكانات للأفراد والجماعات والشعوب فإن تلك "الإلتهابات الديموغرافية" المتراكمة عبر العقود وتلك الحقوق الثقافية المهضومة والمحرومة وجدت الطريق لرفع صوتها بالصراخ للتعبير عن الغضب والألم التاريخي وللمطالبة بالحقوق المشروعة وقد يصاحب هذا الغضب المتراكم رغبات شوفانية متطرفة من قبل أصحابها لا تكتفي برد الحقوق ورد الإعتبار بل تتجاوز ميزان العدل والإعتدال بالتعبير عن الرغبة في الإنتقام والإستعلاء بل والإنفصال مما يضع هذه الأقطار العربية المتضعضة ووحدتها الوطنية ولحمتها الإجتماعية على كف عفريت!!.

الحل في الدولة الوطنية الديموقراطية:

والحل العقلاني والراشد الوحيد لا يكون بتبني المناهج والمطالب القومية الشوفانية والرد على التطرف العروبي بالتطرف الآخر(الكردي أو الزنجي أو الأمازيغي) أو العكس بل يكون بالتنادي لإقامة دولة وطنية ديموقراطية تقوم على أساس حقوق المواطنين (الأفراد) وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات!.
وفي ظل دولة وطنية كليبيا يمثل فيها الإسلام اليوم دين كل الليبيين فإن شعار حركتنا الوطنية الليبية ينبغي أن يكون هو كالتالي :
(ليبيا أمنا ووطننا ودولتنا .. والإسلام ديننا وعقيدنا وشريعتنا .. والديموقراطية هي طريقتنا السياسية) وكفى بهاتين الرابطتين (الرابطة الوطنية والرابطة الدينية المشتركة) بين الليبيين رابطا ً يحمي لحمة ووحدة هذه الأمة الليبية التي تم التعبير عنها في إعلان ميلاد دولة ليبيا وميلاد إستقلالها في 24 ديسمبر من عام 1951بصفة ( الأمة الليبية)!.

سليم نصر الرقعي
(*) حسب النظرية التي تقسم العرب إلى عرب بائدة وعرب باقية ثم تقسم العرب الباقية إلى عرب عاربة وعرب مستعربة فإن نبي الله "إسماعيل" وبالتالي نبينا محمد عليهما الصلاة والسلام هم من العرب المستعربة لا من العرب العاربة!.. وهذا يؤكد نظرتنا للعروبة على أنها كانت منذ القدم – ولا زالت - رابطة وهوية ثقافية مرنة ومفتوحة قائمة على الإستعراب لا على رابطة الدم والعرق!.. إطلع على مقالتي (هل الأمة العربية وهم أو في حكم الميت!؟ )



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي الثقافة!؟
- إتحاد عربي أو جامعة عربية ما الفرق؟
- أعوذ بالله من شر الديموقراطية !؟
- ماذا سيحدث في اليوم التالي لوفاة حسني مبارك؟
- هل بات التخلص من -المقرحي- على الأبواب!؟
- إنفضاح صفقة المقرحي !؟
- الجامعة العربية أم الإتحاد العربي ماذا سيختلف !؟
- هل نحن عنصريون!؟
- يبدلون دينهم من أجل لقمة العيش !؟
- الإناركية .. في ميزان العقل والدين!؟
- الأناركية .. محاولة للفهم !؟
- من هو المثقف وماهو دوره ؟ وماهي الثقافة!؟
- زمن العجز العربي وغياب الديموقراطية !؟
- نحو دولة إسلامية -ليبراليه- لا شموليه -توتاليتاريه-!؟
- في السياسة .. أرباب متفرقون خيرٌ من رب واحد قهار!؟
- ماهو سر تضارب الأنباء حول صحة المقرحي!؟
- أكشن!..القذافي والسيناريو القادم لثاني مره!؟
- لمه وليست قمه !!؟؟
- ماهي مفاجآت القذافي في قمة سرت!؟
- العقيد .. وقمة الفشل العربي الأكيد !؟


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سليم نصر الرقعي - العروبة ليست رابطة عرق ودم!؟