أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - ليست معركة بين أصلعين على مشط !














المزيد.....

تأملات - ليست معركة بين أصلعين على مشط !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3195 - 2010 / 11 / 24 - 08:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تأملات
كأنما كتب على هذه البلاد أن تخرج من معركة لتدخل أخرى. فما أن انتهت معركة الرئاسات الثلاث، وخصوصاً رئاسة الوزراء، حتى اندلعت معركة تقاسم المغانم، وبالذات الحقائب الوزارية.
وقد بدأت سمات المعركة الجديدة بالتجسد في اليوم الأول للبرلمان عند انتخاب رئيسه ونائبيه ورئيس الجمهورية. وجلية دلالات ما حدث من ارتباك وفوضى وجهل وضغوط وتعبير عن مواقف "حزبية" ضيقة، لا مواقف وطنية مسؤولة، وما الى ذلك من مظاهر وصلت ذروتها في ذلك اليوم عند انسحاب القائمة العراقية، لتتبدد الأجواء التي بدت هادئة وودية، ولتتفجر أزمة الثقة بين القوى السياسية المتنفذة، وليتجلى مظهر مثير للأسف، بل الأسى والاحباط، من مظاهر انحدار العملية السياسية وتعقد وتفاقم أزمة السياسة والمجتمع العراقي.
فقد ظل المتنفذون يتصارعون على مدى ثمانية أشهر في أجواء إراقة الدماء وتعاظم معاناة الملايين، دون أن يبالوا باستمرار المآسي، ليعودوا الى نقطة البداية، ونعني بها تمسكهم بمنهجية المحاصصات الطائفية والاثنية.
وعن حق راح المحللون، والناس عموماً، يتساءلون: اذا كانت الحصيلة هي العودة الى هذه المنهجية فلماذا استمرت المعاناة ؟ ألم يكن ممكناً أن يتوافقوا على تقاسم المغانم منذ البداية مادام التقاسم هو المبدأ ؟ لقد كان قليل من الحياء كافياً لتقاسم النفوذ، في سياق تشكيل حكومة ضعيفة هشة، دون مبرر لذلك الدم البريء المراق.
ومما يلفت الأنظار، في هذا السياق، أن متنفذين لجأوا الى استخدام وسائل مختلفة بينها الاستقواء بالمحتلين والدول الاقليمية، بل وقوى ظلامية، لمواصلة خوض الصراع بطرق مكشوفة أو مستورة، وممارسة الضغوط والتهديدات والاتهامات والعراقيل، والتشكيك بامكانية اتخاذ خطوات عملية في إطار العملية السياسية، وخلط الأوراق والمفاهيم على نحو مغرض.
ومن ناحية أخرى يحاول البعض الايهام بأن عملية توزيع الحقائب الوزارية ليست عملية محاصصة، إذ تستند الى مبدأ الكفاءة والنزاهة، وهو شكل معروف لـ "إخراج" العملية بصيغة أخرى، وكأن "الكفاءة والنزاهة"، على افتراض وجودها حقاً، هي وحدها التي تنفي المحاصصة، مما يعني، في الواقع، تجاهلاً لجوهر المحاصصة القائم، وهو توزيع المناصب بين القوى السياسية المتنفذة حسب مبدأ "الشراكة" بين شيعة وسنة وأكراد، وهو مبدأ سيرسخه المتنفذون، مما يضيف الى الأزمة فيعمقها، وليس العكس كما يحاول البعض الايهام.
أما "المحررون"، الذين أشاعوا الفوضى واتخذوا قرارات متخبطة وفرضوا منهجية المحاصصات وواصلوا غطرسة "العم سام"، فقد انكشف جديد من أوراقهم عبر مساعيهم المحمومة للتدخل السافر لصالح هذا الطرف أو ذاك انطلاقاً من "حقيقة" أنهم "سادة" البلاد الذين يجب أن يبقوا ممسكين بخيوط اللعبة كلها. غير أنهم أخفقوا، على ما يبدو، في فرض وصايتهم على النحو الذي يريدون ضماناً لمصالحهم.
واذا كان للمرء أن يفهم أن جهات "خارجية" يمكن أن تتدخل من خلف الكواليس، وهي مسألة مألوفة في عالم السياسة، فان تدخل "المحررين" تجاوز هذه القاعدة وكشف عن استهانتهم عبر التلويح بالتهديدات.
وبات من الطبيعي أن يحذر وطنيون حقيقيون من عواقب وخيمة ومخاطر جدية على العملية السياسية ومصير البلاد ووجهة تطورها اذا ما احتدم الصراع على النفوذ واتخذ صيغاً أخرى يمكن أن تعصف بالعملية السياسية بأسرها.
كما أنه ليس من العسير على محللين منصفين أن يروا حقيقة أن من بين تجليات أزمة البلاد الخلل الخطير في العملية السياسية الذي أدى الى مأزق في مؤسسات وممارسات نظام الحكم.
ولا ريب أن منهجية المحاصصات هي التي خلقت، من بين حقائق أخرى، سلوك التجاوز على الدستور عبر انتقاء المتنفذين ما يتوافق من أحكامه مع مصالحهم الضيقة وإهمال ما يتعارض وهذه المصالح.
ولعل مما يثير الانتباه، بل الأسى، أن القوى المتنفذة حولت موضوعة التوازن بين "مكونات" المجتمع الى عربة توجهها حيثما تشاء لتكرس بذلك منهجية المحاصصات، وتقاسم المغانم اعتماداً على هذه المنهجية المقيتة.
وارتباطاً بهذه الحقيقة يمكن القول ببساطة إن الأزمة السياسية، وهي اجتماعية بنيوية في الجوهر، ستظل قائمة مادام نظام المحاصصات قائماً، ولن يكون أكثر من إيهام وتضليل القول إن الأزمة يمكن حلها بمعزل عن التخلي عن هذا النهج.
* * *
سيشتد أوار المعركة الحالية على المناصب الحكومية في الأسابيع المقبلة. والله وحده يعلم أية عواقب يمكن أن تنجم عنها. إنها معركة صراع اجتماعي محتدم على الامتيازات، وليست معركة بين أصلعين على مشط، حسب تعبير الكاتب الأرجنتيني العظيم بورخيس.
كيف يمكن لملايين أن يثقوا بنهج في الحكم هو سبب تفاقم معاناتهم المريرة ؟
كيف يمكن الحديث عن حكومة شراكة حقيقية مادامت تستند الى تقاسم النفوذ على أساس منهجية المحاصصات، أم البلايا ؟
ما من سبيل لتبديل الحال سوى استثمار السخط. وليس من المبالغة في شيء القول إن المناخ الراهن مناخ نموذجي، بمعنى ما، لاستثمار السخط. وهذه هي لحظة قوى اليسار والديمقراطية للسير مع الناس وفي طليعتهم، وتبصيرهم، عبر أساليب واقعية مثمرة وخطاب مقنع، بسبيل تحدي الواقع بأمل تغييره.

طريق الشعب – الثلاثاء 23/ 11/ 2010



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - أغرقوا تراتيل -سيدة النجاة- بالدماء !
- تأملات - أيَّ عار يغسلون !؟
- ما صمتكم أيها الجياع !؟
- تأملات - بعيداً عن الأوهام !
- تأملات - ينابيع السخط ورايات الاحتجاج
- تأملات - نخبة الى نعيم وملايين الى جحيم !
- تأملات - أفجر جديد حقاً !؟ من يخدعون !؟
- تأملات - شوارع -خضراء- وأخرى تسيل فيها الدماء !
- تأملات - كل هذه الكوابيس .. وينامون رغدا !
- تأملات - هذه الأوهام المغرضة !
- تأملات - طفح الكيل .. ألا يستحون !؟
- تأملات - في التيار الديمقراطي (4)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (3)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (2)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (1)
- تأملات - شرارة سخط تنذر باللهيب !
- تأملات - يا لهذا -الصبر الجميل- !
- تأملات - في -حرية النقد- وتدقيق الخطاب السياسي
- تأملات - من برودة المكاتب الى دفء الحياة !
- تأملات - في رسائل ماركس الى كوغلمان (2)


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - ليست معركة بين أصلعين على مشط !