انقذوا الشعب العراقي من الابادة معركة الشعب العراقي ضد الاحتلال الامريكي هي معركة البشرية

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 959 - 2004 / 9 / 17 - 10:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

اختارت الامبريالية الامريكية الشعب العراقي ليكون المثل الذي تقدمه لشعوب العالم على قدرتها على تركيع كل من يقف امام طموحاتها في الهيمنة على العالم لاسيما وان الشعب العراقي قاوم خططها لنحو نصف قرن منذ ثورة 14/تموز /1958 وقاوم اداتها افضع دكتاتورية عرفها التاريخ وما اقترفته من جرائم وحروب وما نجم عنها من حصار اقتصادي وقصف باليورانيوم المنضب لاعطاب البشر والبيئة، فضلا عن ان هيمنتها على ثرواته النفطية تمكنها من فرض هيمنتها على العالم عن طريق الهيمنة على مصادر الطاقة . فالعراق يمتلك ثاني احتياطي العالم من النفط.
ان للشعب العراقي امجاد تاريخية خدمت البشرية عبر تاريخها الطويل كما قدم امثلة رائعة لشعوب العالم في مكافحة الامبريالية واليوم ورغم غياب القيادة السياسية الواعية يواجه اعتى اعداء البشرية قطب العولمة الراسمالية الاوحد الامبريالية الامريكية المدججة باحدث اسلحة الابادة الجماعية وبتجارب كل اعداء البشرية عبر التاريخ ولاسيما الامبريالية البريطانية التي تشارك الامبريالية الامريكية في احلامها ولو بالفتات . لقد استطاعت الادارة الامريكية اختراق جميع القوى السياسية وسخرتها لخدمة اهدافها والهتها بالمراكز والوظائف واشغلتها بصراعات عن القضايا الاساسية، اوباحلام طوباوية اقعدتها حتى عن استخدام الوسائل السلمية الفعالة المتاحة بل وفوتت الفرصة لتصعيد النضال الجماهير وكسر الرعب والسلبية التي رسختها الدكتاتورية بعد ان انطلقت الجماهير اثر سقوط النظام. في حين استغلت قوات الاحتلال كل الوقت لبناء قواعدها العسكرية وترسيخ قواعدها الاجتماعية وزرع العصابات الارهابية وتعبئة كل وسائل التفرقة وتهديم كل المعالم الحضارية والبني التحتية.
لقد هب الشعب العراقي لمقاومة قوات الاحتلال رغم كل محاولات التدجيل التي اعلنتها قوات الاحتلال بانها جاءت محررة لا محتلة في حين بقيت القوى السياسية تتعاون معها وترفض تسميتها بقوات الاحتلال واطلقت عليها اسم قوات التحالف حتى اضطرت هذه القوات نفسها بالاعتراف بانها قوات احتلال . ولكن المقاومة بقيت بدون قيادة سياسية واعية تضع لها ستراتيجيتها وتصونها من الاختراق وترسم لها الخطط السلمية والعسكرية الملائمة والمرنة وتضع لها برنامجها المتطور مع تطور الاحداث وتعمل على كسب الجماهير العراقية اولا وقوى الرأي العام العالمي ثانيا. الامر الذي من شأنه ان يصعب على قوات الاحتلال تلويث المقاومة بالاعمال الارهابية ودمغها بالارهاب واستغلال ذلك لتبرير حملات الابادة ضد الشعب العراقي. وبدلا من ذلك دعمت هذه القوى السياسية الحكومة المؤقتة في اطلاق يد قوات الاحتلال لسحق مواقع المقاومة بحجة سحق بؤر الارهاب وعدم قدرتها على مواجهة المشاكل الامنية الداخلية..
لقد اكتفت فصائل العولمة الانسانية حتى اليوم بتشجيع المقاومة العراقية. وكان لنشاطها قبل الحرب دور فعال في توعية الجماهير العراقية باهداف الحرب الحقيقية وكان لمظاهرة 15/شباط 2003 تأثير بالغ على الجماهير العراقية. وإذ تدعم فصائل العولمة الانسانية بنشاطاتها الموسمية الشعب العراقي بالمطالبة بانهاء الاحتلال فان هذا لم يعد كافيا لاسيما وان قوات الاحتلال اليوم تمارس حرب ابادة حقيقية ضد الشعب العراقي بمختلف الاسلحة. فالغارات الجوية على النجف والفلوجة ومدينة الثورة والكوت والموصل والعمارة مستخدمة الاسلحة المحرمة دوليا مثل القنابل العنقودية وغيرها فضلا عن نشر الاوبئة واستخدام عصابات الارهاب الدولي مثل منظمات القاعدة والزرقاوي للقيام باعمال ارهابية لقتل واختطاف الابرياء وتهديم البني التحتية والمعالم التاريخية بما فيها المساجد والكنائس لبث الفرقة بين ابناء الشعب العراقي وقطع التيار الكهربائي لفترات طويلة في بلد تبلغ درجة الحرارة في الظل50 درجو مئوية. انها سياسة ابادة متكاملة .
ان الشعب العراقي بامس الحاجة اليوم اولا وقبل كل شيء الى القيادة السياسية التي تؤمن بالاستراتيجية العولمة الانسانية وهي ان العولمة الراسمالية وقطبها الامبريالية الامركية هي العدو الرئيس للشعب العراقي ولعموم البشرية ويجب توحيد كل القوى وكل الجهود لمقاومته ووضع تكتيكات مرنة تمكن الشعب العراقي من استخدام كل وسائل الكفاح لانهاء الاحتلال وتحريم الاستعانة بها لحل اية مشكلة امنية. وثانيا- انه بأمس الحاجة الى دعم العولمة الانسانية لنضاله بنشاطات يومية تتجاوز مظاهرات الاستنكار والاحتجاج على اعمال الابادة، الى نشاطات عملية فعالة: الى اضرابات عمال النقل عن نقل الاسلحة الامريكية الى العراق ، الى سحب الجيوش المشاركة في قوات الاحتلال من العراق ، الى تعبئة وتوعية الشعب الامريكي باهداف الادارة الامريكية الحقيقية من الحرب التي يذهب ابنائه ثمنا لها ، الى تحريض الجنود على رفض الخدمة، الى تحريض العلماء والمهندسين على رفض انتاج واستخدام اسلحة الدمار ضد الشعب العراقي، الى مقاطعة البضائع الامريكية على الصعيد العالمي.. والخ من وسائل الكفاح الفعالة، والممكنة .
ان معركة الشعب العراقي اليوم هي معركة البشرية من اجل تحررها من العولمة الراسمالية والهيمنة الامريكية ، هي معركة حياة او موت ليس للشعب العراقي فقط بل وللبشرية عموما. ويتوقف نجاحها على قدرة الشعب العراقي على خلق قيادة سياسية واعية وعلى دعم قوى العولمة الانسانية الفعال والعملي.

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات