أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي شايع - وبالمسنين إحسانا!














المزيد.....

وبالمسنين إحسانا!


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 3193 - 2010 / 11 / 22 - 01:27
المحور: حقوق الانسان
    


لعلّ من نافلة القول إن الأب راع لأبنائه بالفطرة، وأكثر الآباء يأملون عناية أبناء سيمضون بدورهم أيضا الى رعاية ورثتهم، وهكذا أبداً، حتى أن معظم الديانات قرنت رعاية الوالدين بالإيمان كلّه لكنها لم تجد كثرة المنصفين. ووفق هذا المنطلق جعلت البلدان المتقدمة من الدولة أباً راعياً لا يغفل عن صغيرة ولا كبيرة ألا وأحصاها أو حدّدها بقانون.
القانون في السياسة وعند أهل التشريع، مجموع قواعد تصرف تبيّن الإجازة من عدمها، وتسنّ حدوداً للعلاقات والحقوق بين الناس، وتضمن هذه الحقوق؛ تامة ومستوفية، بين الأفراد والدولة، ويبقى هذا القانون محط نظر وتمحيص ليكون على قدر توافق عال مع حاجة الإنسان، وثمّة سلطات قضائية في الدول المتقدّمة يمكن أن تغيّر قانوناً وفق هذا الشرط، ومن هذه السلطات محكمة العدل الأوروبية، وهي محكمة أقرتها دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة لحسم القضايا ذات الإشكال في الدول السبع والعشرين المنضوية تحت منظومة قانونية متقاربة، وهذه المحكمة كانت مؤثرة وفاعلة في صياغة قرارات مهمة تنتصف للمظلومين غالباً، فحماية حقوق الأفراد تحظى بأولوية اهتماماتها، حيث شكلت في الفترة الأخيرة ضغطاً على بعض الدول في ما يتعلق بقضية اللاجئين مثلا، وقضايا أخرى تبدأ أحيانا بقضية شخص أوروبي واحد بإمكانه رفع دعوى ضد بلده، فها هي المحكمة تنتصر لمهندس مسنٍّ تم طرده من العمل، بعد خدمة دامت ٢٨ عاماً، حين حكمت على بلده (الدنمارك) بتغيير القانون الخاص بكبار السنّ، الذي يتم استناداً له، حرمانهم من تعويض الاستقالة بسبب تقدمهم في العمر واقترابهم من سنّ الإحالة على التقاعد، وقد اعتبر القرار إدانة لممارسة التمييز ضد المسنين.
الحديث عن هذا الموضوع أو الكتابة عنه في أوروبا ربما يعتبر غريباً، فهو بديهي ولا يعدّ سابقة، فالحياة متحرّكة، ووفق آلية متغيراتها تسنّ القوانين.. قوانين وجدت أصلاً لأجل الإنسان، إنسان تدور في فلك رفاهيته أغلب أهداف السياسة، لأنه هو من يصنع الساسة، فهو الناخب، وهو المخيَّر بجعل تلك السياسة متداخلا يوميا مع حاجاته كمواطن.
في أوروبا التي يسميها البعض بالقارة العجوز – لأن معظم سكانها من كبار السنّ – ثمة ميزة منحت هذه الأرض حكمةٌ قارة وراسخة، فالمسنون أساس التوازن الانتخابي، وتفرض كثرتهم لوناً إنسانياً عطوفاً في غالب الأحيان، وهم أساس التخطيط التنموي لمن دونهم من أجيال، وتتم الاستعانة بخبراتهم والاستفادة من تجاربهم والانصياع إلى تراكم حكمتهم في معالجة الكثير من قضايا المجتمع، والقانون ضامن أول لحقوقهم، ومن يتحكّم به ويفعّل جدواه هو من يختارونه عبر صندوق الانتخابات، فهو منبع الحقوق والرحمة، وبوجوده لن نحتاج إلى القول وبالمسنين إحساناً، فمن يَنتـَخب يُحسن، ومُحسن الاختيار إنما يُحسن لنفسه ومستقبله.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لِتُقرع الأجراس لأجل الصحافة
- مبارك للمعارضين أيضاً!
- الزواليون
- أرْغْنُ سيِّدَة النجاة
- قرض المريض وقرظه!
- إن سعيكم لشتى!
- انتصار إنساني
- كلّه قبر مالك
- نقص القادرين
- علاج المدمن .. مهمة الدولة
- آثارهم!
- نبرة اليمين..تشدّد واقع
- سعادة العمل
- في العراق..كلّنا طبيب نفسه!
- كتابة للنسيان
- إرهاب الدواء في العراق!
- طائر التمساح!
- جدل بيزنطي
- المعارض الايجابي
- المحكمة الإعلامية


المزيد.....




- الجزائر تستعجل المجموعة الدولية لتنفيذ قرار اعتقال نتنياهو و ...
- فتح تثمن قرار المحكمة الجنائية الدولية: خطوة نحو تصويب مسار ...
- نتنياهو: قرار المحكمة الجنائية الدولية إفلاس أخلاقي.. ويوم أ ...
- السلطة الفلسطينية تُرحب بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغا ...
- رويترز عن وزير الدفاع البريطاني: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو ...
- رويترز عن وزير الدفاع الايطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو ...
- الجزائر ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتق ...
- البيت الأبيض: مذكرات الاعتقال بحق المسؤولين الإسرائيليين مرف ...
- نتنياهو ردا على قرار المحكمة الجنائية الدولية: لن نستسلم للض ...
- قادة ورؤساء صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من الجنائية الدولية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي شايع - وبالمسنين إحسانا!