أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد بني حسن - لماذا يأمر شارون موفاز بقمع المتطرفين؟!














المزيد.....


لماذا يأمر شارون موفاز بقمع المتطرفين؟!


عماد بني حسن

الحوار المتمدن-العدد: 959 - 2004 / 9 / 17 - 09:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


لاشك أن قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بتكليف وزير دفاعه شاؤول موفاز بردع اليمينيين الرافضين لخطتة الانسحاب من غزة، هو قرار صعب على شارون نفسه، وهذا لموقع ومكانة موفاز العسكرية والدموية الموافقة لتوجهات ومفاهيم شارون التاريخية، وموفاز اليهودي الإيراني النشاز بأصوله الإيرانية على مستوى الداخل الإسرائيلي من حيث التركيبة العرقية، والنشاز بقفزتة من الأركان إلى وزارة الدفاع وهو الوحيد في تاريخ إسرائيل الذي يتبوأ منصبا بدون خلفية تنظيمية حزبية، لكنه شكل رأس الإرهاب المتطرف للأحزاب المؤتلفة مع الليكود في الحكم والذي أوصله إلى هذه المكانة هم أنفسهم المتطرفون الذين سيقمعهم اليوم وفق قرار شارون ..
وما كان موفاز سيصل إلى هذا الموقع لو لم يكن شارون هو الذي يقود الحكم، والذي يشبهه ويمثل نسخته الحقيقة في الإجرام وهو الوحيد أيضا القادر على التهور في تنفيذ قرارات عسكرية قذرة بلا حسيب ولا رقيب .. ويحمل وزير الدفاع المدفوع من شارون ليكون كبش فداء الداخل الإسرائيلي الكثير من المواصفات التي تلائم ارئيل شارون .. إلا أن المتغيرات الانتخابية الأمريكية وتورط إدارة بوش بالكثير من الجرائم والاخفاقات على مستوى العالم ..جعل من الظرف الحالي لا يحتمل مواصفات الرجلين، ووجد شارون فرصته التاريخية وفرصته في ترويض الصورة في المنطقة، ومحاولة قلبها من الجريمة المرتكبة يوميا بحق الفلسطينيين بلا هدف أو معنى إلى صورة تخدم شخصه وتغير وفق نظرته ملامحه الإجرامية إلى مواصفات رجل سياسي كل ما فعله كان لأهداف سياسية وليس لإجرام منظم وبلا هدف، وبالتالي فإن الوضع لم يعد يحتمل صورا بشعة مكررة ومتطابقة وهذا يتنافى مرحليا مع الأحلام الرومنسية للتاريخ اليهودي ولا يخدم دولة إسرائيل التي باتت تلعن صباح مساء في وسائل الإعلام الحرة عالميا نتيجة هذا التاريخ والوجه القبيح لقادتها السياسيين والعسكريين، وشارون وموفاز ورئيس الاركان يعلون نسخة نموذجية لهذا الوجه القبيح الذي لم يعد يطاق خاصة وأنهم شكلوا حلفا ملعونا مع.
إلا أن الأمر كما يبدو وصل إلى خيارات، ولابد من تبني الخيار الأقل سوءا وتضحية، والأمر صعب بالنسبة للجمهوريين في الولايات المتحدة والليكوديين في إسرائيل خاصة وأن الأشخاص المذكورين لعبوا دورا بارزا في ترسيخ البشاعة لصورالقتل اليومي في العالم ... ولكنها الآن لحظة الحقيقة، لهذا تقتضي السياسة الحالية التهدئة على جبهة ساخنة بطريقة أو بأخرى كي لا تقدم الكثير مع بروز إدارة جديدة في واشنطن من الديمقراطيين، لذلك على إسرائيل أن تكون الأفعى المطيع في هذه اللحظات، كما أنها لحظات تمنح السفاح فرصة تناسبت مع "رومانسية" عند السفاح شارون يريد أن يختتم حياته السياسية بها، وربما تكون المرة الأولى التي يتقلب فيها شارون ليتذوق مع الدم ورائحة الموت التي عشقهما رائحة السياسة ولكن بطعم عفن أيضا ..من خلال تقديمه وتبنيه مشروع الانسحاب من غزة، والذي يستميت لتنفيذه كرغبة شخصية في تذوق طعم السياسة الفاسدة أيضا .
وبناء على ما يمكن أن يحصل، فإن إصرار شارون على موقفه بتكليف موفاز بقمع المستوطنين لن يؤدي بالثعلب موفاز إلا إلى الاستقالة، وأما موفاز، فما يقوم به هو التضحية بشارون وكسب ود المتطرفين كونه لايشكل في الحياة السياسية الإسرائيلية الداخلية أي ثقل حزبي، فالمحللون الاسرائيلييون والمقربون من شارون شخصيا يرون حقيقة ما أقدم عليه، وقد سمعوا منه ما يخططه لحياته الشخصية ولا يعتبرون ما يجري سوى صورة رومنسية لنهاية سفاح تاريخي وصل حد الإشباع من القتل، ولكن هل سيقفز موفاز مبكرا من المظلة أم سيزيد الاشتعال الداخلي احتراقا؟، لا يبدو أنه سيسلم، وأما شارون فإنه لا ينهي حياته إلا بحرب من نوع آخر بين الإسرائيليين يضيفها لتاريخه الدموي، ربما أيضا على الإسرائيليين أن يدفعوا ثمن حماقاتهم التاريخية في الاستسلام لرؤوس التطرف والإرهاب وتأييدهم بشكل أعمى ضد الفلسطينيين والعرب عموما



#عماد_بني_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عين الحلوة حقل النفط الاحتياطي


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد بني حسن - لماذا يأمر شارون موفاز بقمع المتطرفين؟!