أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محمد ألمانيا - -وأخيرا تم انهاء شجار العصافير فعلا داخل حقل ذرة ممو-















المزيد.....

-وأخيرا تم انهاء شجار العصافير فعلا داخل حقل ذرة ممو-


محمد محمد ألمانيا

الحوار المتمدن-العدد: 3192 - 2010 / 11 / 21 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ـ سير الشعب الكوردي الجنوبي في اتجاه الاندماج الطبيعي داخل العراق أكثر بكثير من التطور نحو توفير المستلزمات الكيانية المأمولة!

ـ هذه المرة، يصعب وضع لوم مزعوم آخر على الغرب ـ الأمريكي!

ـ تزايد الصعاب للشعب الكوردي ونخبه الكفوءة الوطنية للقيام حتى بمبادرة علاج مناسب أيضا!

منذ حوالي أربعة أشهر كنت قد نشرت مقالين تحت نفس العنوان باللغة الكوردية/ Fessle Chuka ( Teirika) talî di navbere Garisê Memo pêk tê / وباللغة العربية / انهاء شجار العصافير يتم أخيرا في حقل ذرى ممو /, وذلك بصدد جدال وعدم توافق الأطراف السياسية العراقية آنذاك حول تقاسم السلطات بينهم بعد انتخابات شتاء 2010. وقد أبديت رأيي حول مخرج ممكن لذلك الخلاف، بأن ايجاد ذلك سيتم على حساب رزمة حقوق استراتيجية مضحية أخرى للشعب الكوردي الجنوبي وذلك استنادا على مؤشرات ومعطيات معينة على الساحة الكوردستانية الجنوبية والعراقية بشكل عام منذ تحرير العراق 2003 والى الآن.
حيث ينص ذلك المثل تقريبا التالي:
"عندما تتشاجر العصافير فيما بينها طويلا، تتوصل أخيرا الى صلح بعد هبوطها في حقل ذرى ممو", أي على حساب التهام ذرة المزارع ممو!
من خلال الاطلاع على سير السجالات والمناذعات الحادة التي كانت تحصل آنذاك بين مختلف الأطراف العراقية الفائزة بنسب كبيرة مقارنة مع تقهقر نسب نتائج الأطراف الكوردستانية الجنوبية للانتخابات البرلمانية المركزية العراقية الأخيرة وبعد مضي أكثر من ثمانية أشهر على اجرائها، يتبين أن تلك الأطراف العراقية وبتوصيات اضافية من السلطات الغاصبة لكوردستان والمجاورة للعراق تكاد تتوصل فيما بينها الى توافقات مرضية مكللة بالالتقاء المشترك ضد الخطر الكوردي المزعوم وبغية متابعة تقليص حقوق الشعب الكوردي الجنوبي المنقوصة أصلا.
وقد أصبح واضحا، منذ اعلان قادة تلك الأطراف مؤخرا عن التوصل الى توافقات حول تقاسم المناصب السيادية وذلك استنادا الى تفاهمات مبادرة القيادة الكوردستانية (حيث سميت بالمبادرة حفظا لماء الوجه)، بينما الأساس هو حصول الأطراف العراقية المركزية على تنازلات وضمانات مهمة من القيادات الكوردستانية المعنية بخصوص مستقبل مناطق 140 الكوردستانية الاستراتيجية وسكانها، وضع البيشمركة المرتقب تحت أمرة وزارة الدفاع العراقية المركزية وابعادها عن تلك المناطق وذلك مع اظهار القيادات الكوردستانية قبولها بذلك مبررين زعما لكي يحصلوا بموجب ذلك على رواتب البيشمركة من المركز، ربط مسألة النفط والمالية بذلك المركز أيضا، فرض رفع العلم العراقي المركزي الى جانب العلم الكوردستاني داخل المؤسسات المعنية حتى داخل أقليم كوردستان النصفي، عدم اهتمام المسؤولين الكورد الحاكمين أو بالأحرى يتحاشون وينفرون من الاهتمام الجدي بالكورد الفيليين المقدر تعدادهم أكثر من مليون نسمة لئلا يتم ضم مصيرهم مع مصير الشعب الكوردي وذلك خوفا من تشكيل منظمات جديدة وتأثيرها السلبي المحتمل على نتائج التصويت والانتخابات المعنية بشؤون الكورد لحسابات أولئك المسؤولين، وهكذا هناك الخوف من كورد مناطق المشمولة تحت بند 140 أيضا, عدم تحفيزهم لرجوع حوالي سبعمائة الف لاجىء ولاجئة كورد جنوبيين من الخارج الى كوردستان العراق، وذلك أيضا من دوافع تشكيكية مزعومة بأن الكثير من هؤلاء اللاجئين الكورد أصبحوا نسبيا في الغرب على درجة مهمة من التعلم والوعي السياسي والثقافي وبعودتهم سوف يزداد النقد لأسلوب ولطبيعة ادارة أولئك المسؤولين بخصوص الفساد والسرقات المليونية من ميزانية الكورد والتسلط العائلي والقبلي عليهم طبقا لتقارير العديد من وسائل الاعلام الغربية والمنظمات الحقوقية الكوردستانية والدولية المهمة, وكذلك سوف يصعد التنافس الانتخابي والتنظيمي المهدد لامتيازاتهم ولادارتهم تلك، هذا فضلا عن الأهم وهو عدم السماح بتوفير وتطوير مقدمات ومستلزمات التحرر الكياني الكوردستاني المأمول للشعب الكوردي هناك. أي أن ما يتمتع به الكورد الجنوبيون منذ 1991 داخل المحافظات الثلاثة من الحقوق القومية الكوردية يكاد ينحصر فقط في اطار التعلم والتكلم باللغة الكوردية الأولى الى جانب العربية الثانية، بينما الأمور الادارية والأمنية والسياسية بمعظمها تدير منذ 2003 مثلما تجري في المحافظات العراقية الأخرى ومن حيث المشاركة الكوردية في المناصب السيادية العراقية. والكل يعلم بأن النضال الكوردي التحرري هو للوصول الى نوع من التشكيل الكياني القومي والجغرافي المأمول المشروع وليس فقط من أجل التكلم والتعلم بلغة الأم ( حيث كان ذلك ممكنا منذ الانتداب البريطاني) وبمشاركة أفراد كورد بمناصب سيادية في العراق مثلما كان يجري منذ العهد العثماني والانتداب البريطاني وبعده أحيانا أيضا!
في هذا الاطار، يمكن القول بأن الحالة الاتحادية المزعومة في العراق، هي قائمة تماما على أساس اداري محافظاتي وليس على أساس تعددي قومي، شبيهة الى حد ما بنظام الحالة الاتحادية في دولة الامارات المتحدة التي تحوي فقط على قومية عربية واحدة أساسية. وبهذا الصدد، وان ظل هكذا يجري منذ 1991 ، فان مصير الشعب الكوردي الجنوبي هو في المسار الاندماج الطبيعي الاجتماعي الأمني الجغرافي العراقي، أكثر بكثير من التطور نحو توفير مقدمات ومستلزمات التشكيل الكياني القومي المأمول هناك.
في سياق مراجعة وبحث أسباب هذه الاخفاقات المعيقة لآمال الشعب الكوردي، يصعب هذه المرة بوضع لوم مزعوم آخر على الغرب ـ الأمريكي, فهو قد قام تماما بواجبه الملازم لمصالحه الاستراتيجة والذي تجلى ذلك بتحرير العراق من تلك السلطات الدكتاتورية الشوفينية السابقة خلال ثلاثة أسابيع وبتضحيات محدودة جدا، كما انعكس ذلك التحرير تماما ايجابيا على مصالح الشعوب العراقية ومنها الكورد أيضا، وخصوصا بعد حماية أمريكية ـ بريطانية لبعض مناطق كوردستان الجونبية منذ 1991.
حيث ان التقاء الأطراف المعادية والغاصبة لكوردستان ووفق مصالحهم ومنطقهم الشوفيني ليس بجديد، بل مورس ذلك بنجاح منذ عقود عديدة، وذلك نتيجة سوداوية ظروف الحرب الباردة السابقة ومن ثم رماديتها حتى ما قبل تحرير العراق سنة 2003.
غير أنه ومنذ تحرير UK - USA للعراق من همجية ودكتاتورية السلطة البعثية هناك، ونظرا للاستراتيجية الغربية الجديدة في المنطقة أيضا، كان من المفروض أن يؤدي ذلك الى فشل تلك التوافقات والتفاهمات التآمرية لتلك الأطراف المعادية للشعب الكوردي الجنوبي، فيما "لو" أتقنت القيادات الكوردستانية المسؤولة هناك التعاون الأمني واللوجستي الجديين مع القوات الأمريكية ـ البريطانية المحررة في مختلف مناطق العراق، فكان ذلك سيخفف كثيرا الصعوبات الهائلة التي حدثت أمام تلك القوات بعد ذلك التحرير، وذلك على أساس أن لدى الادارتين الكورديتين قوات منظمة نسبيا منذ 1991 وكذلك كونهم من سكان كوردستان والعراق معا وبالتالي فهم مطلعين وعارفين بالأوضاع الديموغرافية والاجتماعية واللغوية ويحملون الملامح المتشابهة في العراق وبتوفر شتى أنواع الوسائل والمعدات الغربية التكنيكية العالية في مجال المراقبة والتصنت والملاحقة، فكانوا من المفروض أن يتمكنوا بشكل أنجح وأسهل من قوات التحالف الغريبة بمتابعة وملاحقة حركة تلك المجموعات الارهابية ومؤيهم, فعبر ذلك لكانت قوات التحالف سيشل حركة و اجرام تلك المجموعات الارهابية، ومن ثم كان سيؤدي ذلك الى تيسير منحى تلك الاستراتيجية الغربية وبالتالي كان سيدعم ذلك نوعيا تأمين حق تقرير المصير للشعب الكوردي الجنوبي وافشال تلك الأجندات التآمرية المشتركة للأطراف والسلطات المعادية له أيضا. ففي تلك الأوقات العصيبة بعد تحرير العراق كانت قوات التحالف تحتاج وتبحث حتى عن أي كان لتقديم ذلك التعاون اللوجستي والاستخباراتي داخل مناطق وأقاليم العراق، وخصوصا من الذين أستفادوا من تحرير العراق كثيرا كالكورد والشيعة. غير أن هؤلاء الأخيرين (أي الشيعة) ولكونهم يملكون أصلا دولتهم القومية والآن تحرروا من السلطة السنية أيضا، فلم يعد يهتموا بمتابعة التعاون الجدي مع الحلفاء بل ويبغي الكثير منهم فشل الاستراتيجية الغربية الجديدة في المنطقة، وحتى أن بعض مجموعاتهم الراديكالية قد أحدثوا أحيانا عدة عمليات ارهابية ضد قوات التحالف هناك. بينما مسؤولي الشعب الكوردي المضطهد والمحروم بعد من بناء كيانه القومي، وبتوفر هذا الظرف المناسب، كانوا يجب أن يسخروا كل قواهم وجهودهم لأجل تخفيف الصعوبات أمام قوات الحلفاء المحررة بهدف اثبات جدارة الكورد للتعاون الجدي معهم ومناصرة استراتيجيتهم وبالتالي تحقيق الأهداف والآمال الكوردية التحررية الكيانية المشروعة أيضا.
لكن الذي حدث بعد ذلك التحرير، كان مخيبا للتوقعات الغربية وللنخب الكوردية الوطنية معا، بصدد هشاشة وضعف أداء تلك القيادات الكوردستانية الخجول لتوفير ذلك التعاون المطلوب.
فمن خلال الاطلاع على سير الأمور والأحداث المتتالية منذ تحرير العراق 2003 ومحيطه بشكل عام، وفي أقليم كوردستان بشكل خاص، ورغم أهميته القصوى وانعكاساته الايجابية الكبيرة على مصالح الشعوب والطوائف العراقية عامة، ومنها الكورد خاصة، ولكن كان هناك الانقسام الكوردي السياسي بعد ساريا عبر الادارتين في هولير وسليمانية منذ سنوات الاقتتال الداخلي الأليم في التسعينيات وباستمرار النعرات والنزاعات التقليدية المستديمة بينهما رغم وجود مصالحة حذرة مفروضة غالبا من أمريكا كانت سائدة بين الادارتين قبل التحرير، ساهم ذلك طبعا بعد التحرير في عدم تملكهما موحدا لخطة ولاستراتيجية واضحتين بصدد حقوق ومصير الشعب الكوردي ومناطقه الحيوية الأخرى المستقطعة، سوى المناداة معا بصيغة فدرالية غامضة شبه ادارية كانوا ينادون بها منذ بدايات التسعينيات منذ القرن الماضي مطبقة على مستوى ولايات ادارية في بعض الدول ذات "القومية الواحدة" لتخفيف الادارة على المركز، والاكتفاء بارسال حاميات محدودة من البيشمركة البواسل الى المناطق الكوردستانية المستقطعة دون الاتفاق معا على تحديد استحقاق قانوني عسكري، سكاني وجغرافي هناك والتمسك به وحسمه في وقته، وكذلك التهافت التنافسي الكبير بين مسؤولي تلك الادارتين على بعض المناصب الوجاهية والمربحة ماديا في الأقليم وفي بغداد معا والاستئثار المستديم بها، هذا في الوقت الذي كان فيه آنذاك يطالب العديد من الفعاليات النخبوية الشعبية الكوردية هناك باجراء استفتاءات ومبادرات حول مسألة حق تقرير المصير للشعب الكوردي وفي غياب اهتمام أولئك المسؤولين بذلك.
كما أن العامل السلبي الكبير الآخر، كما ذكر آنفا هو عدم قابلية تلك الادارتين بعد التحرير للتعاون اللوجستي والأمني الدقيق والكافي مع قوات التحالف المحررة الغريبة في مناطق العراق السهلية (بعكس مناطق افغانستان وباكستان الجبلية الوعرة) لرصد وملاحقة المجموعات الارهابية المتنوعة التي كانت تتحرك بسهولة هناك وترتكب جرائم وأحداث كثيرة على مدى عدة سنوات ضد تلك القوات والسكان الآمنين أحيانا كثيرة أيضا، مما أحدث ذلك تضحيات بشرية وخسائر مادية كثيرة وباهظة، وبالتالي قد أدت تلك الصعوبات أمام قوات التحالف الدولي أخيرا الى تعديل التكتيك وحتى الاستراتيجية الغربية المعنية في المنطقة والى تأثير سلبي خطير على القضية الكوردستانية في العراق وحتى في الأجزاء الأخرى أيضا. لهذا ولجلب الاستقرار ولتخفيف تلك الصعوبات اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية أخيرا على الموافقة على مطاليب القوى والسلطات المعادية للكورد، وهذه ما تجلت عبر اهمال "خطة بيكر ـ هملتون الشهيرة" لمسألة كركوك والمادة 140، تقليص صلاحيات حكومة أقليم كوردستان بخصوص مجالات النفط والعقود مع الشركات الأجنبية، مطالبة البيشمركة بالانسحاب من مناطق ديالى وكركوك وموصل، عودة تنفيذ السلطات التركية لغارات متتالية وتوغلات معينة على و في بعض مناطق أقليم كوردستان بل ولولا رفض EU - USA مسبقا، لقامت القوات التركية بغزو شامل للأقليم وحتى كركوك ضمنا, تناقص كبير لعدد نواب الكورد في البرلمان العراقي وفق الشروط والقوانين المفروضة الجديدة هذا ولايزال الحبل على الجرار بخصوص تناقص دراماتيكي مرتقب لتلك الحقوق التي هي أصلا محدودة جدا خصوصا بعد رحيل القوات الأمريكية قريبا من العراق.
هكذا فبعد تحرير العراق ورغم ترحيب ساسة الكورد المعنيين هذه المرة بالتدخل الأمريكي - البريطاني في العراق ومن ثم كانوا يشكرون دوما بالكلام الحكومتان الأمريكية والبريطانية على تحريرهما للعراق, بينما في الواقع قد تفرغوا غالبا لرغباتهم ولنزعاتهم الخاصة التقليدية حول الاستئثار ببعض المناصب والغنائم على حساب الشعب الكوردي في الوقت الذي كانت فيه القوات الأمريكية ـ البريطانية المحررة تتعرض الى صعوبات وخسائرة هائلة من قبل المجموعات الارهابية المتنوعة والموالية للنظام البائد، علما أن أولئك الساسة الكورد كانوا يدعون البيشمركة الوطنيين الأبرياء الى الكفاح المسلح في مناطق جبلية نائية شبه معزولة منذ عقود عديدة وبالاعتماد على بعض الأنظمة الدكتاتورية الشوفينية الغاصبة لكوردستان وفي ظروف دولية غير مهيئة وبوجود عوامل الاقتتال والتناحرات الكثيرة بين مجموعات وأطراف تلك القوى الكوردستانية، مما كان يؤدي ذلك كذريعة الى شن حملات عسكرية رهيبة من قبل السلطات الوحشية العراقية السابقة على المناطق المدنية الكوردستانية لتدميرها وابادة أعدادا هائلة من السكان المدنيين واحداث تغيير ديموغرافي للكثير من المناطق السهلية الكوردستانية الجنوبية الغنية بالنفط والمحاصيل الزراعية المتنوعة والمهمة استراتيجيا كمناطق مندلي، خانقين، كركوك، شنكال، شيخان، باشيقة وغيرها في محافظة الموصل،وتشريد أغلب سكان الكورد منها، وجلب وافساح المجال للمستوطنين العرب هناك, هذا وحتى دون تحقيق نتائج مهمة تذكر للكورد خلال تلك الأوقات.
فالموقف الاضطراري الأمريكي البريطاني ذلك لا يندرج في اطار تقاعسهما أو خزلانهما المقصود للكورد كما وصفه وشكا منه رئيس أقليم كوردستان العراق مسعود برزاني سابقا لجريدة الشرق الأوسط، بل العكس ربما هو الصحيح، أي أن ضعف وهشاشة أداء تلك الادارات الخجول منذ تحرير العراق والى الآن هو الذي خذل نسبيا الاستراتيجية الأمريكية والغربية عموما هناك !
حيث يكاد يكون قدوم تلك الفرصة الذهبية بتحرير العراق هي الوحيدة التي سنحت للكورد منذ الفرصة الذهبية القديمة خلال الحرب العالمية الأولى التي لم يتمكن ساسة ووجهاء الكورد خلالها وبعدها بقصير من تثبيت جدارتهم للحلفاء والاستفادة منها لتشكيل كيانهم القومي الخاص أسوة بالعديد من شعوب السلطنة العثمانية الأخرى آنذاك, ويمكن هنا القول بأن ساسة ومسؤولي الكورد في الأقليم بتقصيراتهم تلك قد تخلفوا مرة أخرى عن توفير تلك الجدارة أمام التحالف خلال الفرصة الذهبية الجديدة منذ 2003 في القرن الواحد والعشرين أيضا.
وفي جانب آخر اضافة الى تلك التقصيرات الكبيرة المذكورة لساسة الكورد المعنيين، هناك قلق واستياء كبيران أيضا لدى أقسام واسعة من الكورد في أقليم كوردستان وذلك بصدد ازدياد حدة الفساد المتنوع المتفشي والسرقات المليونية من ميزانية الشعب الكوردي وشيوع التسلط العائلي والقبلي هناك رغم أنه مازال في مرحلة التحرر القومي، وبيان استعداد مسؤولي الأقليم للتنازلات المتتالية عن حقوق الكورد الكيانية الاستراتيجية, الأمر الذي يؤثر سلبا على معنويات واندفاع هذا الشعب وعلى آماله التحررية عندما يلامس ويعايش تلك الأوضاع السيئة من ناحية، ومن ناحية أخرى ولأسباب ذلك التسلط القبلي الفردي وحصر القرار به والغارق في داء الفساد التقليدي، هناك انسداد السبل حتى أمام النخب الكوردية الكفوءة والفعاليات الشعبية النشيطة لمعالجة آفة الفساد تلك، وباتخاذ مبادرات ضرورية للقيام بتوفير عناصر ومستلزمات التوجه التدريجي نحو بناء الكيان القومي الكوردي المشروع وفق صيغة كونفدرالية اختيارية أو غيرها، حيث الكل ينتظر لقرارات وأوامر أولئك المسؤولين الذين يهتمون غالبا فقط بما يتمتعون به من المصالح الوجاهية والمادية الخاصة.
لذلك يتبين مرة أخرى وللأسف الشديد، مدى عودة مظاهر ومضامين تلك الأوضاع الشبيهة المرة خلال ظروف السوداء السابقة، والشروع في الاندماج الاختياري الطبيعي هذه المرة بين الكورد والعراقيين الآخرين، بعد أن كان ذلك الاندماج أو الانصهار والتعريب يتم تطبيقه عنفيا من قبل السلطات العنصرية الوحشية السابقة في العراق، بينما الكل يعلم بأن الشعب الكوردي المضطهد والمحروم من بناء كيانه القومي المشروع في أرضه التاريخية يكافح ويضحي منذ عقود عديدة من أجل تحرره القومي والاداري والاقتصادي نحو بناء ذلك الكيان أسوة بالشعوب الأخرى، لا فقط من أجل ذلك الاندماج السلمي الطبيعي!



#محمد_محمد__ألمانيا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -انهاء شجار العصافير يتم أخيرا في حقل ذرى ممو-
- أزمة المبادرة الحرة ... ومستقبل أقليم كوردستان الجنوبي
- براعم ونسور الهور ميتانيين الميديين الآريين الجدد تنشط النضا ...
- استراتيجية الغرب الجديدة ترغم تركيا أكثر فأكثر بالهروب عنه!


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محمد ألمانيا - -وأخيرا تم انهاء شجار العصافير فعلا داخل حقل ذرة ممو-