ئاشتي
الحوار المتمدن-العدد: 3192 - 2010 / 11 / 21 - 15:28
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يفترس الحزن جناحيك،وأنت الطائر الحالم بوطن يحتضن تحت جناحيه عراقا، يخفق قلبه بالحب لجميع أبنائه،بعيدا عن فصيلة الدم التي تجري في عروقه،أو لونه أو جنسه ،مثلما هو بعيدا عن تصور ذرات الأوكسجين التي تملآ رئتيه،كي يحلق عاليا، مثله مثل بقية خلق الله من الطير والجن والأنس،لكنّ الإصرار على الطيران وفق عمود الأفق الغارق في بحر الاحتقان الطائفي،أو نهر التوافق القومي المتعرج المنحدرات،يجعله يركع على ركبتيه،متذرعا بكل صلوات التسامح،كي تزهر من جديد،شجرة حب أسمها العراق الواحد الأحد.
يفترس الحزن جناحيك،وأنت الطائر الحالم بوطن يمارس معنى الاختلاف،مادام الاختلاف يخلق عالما من نور،تحلق فيه كل الأفكار، وتتلا قح الرؤى،كي تتجاوز عقم ولادتها البدائي المجهول،وكي تنعم بحياة،أقل ما يقال عنها،حكومة أفق ديمقراطي،تسبح في فضاءاته عصافير الله ،تغطيها سماء ملونة،مثل تلون عيون أطفاله من أخر قرية في الجنوب،إلى أخر قرية في كوردستان العراق،
يفترس الحزن جناحيك،وأنت الطائر الحالم بوطن يتموسق انتماء أبنائه،مثلما يتموسق ارتواؤهم من رافديه،حين يتشابك جريان دجلة مع الفرات،كذلك هو الفرات مع دجلة،حيث يكون الانسجام عنوان التلاحم الأخوي،بعيدا عن معنى التحاصص الطائفي،أو التحاصص القومي،فلا عراق قائم على طوله بدون رافديه،مثلما هو لا عراق يستقيم بطوله وفق منحنيات المحاصصة،والتي لا تعني في حقيقة أمرها،أكثر من تجسيد أحمق لمعنى تجزئة العراق،وتقسيم أطرافه،وفق أجندة يريد لها الأخر أن تكون عنوان مستقبل هذا العراق،كي يكون هو المتحكم أولا وأخيرا بكل مستقبله،وبكل طموحات أبنائه.
يفترس الحزن جناحيك،حين ترى الواقع يهشم كل أحلامك، حيث مالا ترغب به في تلك الأحلام يصبح واقعا،ربما يأخذك اليأس لبعض الوقت بعيدا عن طموحاتك،ولكن هيهات أن يستمر اليأس في عنفوانه،مادامت أحلامك أحلام طائر غض الجناحين،لابد أن تتنفس عبير حرية الانتماء لكل العراق،لأن عراقا بدون الانتماء في كل شئ لعراقيته،هو عراق متشظى بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى.
..............................................................................................*
#ئاشتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟