|
عباده اﻷسلاف
محمد جابر محمد
(Mohamed Gaber Mohamed)
الحوار المتمدن-العدد: 3191 - 2010 / 11 / 20 - 15:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إلي الان مازا لت مجتمعاتنا محاصره بالفكر اﻷسطوري والذي ساعد علي عدم فهم وتقبل مفهوم الزمان المستقبلي لذا مازالت هذه المجتمعات أسيره الماضي والكارثه الأعظم أن الوعي العقلاني أصبح معطلاً ، حينما تنظر إلي هذه المجتمعات نحو الثقافه العامه أو حتي الدين تجد أنهم مازالوا يؤمنون باﻷسلاف بهذه اﻷسطوره التي تكمن في صلب اﻷديان والعقائد بشكل عام وتكمن في ثقافه مجتمعاتنا بشكل خاص علي جميع المستويات.
الايحائيه : يتوهمون انهم يتصلون بأسلافهم الذين بانتقالهم إلى السماء وبتحولهم إلى أرواح صافية أصبحوا يملكون قوة هائلة لا يمتلكها الأحياء، مما جعل هؤلاء في حاجة لحماية اﻷسلاف في حياتهم اليوميه .
يقول مرسيا إياد : ”عندما كان المبشر الإنثروبولوجي ”سيتر ابهلو“ يسأل قبيلة أرنثا الاسترالية عن سبب إقامة بعض الشعائر، كان أعضاؤها يجيبونه : لأن أسلافنا أمرونا بذلك.
في غينيا الجديدة : يرفض أعضاء قبائل الكاي تغيير أنماط حياتهم قائلين : لأن الأسلاف كانوا يفعلون ذلك ونحن نتصرف مثلهم.
ومثل هذا كثيرا في قبائل الهند ومختلف عقائد الهند والصين القديمه.
وإذا نظرنا إلي " السلف الصالح " في التراث الإسلامي تجد أن هناك شكلاً من أشكال عباده اﻷسلاف التي كانت شائعه بين قبائل شبه الجزيره العربيه قبل اﻹسلام ، وفي الكتاب المقدس اﻹسلامي " القران الكريم " وفيما أحتج المشركون " لفظ المشركون ذكرته بهذه الكيفيه كما ذكره القران " لرفضهم مخالفتهم لتقاليد أسلافهم : ”قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا“ (104 المائدة)، ”وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا“(28 الأعراف)، ”قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا“ )78 يونس(، ”بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون“ (74 الشعراء)، ”ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين“ (24 المؤمنون).
في هذه المجتمعات العربيه يرفضون رفضا واعيا وقاطعا ومن سمات هذا الرفض الجهل وعدم تقبل الواقع وعدم تقبلهم لمفهوم الزمان المستقبلي ، يرفضون أي حداثه وتنوير بدعوي أن هذا لا يتفق مع مبادئ وأفكار أسلافهم.
فالوعي اﻹسلامي تم صياغته في عده طرق : عن طريق رواه الحاديث والدعاه وعن طريق الفكر الإعتزالي والسلفي ورفضوا جميع اﻷفكار بقولهم " كل بدعه ضلالة وكل ضلالة في النار " وقد كان المستنيرون في تلك الحقبه من الزمن " وباﻷخص في عهد الخلفاء " قليلون العدد جدا، وفي العراق واﻷندلس ومصر تم تشكيل بتحالفات من الفقهاء وغيرهم لﻹجهاض أي مجاوله من محاولات التنوير وباﻷخص من التنوير القادم علي يد الفلاسفه القادمون من بلاد اليونان.
منذ القرن الثاني عشر الميلادي الموافق للقرن السادس الهجري، أصدر المنقول من الاندلس الى بغداد فتوى بمنع المعقول من الدخول الى أرض الإسلام. وهذه الفتوي مازالت معمول بها إلي الاَن.
وفي بغداد تم نظيم حرائق لاَثار إبن سينا والفرابي ، وفي قرطبه : لاَثار ابن رشد والكثير غيره وحتي الكتب الفلسفيه والعلميه والعربيه التي ترجمتها اوروبا لم تصل اليها إلا عن طريق المسيحيين اﻷسبان .
وأيضا عن طريق يهود الاندلس الذين أخفوا هذه الكتب لكي لا تصل إليها ألسنة النيران وسلموا نسخا منها الى جامعة طليطلة المسيحية التي عكفت منذ القرون الحادي عشر على دراسة التراث الاسلامي وترجمته.
وإذا اتجهنا إلي منظومه التعليم في العالم العربي من ناحيه التعليم الفلسفي : يقوم العاكفون علي التعليم لمواد ومناهج الفلسفه بالتلقين وليس بالتفكير وهذا من أكبر المصائب ولكن إذا نظرت إلي منظومه التعليم الغربيه : ستجد أن المواد التعليميه تحتوي علي نظريات فلسفيه ومقولات لمختلف المدارس الفلسفيه من القديم الي الحديث ويترك الطالب ليفكر بها بنفسه.
مهما تتطورت المجتمعات العربيه فكل تطور يتم معالجته حتي لا يخل بعباده اﻷسلاف هذا الحال المجتمع العربي ولكن إذا أردت ان تحرر هذا المجتمع من عباده اﻷسلاف فيجب أولا أن يتهموا أن هناك زمنا أسمه المستقبل وزمنا أسمه الماضي ، يجب أن يتقبلوا التنوير واﻷصلاح الفكري ولكن أعتقد أن هذه المجتمعات تحب أن تعيش اسيره عباده اﻷسلاف.
هناك فلاسفه عرب وأيضا غيرهم من غير العرب قدموا فلسفات عربيه وفكريه ولم تنجح لذا يجب ان نضع استفهاماً لما إذا هذه الفلسفات لم تخترق الفكر العربي لكي تصلحه؟ أعتقد أنه بسبب انغلاقهم علي أنفسهم وإقصاء أنفسهم عن ركب الحداثه والتنوير.
#محمد_جابر_محمد (هاشتاغ)
Mohamed_Gaber_Mohamed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إشكاليه الديموقراطيه في الدول العربيه
-
قصه قصيرة عن - الحرب ضد التطرف - بعنوان * إجهاض ثم انتحار *
-
أْنْتُنّ رمزاً للحريه
-
الله ما بين الوجود والحاجه
-
الإنسان هو الحل
-
حكايتي الآن
-
الجدار الفولاذي والتوغل الايراني
-
في الحياه الديكتاتوريه (١)
-
الحجاب بين الفريضه الدينيه والفريضه الاجتماعيه
-
الضمانات تحافظ علي الحقوق
-
تفكيك الزمن
المزيد.....
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل-
...
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|