أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين غانم - احتفاء بأوغار و قدّاس سرياني














المزيد.....

احتفاء بأوغار و قدّاس سرياني


أمين غانم

الحوار المتمدن-العدد: 3190 - 2010 / 11 / 19 - 18:15
المحور: الادب والفن
    


] ملاحظة : كل كلام أوغار مأخوذ من كتابه " قداس سرياني " الصادر عن دار البلد بدمشق ط2 سنة 2003[


أطلّ أوغار من بلاد شبيهة بذاكرة تموج بأثقالنا وآلامنا , حاملاً حكمته وأسلوبه النيتشوي , أطلّ من بلاد الأسئلة الضاغطة سألناه قال : " البلاد التي يشتهي الجميع طعنها , الأعداء و العشّاق " ؟ّ!

-2-

خميرة الكلام تنضج بالمتلقي بلا اكتمال , مبلولة بذاتية الشاعر ونفسه 0
آثر أوغار على تحريك خميرة سابقة في ذاكرة المتلقي , أنضجها كما يريد , فاختار طقوسه ونصوصه من ذاكرتنا , بدءً من أوغاريت حتى قانا وأرض كنعان , و اختار أبطالاً دائمي التجوال في دمائنا من جلجامش حتى صلاح الدين , مروراً بطائر الفينيق 0
وأوغار المثقل بعشقه يبدأ حكايته بالماء , و بعلٌ في الذاكرة عائم في عالم مائي لا يهدأ , يتفتق على مطر بللنا طويلاً , الماء في نصوص أوغار يموج حيناً , يصارع الموت , يخرج الحنطة ويهدأ حيناً في رحم الذاكرة والعروق الجنينية الأولى , وفي الحالتين ماؤه لا يقبل موعظةً أو قيود , سمعناه يصرخ : " أيها الشاعر يا أخي أضواء المدينة ماء والقمر إله الماء , له البحر يسجد 000 الأرض كرة والكون فسيح والقيود سخافة " . وينتقل أوغار إلى صلواته وترانيمه كي تنهض الزهور ويلعب َ العشب حول الماء " ويغني في الأحشاء جنين " .
ومن دفاتره يطلّ أناسٌ عديدون علّهم متربصون في صباحاته و مساءاته وعلى عتبة كل لحظة , فالأعمى يشير إلى العماء قاصداً منابع الحزن الأولى والمعرفة الأولى , ينقلنا إلى عالم النفرّي الرحب والمتشابك , والنبي الشيخ يبحر خارج اللذّة يغرف من عتمه دماً يذروه بياضاً وعشقاً وشقاء فيقول : " العارف والمعرفة واحد , أما الذي يبصر فهو أعمى وأما الذي امتنع عنه الضياء فهو العارف لأنه في البصر تغيب الرؤيا وفي السواد تكون " .

-3-

وأوغار العاشق بين ثلاثة وجوهٍ عبرت وشكّلت خلفية شقيّةً لوجهٍ رابع : وجه يطارده من بلادٍ منفية , وآخر ليس له امتلاك حبّة رملٍ منه أو قبله , ووجه أخير رماه كنفاية , لكنه يبحث عن وجهه الرابع وكأنه يرغب أو يريد إحلال التوازن والكمال 0
والإنسان , والشاعر على الخصوص يغامر بعشقه وينتظر ويقتحم باحثاً عن وجه قد يكون وجه أمه , وجه الأم هو الوجه الرابع لأوغار ,وجه فينيقي لامرأة يناديها بأم العالم ويقول :

" صارت النبع وأصل الرسالة لأنها تاريخ التاريخ 0لأنك الهواء صرت خصيمة الأرض والسماء " 0
وبقصيدة المرأة الفينيقية التهبت لغة أوغار بالرغبة واللون والعالم وبدأ يحتفي بخفقان المكان حوله كمن يهتدي رضيعاً إلى أمه وثديها .





-4-

في قداس الموت - وهو عنوان الفصل الرابع من الكتاب - صورة متآكلة من الزمن , لكنها تنبض بالحياة والحب , توحي بموت يعادل الحياة , إنها الصورة التي نراها في ألواحه الطينية المعتّقة وعبرها نلمح مدرحية الكون في جدلية سمّاها بالغياب والحضور , نرى دماءً أُبيحت وقامت وعتماً تراقص عبر الضوء حاملاً هموم أرضه وأمته على قدر نهوضها وارتكاسها , ولم تدهشني منه قسمة الكون عند فلسطين حين صرخ : " فلسطين الصراط , شفيعة القيامة , قسّامة الخلق مؤمن وكافر "0
رحل إلى قانا وبعد أيام جاء وفي يديه صور المجزرة وعلى وجهه رأيت حزناً أوسع من الكون , أضيق من جسدٍ متناثر في قانا يقول :" قانا عين العالم , صهيل الصراخ نبع الدماء الرضيعة ....لأنني من قانا فدمي أكثر نقاوة..... "
-5-

في فصله الأخير يميل أوغار إلى التقريرية فيما قد يوحي باختمار تجربته الداخلية, فجاءت قصائده تمتمات بأسلوب أدونيسي , لكنه عرضها بشفافية راقية وثوب ناعم جميل ينضح بالحركة , فامتدت هذه التمتمات من إعلاء الكلمة عبر إعلاء اللون إلى الصوت / النغمة وطرح أسئلة تفضي إلى أجوبة هي أسئلة كما يقول , ولعلّ أجمل ما قاله في هذا الفصل هو " أعطني سؤالاً حقيقيا ًواحداً وخذ أجوبة العالم "0
قدّاس سرياني كتاب يستحق القراءة ثم القراءة ثم التأمل 0




ـ أمين ياسين غانم



#أمين_غانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين غانم - احتفاء بأوغار و قدّاس سرياني