أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين أحمد أمين - عباس بن فرناس وورقة التوت الأخيرة













المزيد.....

عباس بن فرناس وورقة التوت الأخيرة


حسين أحمد أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3190 - 2010 / 11 / 19 - 12:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أثار إعلان مصري تافه يسخر من محاولة عباس بن فرناس الطيران إلى السماء بجناحين عاصفة كبير من غضب الشباب المسلم على اكبر شبكتي تواصل اجتماعي في العالم وهم فيسبوك وتويتر . وقد سبب هذا الإعلان حرجاً بالغا للشركة التي أنتجته دفعها تملقها الرأسمالي وخوفا من حملات المقاطعة ورغبة منها أيضا في إبداء احترامها الشديد لمشاعر عملائها بوقف عرض الإعلان على القنوات الفضائية وقناتها على اليوتيوب .


لا يستطيع احد اللوم على موقف الشركة المنتجة للإعلان فعنصر المنفعة والذي يتحكم في العصر الحديث بشكل كامل هو الذي فسر سلوكها في البداية حينما أرادت الاستهزاء بشخصية حالمة ذات فكر فذ سابقة لعصرها كمحاكاة فاشلة لحملات الدعاية لشركة المحمول المنافسة لها ثم سحبها الإعلان بعد أيام قليلة فقط من عرضه لكسب ود عملائها وخوفا من غضبهم وما سيتبعه من تكبد لخسائر اقتصادية كبيرة للشركة

أما الموقف الذي يستحق الوقوف عليه هو موقف المسلمين تجاه هذا الإعلان وتجاه شخصية لا تعد شخصية دينية ولا تمس للإسلام بصلة اللهم باعتباره احد الأشخاص الذين عاشوا في خضم الدولة الإسلامية والتي امتدت لقرون طويلة
اعتقد بل أكاد أجزم أن السبب الحقيقي لتلك المهزلة هو الشعور بالفارق الرهيب في التقدم في شتى المجالات بين المسلمين الذين يتحدثون العربية وبين الغرب ولم يعد لهؤلاء المتأخرون سوى الإعجاز العلمي والتباكي على حضارة علمية إسلامية كورقة التوت الأخيرة التي يسترون بها عورتهم . ولذا لم يعد غريبا أن تجد الهجمات الاجتماعية الضارية ضد كل من يحاول كشف زيف الإعجاز العلمي أو زيف الارتباط بين الإسلام وبين الحضارة العلمية . وليس غريبا أيضاً أن نجد أكثر من ألف شخص في صفحة واحدة فقط على فيسبوك أشاروا بإشارة الإعجاب لاعتذار الشركة لعباس بن فرناس وأكثر من ذلك أنهم طالبوا الشركة بإنتاج إعلان موازي يعيد كرامة عباس بن فرناس !!

أما عن عباس بن فرناس فلو عاش في عصرنا هذا ربما كان يلقى حتفه على يد أحد نفس المتحمسين له في تلك القضية فهو مثله مثل الكثير من العلماء في تلك الحقبة والذي لاقى الأمرين بسبب زندقته أو اتهامه بالتكفير من الجهال


وإذا تتبعنا أخبار بن فرناس نجد أنها لا تختلف كثيرا عن العلماء الذين عاشوا في عصره أو في كل العصور وقد اخترت أن ألمع لأحد هذه الأخبار والتي وردت في كتاب المغرب في حلي المغرب مراجعة شوقي ضيف

ذكر ابن حيان: أنه نجم في عصر الحكم الربضي، ووصفه بأنه حكيم الأندلس الزائد على جماعتهم بكثرة الأدوات والفنون، وهو مولى بني أمية وبيته في برابر تاكرتا وكان فيلسوفاً حاذقاً، وشاعراً مفلقاً، وهو أول من استنبط بالأندلس صناعة الزجاج من الحجارة، وأول من فك بها كتاب العروض للخليل، كثير الإختراع والتوليد، وكان صاحب نيرنجات* واسع الحيل((( حتى نسب إليه السحر وعمل الكيمياء، وكثر عليه الطعن فيدينه، واحتال في تطيير جثمانه، فكسا نفسه الريش على سرق الحرير، فتهيأ له أن استطار في الجو من ناحية الرصافة، واستقل في الهواء، فحلق فيه حتى وقع)))
على مسافة بعيدة . وقال فيها مؤمن

يطم على العنقاء في طيرانه إذا ما كسا جثمانه ريش قشعم


وتوفي في أعقاب أيام محمد بن عبد الرحمن سنة أربع وسبعين ومائتين. فتداول صحبة السلاطين الثلاثة، ومدحهم أجمعين. وعمل المنقانه لمعرفة الأوقات، ورفعها للأمير محمد. ونشأ بينه وبين مؤمن بن سعيد مهاجاة، فأفحش الأثنان**

، ومن قول ابن فرناس فيه

ترى اثر الاعراد في جحر مؤمن كاثار قضب في رماد مغربل



-------

صاجب نيرنجات : كانت احد الجمل التحقيرية في الماضي وتشبه بمفهوم اليوم الأعمال ولكنها لا تستخدم لإيذاء الأخرين ولكن تسخير القوي السماوية لتحقيق منافع ارضيه ولا نبدي استغرابنا من ذلك حينما ان نعلم ان فقهاء الإسلام قد خلطوا بين الكيمياء والسحر ولابن تيميه فتوى شهيرة في هذا الشأن


أفحش الأثنان : أفحشا في القول



#حسين_أحمد_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين طلاق إلهام شاهين وعادل الإمام المحلل و زيجات الحج متولي ...
- كيف تستمر الخرافات الدينية في عصر العلم


المزيد.....




- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين أحمد أمين - عباس بن فرناس وورقة التوت الأخيرة