أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - الفيلسوفة هيباتيا .













المزيد.....

الفيلسوفة هيباتيا .


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3189 - 2010 / 11 / 18 - 11:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هيباتيا الإسكندرية (باليونانية : Υπατία) ( 380 - 415) ولدت في الإسكندرية (مصر) حوالي عام 380 واغتيلت في مارس 415 . عالمة رياضيات ومنطق وفلك ، عرفت بدفاعها عن الفلسفة والتساؤول ، ومعارضتها للإيمان المجرد .
هيباتيا كانت ابنة ثيون آخر زملاء متحف الإسكندرية "السيزاريوم" الذي كان إما ملاصقا لمكتبة الإسكندرية أو بداخلها. ويقترح البعض أنه بوفاتها يسدل الستار تماما عن عصر الحضارة الهيلينية.
( الموسوعة الحرة ) .
قادتني الصدفة لمشاهدة قصة حياة / الفيلسوفة هيباتيا / في الفيلم الذي يحمل عنوان AGORAمن بطولة الممثلة الجميلة Rachel weisz
سوف أحاول تغطية كلّ ما قِيل عن هيباتيا بصورة مختصرة .
أكثر شيء جعلني أذرف الدموع على هيباتيا الجميلة تجريدها من ملابسها ساعة إعدامها وارتعاشها بين يدّي الرهبان في موقف لا يستطيع ان يحتمله من يحمل ذرة من إنسانية .
لماذا دائماً هناك عنف وقتل للمخالف في الأديان , ولماذا ترتعب الأديان من العلماء والفلاسفة ؟
لو أن الغرب المسيحي الآن يقتل المخالف ماذا سوف يكون مصير البشرية أو بالاحرى هل سيكون هناك بشرية أصلاً وخصوصاً مع تطور الأسلحة بكافة أنواعها , ولكن الحمد للعقل على جعل الدين شاناً شخصياً وأن لا يكون له خصوصية في التعامل مع الناس .
لو امتلك الإصوليين الإسلاميين ما يمتلكه الغرب من أسلحة ماذا سوف يكون مصير العالم حسب ظّنكم ؟ أو امتلكه أيّ أصولي أرعن - غوغائي - همجي ؟
هناك الكثيرين الذي كتبوا عن هيباتيا ففي المصري اليوم كّتب الدكتور وسيم السيسي وفي الهلال كّتب الدكتور مراد وهبة , قبل أكثر من سنة .
لا أود أن أعرض ما جاء في الفيلم وبإمكان الكثيرين مشاهدته علماً بأن عرض الفيلم كان على القنوات المشفرة .
لايعرفُ كثيرونَ أن أولَ عالمةٍ في التاريخْ كانت اسكندرانيةً ، وُلدت في عام 370 ثلاثِمِئَةٍ وسبعينَ بعد الميلادْ، وعاشت إبانَ العهدِ الروماني مع بدايةِ انتشارِ الدينِ المسيحي في العالمْ ( كفاح عارف نقلاً عن آل بي بي سي ) .
يقول كارل ساغان مؤلف كتاب الكون بالنسبة لمكان ميلاد هيباتيا :
أنه سيسافر إليه لو خُير أنّ يرحلّ عبرّ الزمن إلى الماضي , إنه مكتبة الأسكندرية القديمة .
أول معهد للبحوث في تاريخ العالم , في تلك المكتبة جلس عمالقة الفكر والعلم , بين هؤلاء العظام كان هناك امرأة عظيمة / هيباتيا / .
كانت عالمة رياضيات وفلك وفيزياء وفلسفة وتلك مجالات كانت حكراً على الرجال .
لانُريد أن نُوصف جمالها وفتنتها لوجود بعض الاعتراضات على كتابات الدكتور وسيم السيسي عندما وصفها , فهذا شيء لا يُقدم و لا يؤخر بالنسبة للفيلسوفة / هيباتيا / .
في الفيلم هناك مشهدين عظيمين :
الأول لهفتها على جمع الكتب عندما حاول الرهبان دخول المكتبة وحرصها على اقتناء ما موجود من تلك الكتب بغض النظر عن أيّ شيء أخر موجود .
الثاني عندما طلبوا منها الإيمان فقالت ولكني لا أومن إلا بالشك .
لم تتزعزع لحظة عن إيمانها ولم تطلب العفو أو المغفرة أو أن تركع أمام الكتاب المقدس .
فقال عنها البطريرك / كيرلس / بأنها ساحرة وتخالف ما موجود في الكتاب المقدس وحثّ الرهبان بصورة مباشرة أو غير مباشرة على قتلها وحرقها وهذا هو مصير كلّ من يشتغل بالعلم في الأزمنة الغابرة .
في الثلاثين من عمرها وهي أستاذة الفلسفة تُدرس الطلاب من مختلف الأجناس , بغض النظر عن كونهم يهود أو مسيحيين أو وثنيين .
يقول عنها كارل ساغان : آخر بريق لشعاع العلم من مكتبة الأسكندرية , وتزامن مقتلها مع تدمير وأفول المكتبة بعد سبعة قرون على تأسيسها .
تقول الدكتورة ريم تركماني :
ان هيباتيا درست في الاسكندرية اليونان ، واصبحت مشهورة بعلمها وفلسفتها وقابليتها على جذب مستمعيها بقوة منطقها وبراعتها في الخطابة .
كانت تلك الفترة تشهد صراعات بين الكهنة للسيطرة على المنطقة وعلى طرائق التفكير ونشر المسيحية . كان عدد منهم في صراع مع هيباتيا التي كانت بمثابة عدوتهم لدعوتها الى الفلسفة وحرية طرق التفكير وتشجيعها التفكير الحر من كل القيود.
تقول احدى الروايات ان هيباتيا ، التي كتبت الكثير من المؤلفات ، انتهت نهاية ماساوية على يد بعض الكهنة . فقد انتظروها وهي في طريق العودة للمنزل وقتلوها ومثلوا بجسدها لتكون عبرة لمن يسلك هذا الطريق. بذلك اصبحت هيباتيا، كما تقول تركماني، مثالاً للمرأة في العلم ولشهداء العلم ، فهي اول شهيد علم يسجلها التاريخ
لمع اسمها لما أشار إليها والدها الرياضى الفيثاغورى السكندرى العظيم (ثيون) فى مقدمة شرحه لكتاب كلوديوس بطليموس الشهير فى الفلك ، قائلاً إنها ساعدته فى إنجاز هذا العمل . ثم طارت شهرتها فى الآفاق بعد وفاة والدها باعتبارها امتداداً لهؤلاء (العلماء) السكندريين الذين اشتغلوا بالعلم من قبلها بمئات السنين .. ثم صارت أسطورة بسبب واقعة مقتلها المرعبة . وفى واقع الأمر ، فقد (أوحى) كيرلس بقتلها ، لكنه لم يأمر به أمراً صريحاً .
هناك خلاف في مقتل هيباتيا بين الروايات التاريخية وبين ما جاء في الفيلم .
تقول باسمة القصاب في مقالتها / نفس هيباتيا الأخير / :
في المقطع الأخير، يتم جر هيباتيا وضربها وركلها وتعريتها بالكامل ، ونعتها بالكافرة والفاجرة والساحرة من قبل متطرفين دينيين مسيحيين هائجين ، وفيما يستعد هؤلاء لإحضار حجارة الرجم ، يدخل عبدها الذي أعتقته ، يخنق نَفَسها بيده، ( اسم العبد ديفوس وهو في نفس الوقت كان أحد تلاميذها وكان يقف على رأسها وهي تغتسل وأصبح من الرهبان ) لينجيها الشعور بما سيقع عليها بعد لحظات . الروايات التاريخية تقول إن هيباتيا تعرضت إلى الرجم والسحل والحرق وهي حيّة ، لم تلفظ بعد أنفاسها الأخيرة . لم يكفِ هذا التخفيف ليمنع دمعة ساخنة أن تخرج، وأن تطلق سؤالاً ساخناً، أظنه يائساً هو الآخر، تماماً كما كانت نظرة هيباتيا في لحظتها الأخيرة: هل الإنسان متوحش بطبعه أم أن التوحش دخيل عليه ؟ بمعنى هل ولعه بالقتل وسفك الدماء سابق لتعصباته الدينية والعرقية والسياسية والفكرية ، أم أن هذه التعصبات هي ما يتوحش به ؟!
تقول السيدة نادين البدير في مقالتها هيبا / هيباتيا وعزازيل / :
يقول الراهب هيبا؟
أن للعنف جذوراً في كل لاهوت ؟ وأن الحرب وليدة المعتقدات أو أن المعتقدات مبرر لكثير من الدماء. مثلما الشيطان مبرر لكل الخطايا .
في رواية "عزازيل" التي هي ترجمة يوسف زيدان لمجموعة رقوق قديمة ، يقول الأسقف كيرلس على لسان المسيح : "ما جئت لألقي في الأرض سلاما بل سيفاً" تسمعه الجموع المحتشدة في الكنيسة فتهيج وتجن لتسحل بعدها أستاذة الزمان عالمة الرياضيات الجميلة هيباتيا (الكافرة) في شوارع الإسكندرية. تجرد عنها ملابسها وتمزق أعضاءها حتى تصل لمثواها الأخير، كومة حطب تضرم بها النار فتحرقها حية وصراخها يجلجل في أنحاء المدينة..
أحكام هدر الدم السائرة اليوم لا تفرق كثيرا عما حدث لهيباتيا سنة 415 م.
قرأت لأحد المهووسين مقالا يحلم صاحبه أن يحل البابا بندكتس السادس عشر دم يوسف زيدان!
في حرم المؤسسات الدينية يغدو الدم سهلا، ربما ترياقا.. كثيرة هي الأضحيات والقرابين التي قدمت لمختلف أنواع الآلهة منذ الأزل . عذارى.. حيوانات.. رجال ونساء.. كفرة.. علماء هراطقة. دماء. لكم تلوثت الآلهة بالدماء. فهل نقتصّ حقّنا البشري من صناع التراث الديني أم من الآلهة ؟
ويعيد التاريخ الديني نفسه، الأسطورة تعيد نفسها بطرق مختلفة..
المتحدث باسم الإله سأل الراهب هيبا عن أعظم الأطباء فأجابه: أمنحوتب، أو أبقراط..
رد: بل هو ربنا يسوع المسيح ..
نفس ما نشهده عند المتحدثين باسم الإله من المسلمين .
ينقل الدكتور السيسي عن برتراند رسل :
في ليلة مظلمة ليوم مشؤوم من فصل الصيام الكبير اعترضت جماعة من رهبان صحراء النطرون عربة العالمة هيباتيا / في الفيلم تخرج من عند صديقها وترفض أن يرافقها الحرس وتسير لوحدها إلى أن يلقوا القبض عليها / , ابنة عالم الرياضيات المصري / يثرون / وانزلوها من عربتها ثم جروها جراً عنيفاً إلى كنيسة قيصرون بالأسكندرية ثم قاموا بنزع ملابسها حتى أصبحت عارية تماماً / في الفيلم تظهر عارية تماماً / مشهد بالغ الغرابة وهم النُساك الأطهار , ثم تقدم بطرس فاريء الصلوات وقام بذبحها وهي عارية مكتوفة الأيدي والأرجل ثم مزقوها إلى أشلاء , وفي شارع سينارون أوقدوا ناراً وقذفوا بأعضاء جسدها وهي ما زالت ترتعش بالحياة / تاريخ الفلسفة الغربية ج 2 ص 301 .
وكان الرهبان يتحلقون حول الجسد المحترق في مرحى وحشي شنيع .
يقول ول ديورانت في موسوعته قصة الحضارة مجلد 21 صفحة 742 :
أيمكن أن يكون بطرس القارىء للصلوات وباقي الرهبان تلاميذ المسيح الذي عفا عن المرأة الزانية وقال لها : من منكم بلا خطئية فليرمها أولاً بحجر ثم ألتفت إلى المرأة وقال لها أذهبي بسلام و لا تعودي لنفس الفعل ؟
كيف يكون هؤلاء تلاميذ المسيح وهو الذي قال :
لا تقاموا الشر بالشر بل بالخير وإذا ما أخطأ إليك أحد سامحه لا سبعاً بل سبعاً × سبعين مرة .
اللقطة الأخيرة من الفيلم :
سكتت صرخات هيباتيا بعدما بلغ نحيبها من فرط الألم عنان السماء , حيث كان الله والملائكة والشيطان يشاهدون ما يجري ولا يفعلان شيئاً ؟
. فهل نقتصّ حقّنا البشري من صناع التراث الديني أم من الآلهة ؟
/ ألقاكم على خير / .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطرف والأعتدال ؟
- الوضع العراقي في دفاتر قديمة .
- فضيحة التعليقات المؤدلجة .
- سلسلة المقالات 8 / الأخيرة / .
- الأستاذ فؤاد النمري والديمقراطية .
- معايير التقدّم !!
- الحسد والسحر !!
- قصة الطوفان 1 - 5 ..
- من ملائكة سيمون إلى زهور مرثا !!
- الأخلاق بين الإيمان والإلحاد !!
- هل مصر وهابية أم فرعونية ؟
- فرسان القديس يوحنا ؟
- بيروقراطية ستالين !!
- سولجنستين وثورة أكتوبر ؟
- الثوار والثورات !!
- إلى السيد فؤاد النمري ورفاقه !!
- ما هي أسباب قوة الفكر الديني ؟
- الجمود العقائدي عند الماركسيين . الأخيرة !!
- الجمود العقائدي عند الماركسيين 1
- الجمود العقائدي عند الماركسيين !!


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - الفيلسوفة هيباتيا .