يوسف ابو الفوز
الحوار المتمدن-العدد: 959 - 2004 / 9 / 17 - 09:15
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
أعلنت وبشكل مبكر نقابات سواق الحافلات وشبكة المترو داخل العاصمة الفنلندية ، هلسنكي ، انه في يوم الاثنين المصادف 12 أيلول ، واعتبارا من الساعة الثالثة صباحا ، سيبدأ إضراب منتسبي النقابتين من سواق الحافلات والقطارات وأيضا معهم العمال في ورشات التصليح المرتبطة بوسائط النقل المعنية في الإضراب ، وسيكون إضرابا حتى إشعار اخر، ولكنها فيما بعد أعلنت انه سيكون ليوم واحد فقط ينتهي في مساء نفس يوم الاضراب ، وفعلا نفذ الاضراب حسب ما هو مخطط له ، وكان هذا يعني توقف حوالي 700 الف رحلة نقل في متوسط يوم عمل داخل العاصمة ، هلسنكي ، ويعني بأختصار الكثير من الارباك في سير الاعمال والحياة اليومية ، الذي شهدته العاصمة هلسنكي ، التي يقطنها والضواحي ، حوالي ثلاثة ارباع المليون مواطن . والمعروف عن وسائل النقل في فنلندا ، دقتها في العمل ونظامها المتطور ، بحيث توفر خدمات عالية لنقل الموظفين والعمال الى محال وظائفهم ، بحيث لا يجد الموظف العامل في العاصمة هلسنكي ، والمقيم في ضواحي العاصمة ، في الظروف الطبيعية ، اي مشكلة من ان يكون متواجدا على مكتبه في الوقت المحدد المطلوب ، فشبكة نقل الحافلات مرتبطة بشبكة نقل القطارات والترامواي والمترو ، بحيث لا يضيع المواطن اي وقت في الانتظار وبامكانه ان يقضي وقتا محددا للوصول الى المكان المطلوب . وباعلان الاضراب ، ارتبكت كل مواعيد وصول الموظفين ، اذ صار لزاما على الكثيرين استخدام سياراتهم الشخصية ، وشهدت سيارات التاكسي نشاطا في عملها ، اضافة الى استخدام الدراجات الهوائية ، وأيضا سبب الاضراب ضغط شديد على قطارات الضواحي التي واصلت عملها مزدحمة بشكل لم تشهده من قبل ، وسبب كل هذا ضغطا هائلا على الطرق الداخلية ، وارباكا ملحوظا ، ولكن لم يسجل الكثير من حوادث السير كما كان متوقعا .
مطالب الاضراب الاساسية وكما اعلنتها نقابات العمال تأتي كأحتجاج على محاولة اندماج شركة نقل العاصمة ، وهي مملوكة للدولة ، مع شركة نقل اخرى اصغر ، وتظن نقابات العمال ان هذا سيكون خطوة من اجل خصصة الشركة الجديدة ، وبالتالي سيكون مصير 1400 عامل يعملون في شبكة الحافلات وقطارات المترو داخل العاصمة هلسنكي في رحمة القطاع الخاص وتقلبات الاسهم والسوق . النقابات أعلنت انها لا يمكن ان تعيق اندماج الشركتين ، لكنها ارادت ان تحذر من خطط الخصصة التي يمكن ان تنشأ لاحقا ، وترسل رسالة واضحة الى مجلس بلدية العاصمة . من جانبها أعلنت بلدية مدينة هلسنكي التي ستجتمع يوم 15 ايلول للتصويت على قرار دمج الشركتين ، وعلى لسان مسؤولين رفيعي المستوى ان غالبية اسهم الشركة الجديدة بعد الدمج ستكون ملكا للبلدية وبالتالي ستكون تحت سيطرة الدولة .
#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟