أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - إلي جناب الفاضل الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر















المزيد.....



إلي جناب الفاضل الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 3188 - 2010 / 11 / 17 - 00:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أحيي سيادتكم تحية سلام في المسيح الذي و صفته التوراة بأنه رئيس السلام و هو الذي قال سلامي أترك لكم سلامي أعطيكم و هو أوصانا قائلا – في الأناجيل التي بشّرت به و بتعاليمه - طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون
أرجو أن تسمح لي بأن أتشرف بمخاطبة سيادتكم كرئيس أكبر و أعرق جامعة إسلامية في العالم أجمع حظيت مصر بأن تتشرف بإحتضانها فوق ترابها الغالي , و إن سيادتكم قائد و مرشد و مرجعية علمية و حجة إسلامية تتوجه إليه أنظار العالم الإسلامي في كل ما عصي عليهم من معضلات في أفكارهم و إيمانهم و كل ما شق عليهم من مواقف الحياة في أمور دينهم و دنياهم
و الذي يدفعني إلي الكتابة لسيادتكم هو الإلتجاء إلي حكمتكم و علمكم التي نحتاجها جميعا كمصريين في مواجهة الأزمة و الظروف التي تمر بها مصرنا العزيزة في هذه الأيام التي بلغت فيها الحالة أن إضطربت البلاد بسفك دماء الأبرياء , و لا يمكن في هذه الظروف أن أتعرض لتفاصيل المشاكل و الأحداث و لا لحجم التصادمات و التشاحنات و الضحايا و تهديد الأمن و الأمان
فكتابتي لسيادتكم اليوم ليست شكوي فليس هناك ظالم و مظلوم لأن الكل ظالم في جهله و الكل مظلوم في عدم فهمه و عدم وعيه أنا فقط أريد أن أعرض و أضع أمام حكمتكم و علمكم و فطنة ذهنكم بعضا من المفاهيم و العقائد المسيحية بصور مختلفة عن السياق الذي عشنا فيه طويلا مسلمين و مسيحيين و الذي أدي إلي إتهام العامة من المسلمين لإخوتهم المسيحيين بالكفر مما سبب شقاقا إسلاميا مسيحيا علي مر العصورعسي إن وجدتم فيما أعرضه اليوم عليكم من صواب أن تقولوا قولة لشعب مصر تفصلون فيها بين الحق و بين الباطل و إن رأيتم أنه قد جانبني الصواب فيما أعرضه عليكم فيكون قد اصابني أجر محاولتي أن أبعد شر الفتنة عن إخوتي المصريين جميعا مسيحيين و مسلمين , فالغرض من كتابتي إليكم هو أن أفصل بين العقائد المسيحية السليمة و بين ما إنتقده القرآن من عقائد النصاري الفاسدة بما لم يتطرق إليه أحد من الباحثين في مقارنة الأديان من قبل علي حد علمي
أنا مسيحي و مسيحيتي ليست عقائدية وراثية رغم إنني ولدت في بيت مسيحي من أبوين مسيحيين إلا إنني أشهد و أنادي إن المسيحية ليست ديانة تمارس بطقوس و شعائر و ليست مجرد عقيدة فكرية يعكسها سلوك و فرائض بل هي حياة يختبرها الإنسان في علاقة شخصية مع الله الذي قدّم للبشرية جمعاء فداءا في شخص يسوع المسيح و هو حي يتكلم و ينادي في ضمائر البشر أجمعين بروحه لكل من يقبل هذه العلاقة المؤسسة علي الفداء الذي أعده هو و قدمه لكل الناس أن يتوبوا عن الجهل و الشر في إنتظار مُلكا أبديا يسود فيه الله علي كل من يخضع و يقبل نداء روح الله أن يدخل كيانه فيغير الله قلبه و حياته و يزرع فيه كُره الشر و حُب الصلاح
و لقد كان من الطبيعي و قد وِلدتُ في مصر و هي بلد إنتهي تاريخه الحديث إلي أن يدين معظم أهله بديانة الإسلام أن أحاول الفحص و البحث في ماهية الإختلاف بين عقيدتي كمسيحي و بين عقيدة أهلي و خلاني من أهل مصر الذين يعتنقون الديانة الإسلامية من بين مليار و ربع من مسلمي العالم أجمع لأتبين الفروق و أحاول أن أصل إلي جذورها و أسبابها
و من حيث إني قد درست الكتاب المقدس و العقائد الكنسية لسنين عديدة فقد وجّهت نفسي أيضا لمحاولة دراسة القرآن أو قل الإطلاع علي القرآن و العقائد الإسلامية فقرأت القرآن حوالي ثلاث مرات و إطلعت علي معظم صحيح البخاري و سيرة إبن هشام و بعض الكتب الأخري مثل تيارات الفكر الإسلامي للدكتور محمد عمارة كما إنني أملك في مكتبتي القليل من المراجع الإسلامية الأخري التي ألجأ لقراءة فقرات منها في مجال بحثي و محاولات تفهمي , و رغم إن هذا يعد جهدا هامشيا و سطحيا في دراسة الديانة الإسلامية التي يعجز عن سبر أغوارها و أسرارها حتي معظم علمائها و فقهائها لعواصة علومها و تشعب مناهجها إلا أنني إستطعت أن ألم بحصيلة طيبة و نتائج لا باس بها في شأن تفهُّم و إدراك الإختلافات المسيحية الإسلامية و جذورها و أسبابها التي تؤدي إلي إعتراض المسلمين علي العقائد المسيحية و وجدت أنه لابد من إيضاح الحقيقة عن المسيحية كحياة و كعقيدة لإخوتي المسلمين لدرء تهمة الشرك و الكفر التي يرمي بها بسطاء المسلمين و عامتهم شركاءهم في الوطن و إخوتهم في الإنسانية من المسيحيين الذين لا يدينون بدين الإسلام و لا يسلكون بنفس النمط الذي يمارسه المسلمون , و اسمح لي أن أوضح لسيادتكم بعض ما توصلت إليه و أن أسوقه إليكم حتي إذا ما وجدتم فيه صحة أقوالي و إستنتاجاتي أن تخاطبوا المسلمين كل من تكلم العربية بما لكم من علم و دراية حتي تهدأ النفوس و ترسو العقول علي بر من أن الإختلاف لايفسد للود قضية بل و يفتح طريقا لحوار أوضح يقود لفهم أعمق و تقبّل أبسط.
أولا : لغة القرآن العربية العتيقة و لغة المصريين من الديموطيقية إلي العامية الحديثة
لقد أوحي القرآن إلي النبي محمد بلغة قريش العربية و بلسانها الذي كان يختلف حتي عن ألسنة بعض القبائل العربية الأخري و يقال أنه أنزل علي سبعة أحرف أي ألسنه أو لغات و لهجات عربية أخري, و هذه و إن كانت لاتبدو للباحث للوهلة الأولي أنها معضلة إلا أنها في رأيي تشكل أكبر معضلة علي الإطلاق بالنسبة لكل من كانت لغته الأصلية ليست العربية فتعوق سبيل التواصل و التفاهم بين العرب المسلمين و غير العرب من المسيحيين , فاللغة العربية التي كانت تُستخدم منذ حوالي الف و خمسمائة عام قد تجمدت و ترسخت في وحي القرآن و صار الكثير من ألفاظه و معانيه اللغوية معضلة في العصور الحديثة حتي علي أبناء الجزيرة العربية مهبط الوحي القرآني و مهد الإسلام فكم بالحري أبناء وادي النيل الذين يتكلمون الآن اللغة العامية المصرية الخالية تماما من قواعد و مفردات اللغة العربية بل هي و إن كانت تلبس ثوب العربية التي إستوردت منها الكثير إلا أنها في طبيعتها و قواعدها مختلطة ببقايا الديموطيقية المشتقة من الهيروغليفية المختلطة ببعض من اليونانية المتوسطة أي لغة يونانية العهد الجديد من الكتاب المقدس و ليست القديمة التي هي لغة شعراء اليونان القدماء .
و أصعب ما يمكن أن نتصوره هو ميكانيكية نقل الدين في بداية دخول الإسلام إلي مصر و بدون التطرق إلي موضوع الفتح العربي يبقي أمامنا التساؤل كيف تحاور الجيش العربي بقيادة عمرو إبن العاص مع المصريين إبتداء من المقوقس حاكم مصر و كيف نقل له عبادة إبن الصامت الخيارات الثلاث الإسلام أو الجزية أو السيف , هل قال ذلك باللغة العربية أم باليونانية أم بالديموطيقية و كيف شرح له ما معني كلمة الإسلام و كيف بشّر الجيش العربي جموع الشعب المصري بالنبي محمد كنبي و بالإسلام دينا , كيف تحاور العرب مع القساوسة و الأساقفة و الرهبان وكيف قرأ العرب عليهم سورة الفاتحة و سورة البقرة و سورة مريم و سورة الجن إلي باقي المائة و الأربعة عشر سورة التي يحويها القرآن العربي , بأي لغة قرأ المصريون الأوائل ممن أسلموا شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ... أقرأوها بالعربية أم بالقبطية , بأي لغة تفاهم عمرو إبن العاص مع البابا بنيامين بطريرك مصر في ذلك العصر . القرآن لم يكن قد كُتب أو جُمع في مصحف واحد مرجعي فهل كان العرب يتلون القرآن علي المصريين باللغة العربية أم بالقبطية فالقرآن هو الشاهد الوحيد علي نبوة النبي محمد . ثم أي قراءة من القرآت السبع هي التي حملها أو عرضها جيش عمرو إبن العاص علي المصريين قبل أن يجمع عثمان القراءآت في مصحف واحد و يحرق المصاحف و القرآت الأخري . طبعا كل هذه التساؤلات عن ميكانيكية نقل الدين ستقودنا حتما إلي التساؤل عن كيف تعرّف المصريون علي شخص و حياة و سيرة النبي محمد الذي طلع من بادية العربية و صحرائها و من بين قبائلها ليشهدوا أنه رسول الله . بل و ماذا كان الأقباط يدعون الله و بأي إسم كانوا ينادونه هل الله باللغة العربية أم ثيوس باليونانية أم نيوتي بالقبطية. و هل إذا تعلم المصريون اللغة العربية في فترة و جيزة هل كان هذا كافيا لأن يدركوا أن القرآن حقا معجزة لغوية – و القرآن و معجزته اللغوية العربية يعتبر في الثقافة العربية الإسلامية هو الدلالة و البرهان الوحيد علي نبوة النبي محمد - و هم لا يفهمون معظمه و لا يدركون معضلاته و لا مصطلحات لغة قريش العربية و لا قوة تعبيراتها ليقبلوا القرآن كمعجزة . ثم أنه في بداية الفتوحات العربية إشترط عمر إبن الخطاب الخليفة الثاني للمسلمين علي الشعوب التي ملك عليها بموجب العهدة العمرية التي من بين شروطها شرطان مهمان جدا أولهما ألا يعلموا أولادهم القرآن و ثانيهما ألا يعلموا أولادهم العربية
و دعنا نعبر من الثقافة القبطية الفرعونية إلي تعريب مصر الحديثة عبر الدول الأموية و العباسية و الفاطمية و الأيوبية و المملوكية و العثمانية (وهذه كانت لغتها التركية و ليست العربية) , فتقف مصر اليوم بأمية تصل إلي حوالي السبعين بالمائة بين من لا يقرأون و لا يكتبون أو من توقف تحصيلهم الدراسي لسبب أو لآخر عند السنة السادسة الإبتدائية أو ما قبلها و حتي الذين أنهوا تعليمهم الثانوي بل و معظم خريجي الجامعات المصرية كم هي نسبة من يعرفون و يفهمون لغة القرآن العربية , و لإلقاء مزيد من الضوء علي مشكلة اللغة العربية النحوية أقول إنه حتي ترجمة الكتاب المقدس العربية المتداولة بين أيدينا و التي تمت ترجمتها في بيروت في أواخر القرن التاسع عشر علي أيدي متخصصين في اللغة العربية و راجعها علماء بعضهم مسلمون أزهريون فإنه توجد العديد من المقاطع يصعب علي المسيحيين أنفسهم فهمها لغويا بدون الرجوع إلي المعاجم و قواعد اللغة العربية لفهم تركيب الجمل و معاني بعض المصطلحات العتيقة
ثانيا : الثقافة العربية الإسلامية و الثقافة المسيحية الهيلينية
في إطلاعي علي الكتب الإسلامية و دراستي للعقائد المسيحية وجدت أن جميع الفروق بين الإسلام و المسيحية تكمن في الإجابة علي هذا السؤآل من هو الله؟ و ليس خافيا عليكم إن الإسلام كما نادي به النبي محمد كان بعد سبعة قرون من نشأة المسيحية التي إنتشرت من فلسطين إلي آسيا و إلي روما ثم أغلب العالم المعروف آن ذاك. و واضح أن الأرض التي نبتت فيها المسيحية – أي الثقافة و الفكر و المناخ الإجتماعي – كانت مختلفة تماما عن الأرض التي نبت فيها الإسلام. و اللغة التي بشّر بها تلاميذ المسيح و المسيحيون الأوائل العالم أجمع كانت هي اللغة اليونانية حاملة الثقافة الهيلينية لكن العرب إلتزموا بلغتهم العربية , و لم يطّّلع المسلمون في أول خروجهم من الجزيرة العربية علي ثقافة الأمم الأخري إلا في حوالي منتصف القرن الثاني الهجري بعد أن إمتدت الإمبراطورية العربية من الهند شرقا إلي أسبانيا غربا أي حوالي القرن التاسع الميلادي و كان ذلك لأن معظم الفلاسفة المسلمين لم يخرجوا أصلا من الجزيرة العربية بل من البلاد التي إحتلها العرب و نشروا الإسلام فيها.
و رغم إشتراك الديانتين في العقيدة و الإيمان بأن الخالق الباري لهذا الكون و هو الذي خلق فيه السموات و الأرض و الإنسان هو إله واحد و هو الذي أوحي و تكلم إلي الأنبياء محصورة رسالتهم في لغة الشعب اليهودي – أي بني إسرائيل - الذين هم سلالة النبي إبراهيم وهي العبرية بالرغم من أن إبراهيم كان قد هاجر إلي أرض كنعان – فلسطين الحالية - من بلاد ما بين النهرين و كانت لغته الأصلية الآرامية إلا أن الإختلاف العقائدي الفاصل يرجع إلي معضلة الإجابة علي هذا السؤآل ما هي طبيعة و صفات هذا الإله الواحد الخالق. و علي قدر ما قد يبدو هذا السؤآل بسيطا إلا أن الفرق في إجابته بمعرفة المسلمين و بين إجابته بمعرفة المسيحيين هو الفيصل و البيان لمدي الإختلافات العقائدية بين أتباع الديانتين. و تعتمد الإجابات الإسلامية علي فلسفة الفكر العربي الذي إصطدم بالفلسفة اليونانية و الفلسفات المسيحية التي كانت قد تشعبت و تنوعت بمقدار ما واجهت المسيحية في دفاعها ضد الفلسفة اليونانية الوثنية في عصرها الأول المسمي بعصر الآباء المدافعين التالي لعصر الآباء الرسوليين الذين نشروا الإنجيل و أسسوا الكنائس , ثم تشكلت العقائد و تفارقت حين بزغت الهرطقات و إنقسمت بصددها و شأنها الكنائس و خاصة بعد تدخل السلطة المدنية في الشئون الكنسية و تسرُّب بعض الفلسفة اليونانية إليها و سارت الكنيسة خلال العصور المظلمة في أوروبا و هي الفترة التي ظهر الإسلام في بدايتها و إنكمشت الكنيسة في الشرق تحت سيادة الديانة الإسلامية
و في رأيي أن تناقض الفكر المسيحي مع الفكر الإسلامي يرجع إلي عدة عوامل أهمها إصرار فلاسفة العرب الأولين علي تجنب القول بما يوحي بإتفاق العقيدة الإسلامية مع العقيدة المسيحية و الإصرار علي إتخاذ تفسيرا معارضا للفكر المسيحي لكل ما يمكن أن يقارب النصوص القرآنية مع العقيدة المسيحية حتي لو إقتضي الأمر تعارض فكر الأئمة المسلمين المتأخرين الذين تصادموا مع الفكر المسيحي و مع فكر الأئمة الأولين في القرن الهجري الأول و الثاني بعد أن إطلع العرب المسلمون علي الفلسفة المسيحية ثم من جهة أخري بدأ المسيحيون يكتشفون طبيعة إختلاف الديانتين في عقائدهما و معطياتهما و إيمانهما
و حين أرسل النبي محمد كتابات يدعو فيها إلي الإسلام لم يرسلها إلي القساوسة و آباء الكنيسة في بيظنطة أو الحبشة ولا إلي كهنة ديانة فارس بإعتباره نبيا قائدا دينيا بل أرسلها إلي قيصر و النجاشي و كسري و المقوقس أي إلي الهيئات السياسية بإعتباره قائدا سياسيا عسكريا في المقام الأول فلم يخاطب الهيئات الدينية و لم يعرض عليها ديانته و لم يناظرها , و كان مختصر الرسالة في جملة واحدة من كلمتين مكتوبتين باللغة العربية إسلم تسلم فلا شرح للعقائد التي كان يعرضها علي من يبشره بالإسلام و لا بيان بما يجب أن يتركه و يكفر به من يقبل الإسلام بل الرسالة في شكلها و مضمونها دعوة سياسية للخضوع للأمة العربية بقيادة و تحت لواء النبي محمد أكثر منها دعوة دينية لدين جديد إسمه الإسلام الذي لم يعرض النبي محمد تفاصيله علي من دعاهم إلية اللهم عبارة أن نعبد الله وحده و لا نشرك به أحدا تلك العبارة التي لم تكن تعني شيئا للكنيسة المسيحية التي وضعت لها شعارا أربعمائة سنة قبل ظهور النبي محمد و هو بالحقيقة نؤمن بإله واحد فكانت هذه الدعوة من النبي محمد لعبادة الإله الواحد و عدم الشرك مجرد تحصيل حاصل لأن فكرة فصل المسيح عن الله و إعتبارهما أنهما إلاهين منفصلين لم تكن في الفكر المسيحي الموحِّد و إنما أتي بها النبي محمد من عقائد فرقة النصاري المهرطقين الذين عاشوا في الجزيرة العربية آن ذاك و لم تكن تربطهم بالكنائس المسيحية علاقات تُذكر و لم ينتبه إلي عقائدهم أحد من بطاركة الكنائس القبطية أو البيظنطية الشرقية و هي عقائدهم أو قل هرطقاتهم التي إنتقدها القرآن ذاته ثم نسبها العرب فيما بعد للكنيسة المسيحية في البلاد التي غزوها و بسببها إتهموا المسيحيين بأنهم مشركين بالله
و إسمح لي أن أعرض علي سيادتكم الإتهامات التي يتهم بها المسلمون المسيحيين لأبين لسيادتكم أن المسيحية ليس لها أي علاقة من قريب أو من بعيد بهذه الإتهامات:
أولا : المسيحيون ليسوا نصاري
لم ترد كلمة المسيحيون في القرآن أبدا و لم يطلق العرب علي القبائل التي سكنت شمال الجزيرة و جنوبها سوي كلمة نصاري و المعروف أن النصاري هم القبائل العربية من دون مسيحيي الشام الكلدانيين و مسيحيي العراق الآشوريين و مسيحيي مصر الأقباط و المسيحين الأفارقة بحسب جنسياتهم الذين لم يكونوا نصاري أبدا , فلفظة نصاري نعت بها القرآن أتباع المسيح عيسي إبن مريم بحسب ما جاء عنهم في الآيات القرأنية "نحن أنصار الله و إشهد بأننا مسلمون" و أيضا "الذين قالوا إنا نصاري"
و رغم نسبة المسيح يسوع في الأناجيل إلي البلدة التي ترعرع فيها و هي الناصرة فإن القرآن لم يذكر عنها شيئا بل و يُفهم من قصة ولادة عيسي إبن مريم إن أمه مريم ولدته في القدس بينما المسيح يسوع مذكور عنه أنه ولد في مدينة بيت لحم و هو دُعي ناصريا نسبة إلي مدينة الناصرة التي نشأت فيها أمه مريم و دُعي أتباعه في الكتاب المقدس ناصريون نسبة إلي يسوع الناصري الذي تربي في الناصرة و لا يمكن أن تعني كلمة نصاري أنها نسبة أتباع عيسي إبن مريم إلي مدينة الناصرة من بلاد فلسطين بل كما سبق و أوضحت أنهم العرب الذين وصفهم القرآن بأنهم أتباع و أنصار عيسي إبن مريم . فأهل مكة مثلا يدعون مكيون و ليسوا مكايا و أهل القاهرة يدعون قاهريون و ليسو قهارا و هكذا فكلمة النصاري ليست مشتقة من الناصرة بل المشتقة منها هي ناصريون أما كلمة مسيحيون فقد نُعِت بها أتباع المسيح للتفرقة بينهم و بين اليهود حيث كان يظن أنهم مجرد إنشقاق عن الديانة ليهودية أو طائفة منهم
خلاصة القول إن المسيحيين اليوم و الأمس خاصة الأقباط منهم لم يكونوا أبدا نصاري - ليس فقط من ناحية الجنسية من حيث أن النصاري هم قبائل عربية مختلفة عن الأقباط و الكلدانيين و الآشوريين - بل الأهم و الأثبت أيضا من حيث إختلاف العقائد التي تدين بها قبائل النصاري هذه عن عقائد الكنيسة المسيحية في كل مكان , فكل العقائد النصرانية التي إنتقدها و أدانها القرآن لا شأن للكنيسة المسيحية بها مطلقا و إن المشكلة أن هذه العقائد قد تتشابه في ظاهرها مع العقائد المسيحية الكتابية إلا أنه بفحص ما إنتقده القرآن من عقائد نصرانية و مضاهاتها بنصوص الكتاب المقدس و عقائد الكنيسة المسيحية لوجدنا أنه لا تقارب بينهما مطلقا
ثانيا : عقيدة الكنيسة المسيحية في الآب و الإبن و الروح القدس إله واحد تختلف تماما عن الثالوث النصراني الذي إنتقده القرآن
يقول القرآن "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسي إبن مريم" و هذا القول لا يعني العقيدة المسيحية في شئ فهذه مشكلة بين الإسلام و بين نصاري الجزيرة العربية لأن الإله الواحد في العقيدة المسيحية هو الآب و الإبن و الروح القدس إله واحد و ليس هو المسيح عيسي إبن مريم في شخصه بمفرده بمعزل عن الآب و الروح القدس . الله في المسيحية أيضا ليس ثالث ثلاثة – كما جاء في القرآن لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة - فكما هو واضح فإن الإله الواحد في المسيحية ليس هو الله و المسيح و مريم أو الله و المسيح و الروح القدس . فالآب بمفرده ليس هو الله و لا الإبن بمفرده هو الله و لا الروح القدس بمعزل عنهما ليس هو الله فالله هو الآب و الإبن و الروح القدس , الله ليس ثالثا للإبن و الروح القدس و قطعا ليس ثالثا لعيسي و مريم أمه هذا التثليث النصراني ليس له علاقة بالأب و الإبن و الروح القدس الإله الواحد إله المسيحيين , فالنصاري إذا ليسوا مسيحيين و نعت المسيحيين بانهم نصاري إنما هو قذف و سب لهم و إتهام بالشرك الذي هم منه براء. المسيحيون يقرون و يعترفون و يشهدون بأنه لا إله إلا واحد و هو الإله الذي أعلن إسمه لشعبه و كافة أنبيائه من غير العرب بأنه يهوه إلوهيم خالق الكون و باريه و دعا العرب الإسم الله فإذا كانت وجهة الإختلاف هي في طبيعة الإله الواحد الذي يقول فيه المسيحيون نؤمن بإله واحد فلا يمكن أن يكونوا هم النصاري القائلين بأن الله ثالث ثلاثة و لا يمكن أن يكون المسيحيون الموحدون كفارا أو مشركين
ثالثا : المسيح يسوع إبن الله , البنوة التي يرفضها القرآن العربي و يتهم بها النصاري تختلف عن البنوة التي يقبلها و يؤمن بها اللاهوت المسيحي
عندما بشّر الملاك جبرائيل العذراء مريم بأنها ستحبل و تلد المسيح قال لها "لذلك القدوس المولود منك يدعي إبن الله" و معني الكلمة يُدعي هو إن الله أراد للبشر أن يقبلوا إن علاقة هذه الشخصية المولودة بطريقة معجزية من هذه العذراء هي علاقة بنوية بينه و بين الله تماثلها و تشابهها علاقة الأب البشري بإبنه البشري رغم أن الأولي معجزية و الثانية تناسلية لأن الله لا يتناسل. إلا أن اللغة و الثقافة العربية لا تري في كلمة إبن إلا المولود الناتج عن علاقة جنسية تناسلية بين ذكر و أنثي , فيربأ المسلمون أن يدعون المسيح إبن الله علي إعتبار ما تفهّموه بحكم الثقافة العربية أن يكون لله علاقة جنسية بمريم أم المسيح , فإن كان النصاري يدّعون ذلك فإن المسيحيين لم تكن هذه عقيدتهم و لا يقبلوها أيضا فالإله الخالق منزه في العقيدة المسيحية عن أن يكون له ولد بالتانسل الجنسي مع إمرأة من خليقته.
في المسيحية قد أعلن الإله الخالق ذاته إذ قال "نعمل الإنسان علي صورتنا كشبهنا" فنستطيع أن ندرك إن الله له صورة في ذاته أعلن عنها للبشر بأن خلق آدم علي شبهها و بذلك تكون هذه الصورة التي في الله هي أزلية بحسب أزلية الله نفسه خلق آدم عليها ليعكس فيه صفات الله من محبة و طهارة و نقاء و بر ليعيش آدم بموجبها كمتسلط علي الأرض ففي القرآن عندما خلق الله آدم قال إني جاعل في الأرض خليفة و قد وردت في القرآن نفسه تعبيرات عن هذه الصورة كاليد يد الله و العين عين الله و الوجه وجه الله و الساق و الكلام كلام الله و جاء أيضا في أحد أحاديث النبي محمد الصحيحة في وصاياه للمحاربين أن تجنبوا الوجه لأن الله خلق آدم علي صورته و المسيح مكتوب عنه في الكتاب المقدس أنه صورة الله و أنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا و قد تنبأ النبي أشعياء عن ولادة إبن عجيب من عذراء الذي قال عنه و يدعي إسمه مشيرا عجيبا إلاها قديرا أبا أبديا رئيس السلام . و مكتوب عن المسيح أيضا أنه لما جاء ملء الزمان أرسل الله إبنه مولودا من عذراء تحت الناموس . فالمسيح شخصية أزلية مكني عنه بصورة الله و إبن الله و في زمان محدد و معين من الله حل روح الله علي العذراء مريم و ظللها بقوته ليخلق فيها جسدا خاصا ليس من رجل بل من روح الله ليحل فيه كل ملء لاهوت الله و يتجسد فيه صورة الله الأزلي الذي هو المسيح الذي سمّاه الله نفسه يسوع قائلا لأنه يخلص شعبه من خطاياهم فالمسيح بهذا المعني الحلولي التجسدي هو إبن الله – كما دعاه الله نفسه – و هو أيضا إبن الإنسان لحلوله في هذا الجسد الخاص الذي تشارك مع البشر في الدم و اللحم إذ صار في شبه الناس , هذه هي بنوية المسيح يسوع لله لم تأت بالتناسل الجسدي بل بالتجسد الإلهي , و أنا لا أقوا أن يقبل المسلمون هذا مع إنني أرجو ذلك إلا إنني اهيب بإخوتي المسلمين أن يكفوا عن إتهامنا بأننا نقول إتخذ الله ولدا و إن الله كانت له صاحبة فإن الحلول و التجسد الإلهي في المسيح – و إن كان لا يقبله المسلمون إلا أنه ليس تناسلا بفعل فعله الله مع مريم كما إدعي النصاري قديما في أيام النبي محمد
و قبل أن أترك هذه النقطة أرجو أن تسمح لي فضيلتكم و أنا أخاطب كل عقلاء المسلمين في شخصكم الكريم أن أتساءل عما قرأته في القرآن عن ولادة المسيح من مريم فقد جاء في القرآن إن الله نفخ في فرج مريم بعد أن قال مرة أنه نفخ فيها إلا أنه عاد و أكد أنه نفخ في فرجها ... أليس في هذه الحالة يكون المسيح إبن مريم هو إبن النافخ في فرجها ... فكيف يمكن بعد هذا التصوير القرآني أن ينكر الله في القرآن أبوته للمسيح بعد أن أقر أنه هو النافخ في فرج أمه مريم ليخرج منه عيسي المسيح ... و إن لم تكن أبوة تناسلية فهي علي الأقل أبوة بالسببية و فيها يختلف المسيح عن آدم الذي جبله الله من تراب لكن المسيح قد ورث بشريته من أمه مريم و ورث طبيعته و كيانه و روحه من الله فهو و إن كان إبن الإنسان لكنه و بإرادة الله و فعله فهو إبن الله بالتجسد و الحلول و ليس بالتناسل ... فكلمة إبن الله في لاهوت الفكر المسيحي لا تعني إبن التناسل كما في مفهوم اللغة العربية التي إتهم بها القرآن العقيدة النصرانية و هي لا تعني أيضا إبنا بالخليقة كآدم فآدم خلق من تراب من العدم أما المسيح فهو صورة في الله موجود فيه منذ الأزل تجسد في مريم العذراء دون أن ينقطع أو أن ينفصل عن أن يكون في الله الموجود في كل الوجود من حيث كونه من طبيعة الله و ذاته فصار لنا من الله إبنا مع انه صورته التي فيه و بهاء مجده و رسم جوهره فإن كان المسلم لا يقبل هذا الفكر إلا أنه لا يعني إن المسيحية تقول إتخذ الله ولدا حاشا بل المسيحية تقول أعطانا الاله من لدنه ولدا و شتان شتان بين الفكرين
أستاذنا الفاضل و شيخنا الجليل إن المسلم حينما يقرأ القرآن و يجد فيه عقائد النصاري يعتقد خطاء أنها عقائد المسيحيين و مصيبة المصائب إن بعض أو معظم المسيحيين الأقباط قد قبلوا علي أنفسهم لفظ نصاري غير دارين ولا فاحصين إن عقائد النصاري التي إنتقدها القرآن تختلف تماما عن أرثوذكسية العقيدة المسيحية , و أنا إذ أتقدم لسيادتكم بهذا لا أقول بأن يقبل المسلمون العقيدة المسيحية السليمة فقط أنا آمل أنه إذا أدرك المسلمون الفرق بين العقائد النصرانية الواردة في القرآن و بين العقائد المسيحية أن يكون ذلك مدخلا لمرحلتين أولهما عدم تكفير المسيحيين بإعتبار أنهم نصاري و ثانيهما أن يكون ذلك فاتحا لحوارات إسلامية مسيحية تقرب القلوب و الأفكار بين أقباط مصر المسلم منهم و المسيحي
أضع هذا أمام سيادتكم مناشدا حكمتكم أن تحكموا و أن تبلغوا مسلمي مصر إن المسيحيين ليسوا نصاري و إنهم ليسوا مشركين و إن توحيدهم بالله لم ينتقده القرآن و لم يكفره ... أدام الله عليكم الصحة و العافية و أبقاكم ذخرا لمصرنا العزيزة ... سلام الله معكم أدام الله عليكم نعمته و غمركم ببركاته



#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين لكاميليا و الوطن لجمال ... و الله أكبر
- إصلاح الدولة المصرية – الأستاذ أمير ماركوس و نظرية المؤآمرة
- نهرو طنطاوي بين إصلاح الدش و إصلاح الكنيسة و إصلاح الدولة ال ...
- بين يهوه إلوهيم و الله الرحمن الرحيم
- رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة - ج-5
- رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة ج-4
- رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (3)
- رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (2)
- رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (1)
- إصلاح مصر ... أولا: ما هي المشكلة و أين الداء؟
- إن جاع عدوّك فاطعمه خُبزا و إن عطِش فاسقِه ماءً
- الموت ... قرين الحياة و رفيقها
- نعم الدكتور سيد القمني دكتور رغم أنف محمود سلطان و بقية إخوا ...
- الموت... ما هو و كيف و متي و لماذا
- تساؤلات منطقية حول تفسير الآيات القرآنية
- جمال مبارك رئيسا لجمهورية مصر ... بيدي لا بيد عمرو
- يسوع المسيح الناصري و المسيح عيسي إبن مريم ...ضدان مفترقان ب ...
- صراع أربعة عشر قرنا من الزمان ...و سيدوم إلي الأبد
- حماس ...السلطة الشرعية في غزة...المخطط الإسرائيلي...و الأخطا ...
- قرار الحرب في غزة ...بيد من؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - إلي جناب الفاضل الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر